خاص " ليبانون ديبايت" - حسام عطايا:
مرّت زيارة مدير المخابرات السورية الجنرال علي مملوك، الشهر الماضي إلى العاصمة السعودية الرياض مرور الكرام ،لم يعرها الإعلام اللبناني أهمية رغم أنها إلى حد ما وفي زواريب السياسة الدولية شكلت هذه الزيارة خرقاً كبيراً للروتين المعتاد, حيث التقى المملوك ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. هذه الزيارة التي رتّبها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سانت بطرسبرغ في حزيران/ يونيو الماضي بعد لقائه الأميرمحمد بن سلمان الذي يشغل منصب وزير الدفاع في عهد الملك سلمان .
هذه الجهود التي تقوم بها روسيا في الملف السوري تأتي في سياق محاولة روسيا لإحتواء كتلة النار الملتهبة التي شكلها قيام تأسيس ما يعرف بالدولة الإسلامية في العراق والشام, لا سيما بعد أن أصبحت داعش تشكل خطراً استراتيجياً على مصالح الدول الكبرى في الشرق الأوسط.
تشير التقارير المتابعة لزيارة المملوك إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلب اعترافا من الأمير أنه لا توجد هناك محاولات لتغيير النظام في دمشق، مشيرا إلى أن هناك حاجة إلى حل جديد للأزمة السورية.
وكذلك نُشر في صحيفة الصاندي تايمز أن موسكو ترفض الجهود الدولية التي تقودها الأمم المتحدة لإحداث تغيير في النظام في سوريا,وتفيد التقارير بأن روسيا تعتقد أن صعود تنظيم الدولة، الذي يهدد الدول جميعها في المنطقة، يفتح فرصة للتحاور بين سوريا والدول الأخرى في المنطقة.
وتؤكد التقارير أن موضوع لقاء الأمير محمد بن سلمان وعلي مملوك سيكون محلا للنقاش في مؤتمر وزراء الخارجية، الذي سيعقد اليوم في العاصمة القطرية الدوحة، وستتم مناقشته بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف.
وتنقل التقارير، عن مسؤول بارز في دمشق قوله إن الحكومة السورية تلقت تأكيدات من مستويات عالية بأن إدارة الرئيس باراك أوباما تركز جهودها الحالية على هزيمة تنظيم الدولة، أكثر من تركيزها على الإطاحة بنظام الأسد.
من هنا يبدو أن مستقبل الأزمة السورية سيكون لمصلحة النظام الحالي حيث استطاع المملوك قطف ثمار الضغوط الدولية على مملكة النخيل وانتزاع اعتراف بقبول السعودية ببقاء الأسد مقابل إنزال السعودية من أعلى الشجرة اليمنية, وبالتالي فإن تدخل إيران على الأرض السورية سيكون أوضح وأكبر عدّة وعديداً محاولة منه لإنهاء هذه الظاهرة الممتدة بين سوريا والعراق.لا سيما بعد إعلان الرئيس السوري في خطابه الأخير أن الجيش السوري بات مرهقاً بالكامل وأن سوريا ليست فقط لمن يحمل جنسيتها بل أيضا ملك لمن يدافع عنها ومن يقاتل على أرضها.
هذا الإتفاق سيرسم لسوريا مستقبلاً واعداً في ظل حكم ثقيل للرئيس الحالي وألوان هذا الرسم ستمتد لتطال الخارطة السياسية اللبنانية حيث من غير المستبعد أن يكون الإتفاق السوري السعودي (سين-سين) الجديد قد طال الملف الرئاسي اللبناني, لذا قد يشهد لبنان قريباً لقاءً مسيحياً في بشري أو في الرابية لرتق الثقوب في الكرسي الرئاسي ...
|