"ليبانون ديبايت" - ستيفاني جرجس:

حضروا خطاباتكم النارية وشعاراتكم "الرنانة"، اعتلوا المنابر بمراوغتكم، وابهروا الناس بحيلكم المنافقة كأمثالكم، ولكن رجاءً، لا تنسوا ان تدغدغوا بوعودكم لـ"مثل قلّتها" مشاعر أهالٍ ذابت قلوبهم خشوعاً وتضرعاً لله لتحتضن اجساد ابنائها مجدداً لا رُفاتهم بعيدهم الـ70. اذاً، انها، فرصتكم الذهبية، هيا استغلوها جيداً بزوبعاتكم الاعلامية الفارغة التي اعتدنا عليها من حين إلى آخر.

نعم انها فرصة لتستذكروهم. بعيدهم الـ70، عيد الجيش اللبناني، لا تتوانوا لحظةً عن اللعب على أوتار أهالي العسكريين المخطوفين لاغراضكم السياسية الطائفية الخبيثة. عفواً، هل غافلتني، وعودكم الأخيرة، ألم نقترب من خواتيم إنهاء ملف العسكريين المخطوفين؟ وماذا عن البوادرَ الايجابية والتقدمات الملحوظة في الآليات المطلوبة لانجاز المهمة؟ أم ان شيئاً ما طرأ في اللحظة الأخيرة في مصير المفاوضات، كالعادة؟.

منهم من لبس ثوب الشهادة في ربيع عمره، خاتماً سطور حكايته في تلبية استغاثة بعض الجبهات هنا وهناك. ومنهم من حرقت عروقه نيران الطائفية وقتلته رصاصات "زعران" الشوارع غدراً والبعض الآخر كان صيداً ثميناً لأيادي الارهابيين. صحيح، ان "جحافل" تنظيمي "جبهة النصرة" و"داعش"، هم من خطفوا، عذبوا ونكلوا بحُماة وطننا ولكن ماذا عن "جحافلنا" السياسيين ومتربعي المناصب في الدولة، أليسوا شركاء في جريمة وطنية مرّ عليها ما يقارب السنة ومازال مصيرهم مجهولاً؟ دولة "بأمها وأبيها" عاجزة عن تحرير ابنائها، في حين ان "دويلة" حزب الله لا تحتاج لأكتر من ساعات لتحرر مقاوميها؟

أحياءً كانوا أو أمواتاً، كفى قهراً. حرروا أبنائنا، احضان امهاتهم اشتاقت لرائحتهم، رائحة الكرامة والعز والمجد. كفاكم تنكيلاً ومتاجرة بارواح عسكرنا، لو كانت قضية الشرق الأوسط لحلت، "هني ايران واميركا واتفقوا والمفاوضات عنا بعدها على نار عم تنطبخ".

أما انت، يا الله، اين العدل ايها العادل؟ خذ متربعي المناصب وقذارتهم السياسية ودع لنا خيرة شبابنا وحماة وطننا، أو أقله اعطهم الرجولة والنخوة وايقظ ما تبقى من ضمائرهم لعلهم يحررون عسكرنا، يحاسبون المجرمين والقتلى و"زعران" الشوارع. يا ليتكم تمكلون الكرامة لكنتم أعدمتم كل يدٍ امتدت وتطاولت على أبنائكم وحماتكم. للأسف، يبدو أن مخطط الارهابيين باء بالفشل، فالارواح التي بين أيديهم لا تعني ساستنا اطلاقاً، ولكن ماذا لو كان نجل أحدهم من بين المخطوفين؟ "يا ارض اشتدي اشتدي وما حدا قدي ساعتها".

حفاظاً على ما تبقى من ماء الوجه، دعوا مملكة الله لنا، نحن الفقراء، أبناء المؤسسات العسكرية المقدسة بقافلة شهدائها. ارحلوا، خذوا اموالكم، ومصالحكم وجشعكم واصنعوا بأياديكم اللقيطة التي حرقت عروقنا عابثةً بشرف وعرض الوطن جحيماً نتناً كالذي ذوقتنا اياه افعالكم، ارحلوا،رجاءً وتقاتلوا على عرش "جحيكم" بعيداً عنا.

عذراً، من ضمائر ساستنا الميتة، ان اهتز عرشها من كلماتٍ نحرها قلمٌ يفتخرُ بولائه العلني لمؤسسته الوطنية شاء من شاء وآبى من آبى، لقلم ينحني اجلالاً أمام كل قطرة دم سقطت من جسد عسكري آمن بأن روحه ترخص فداءً لهذا الوطن. عذراً، فلن أكون يوماً شيطاناً أخرساً يهاب سلطتكم، وان كان الثمن..

بعيدكم الـ70، اعذروا ابائكم وأمهاتكم، سامحوهم، لانهم لم يردعوكم يوماً عن الانخراط في المؤسسة العسكرية. فبلد مثل لبنان، يحوي سياسيين وزعماء "مساطر" لا يستحق مؤسسة مقدسة كالجيش اللبناني، ولا يستحق أبنائها المتعطشين للشهادة دفاعاً عن ارض وطنهم.