خاص " ليبانون ديبايت":

عكار " خزان الجيش اللبناني" الغائبة عن مشاريع الدولة اللبنانية الانمائية والاقتصادية، هي حاضرة بقوة في التضحيات من أجل اهلها والوطن حتى الشهادة.. منطقة الشمال المنسيّة منذ اعوام طويلة الا عن الموت الاحمر الذي يلاحقها، ها هي اليوم تعود الى الواجهة انّما للاسف من باب الحاجة اليها لا دعمها المنتظر.

اليوم تشهد عكار حالا من الغليان في صفوف اهلها، الذين وبدل ان يستقبلوا الخطط والمشاريع، يطلب منهم استقبال نفايات المناطق، وفي هذا السياق اشار عضو "كتلة المستقبل" النائب خالد زهرمان الى ان " عكار تعيش ازمة كبيرة فيما خص ملف النفايات، نتيجة عدم وجود خطة واضحة لمعالجة النفايات الصلبة، وحلّ مسألة مطمر الناعمة، هذا الملف الذي ارجأ مرات عدة على اساس ايجاد حل شامل للنفايات على مستوى لبنان".

وقال نائب عكار في اتصال مع موقع "ليبانون ديبايت"، ان " الازمة بدأت عندما جرى الحديث عن ادخال 500 طن من النفايات الى عكار ما اثار غضب الاهالي، الذين رفضوا هذه الخطوة لاسباب عدة، منها عدم وجود رؤية وخطة واضحة تتضمن تقسيم المسؤوليات على المحافظات والاقضية والبلدات، اضافة الى انه من واجب كل منطقة ان تتحمل جزء من هذه المشكلة، أما النقطة الثالثة والاهم والتي دائما ما تثير استياء العكاريين، فتتمثّل في اخراج عكار وحذفها عن خريطة الدولة اللبنانية لناحية المشاريع الانمائية، واعادة ادخالها فقط عند الازمات".

وعن قرار اللجنة الوزارية المكلفة بملف النفايات، استكمال اجراءات جلسة أمس الثلاثاء الى اليوم الاربعاء، علّق زهرمان: " ان المشكلة مستعصية وتتطلب تكثيف المشاورات في سبيل الوصول الى حلّ، وكنا نفضّل لو تم التوصل الى قرار نهائي في جلسة الامس، لا سيّما وان المسألة لا تحتمل التأجيل، فلو افترضنا ان الحكومة أو وزارة البيئة استدرجت عروض التلزيم بغية معالجة النفايات، فعندها على الشركات ان تكون جاهزة بعد فترة كي تباشر عملها، ما يضعنا أمام مرحلة انتقالية تستوجب وضح خطة متينة للعمل على اساسها، وهذه من مسؤولية الحكومة".

وأكد زهرمان ان " بيروت عاصمة لكل لبنان، لكن توزيع النفايات يجب ان يتم بطريقة متوازنة على مختلف المناطق".

وحول تفاؤله بإمكان التوصل الى حل نهائي يرضي جميع الاطراف، أجاب: " ان هذا الامر صعب، لكن على الحكومة ان تضع خطة واضحة، مع ضرورة التشاور مع اهالي المناطق، خصوصا ان الموضوع حساس جدّاً، فيما المشكلة أتت في ظل ظروف سيئة، وشبه شلل على المستويات كافة، وعدم اجتماع الحكومة تحت عنواني " الية العمل" و "التعيينات".

وختاماً قال زهرمان: " ان البلاد لا تحتمل استقالة رئيس الحكومة على الرغم من ان هذا الطرح قد وضع على طاولة الاحتمالات، بيد ان تمام سلام يملك من الصبر ما يكفي ليحدث توازن بين المحافظة على الدستور وعدم التعطيل، ورغبته في الوصول الى حد ادنى من التوافق، من دون ان ننسى ان المسؤوليات كلّها تلقى على أكتافه، وهنا اتمنى على الافرقاء ان يقفوا الى جانبه، لدعمه وتشجيعه بدل دفعه الى اليأس".