Beirut
16°
|
Homepage
حقوق المسيحيين و"نهاية القسطنطينية"!
فادي عيد | المصدر: ليبانون ديبايت | الاثنين 10 آب 2015 - 9:07

خاص "ليبانون ديبايت" - فادي عيد:

في خضم المعارك السياسية الدائرة على الساحة الداخلية، تُطرح أسئلة كثيرة حول تداعيات هذه المواجهات على الوضع المسيحي بشكل عام، وذلك لحظة ترتيب المسرح الإقليمي تحضيراً للتسوية السرّية التي تمّت في كواليس "الإتفاق النووي".

وفي هذا الإطار، تعتبر مصادر كنسية رفيعة لموقع "ليبانون ديبايت"، أن الفرصة التي أعطيت للبنان دولياً لجهة تثبيت استقراره رغم هزالته الجغرافية والديموغرافية في خضم عالم عربي هائج ومتقاتل وأصبح شبه مدمّر، لم يستفد منها المسيحيون كونهم العنصر الأكثر استفادة من استقرار لبنان، لأن أي اهتزاز أمني قد يدفع بالمسيحيين إلى الهجرة، كونهم مؤهّلين فكرياً وعلمياً وينظرون دوماً إلى الغرب، فالمسيحيين لم يستفيدوا من هذه الفرصة بسبب جهلهم أو تجاهلهم لأهمية المعطى الدولي الذي حافظ على لبنان منذ العام 2000 وحتى اليوم، إذ كان عليهم العمل دائماً على تهدئة الأزمات المستجدّة على مستوى الوطن والدولة كي لا يهتزّ الإستقرار ويؤثّر على وجودهم.


وبرأي المصادر الكنسية، يبرهن المسيحيون اليوم، ومن خلال المعارك التي يخوضونها والشعارات المرفوعة، أن العقل السياسي المسيحي ما زال أسير مصالحه السياسية الضيّقة، وغير قادر على استيعاب منسوب الخطورة الهائل المحيط به وبوجوده، فانزلق نحو الديماغوجية السلطوية والمقعدية والمحاصصة، مما يذكّر بنهاية القسطنطينية، لأن كل الشعارات المطالبة بحقوق المسيحيين هي شعارات لا أكثر، ولأن هذه الحقوق لا تتأمّن فقط من خلال الدخول إلى المطبخ السياسي العام وعبر المراكز الرئاسية والوزارية والنيابية، إنما في حضورهم في الإدارات العامة والقوى المسلّحة والمراكز الحسّاسة في مفاصل الدولة الخدماتية.

وكشفت المصادر الكنسية، أنه إذا كان البعض من الزعماء المسيحيين يعتقدون أنهم قادرون اليوم على أخذ لبنان إلى عقد تأسيسي جديد شبيه بميثاق 43 واتفاق الطائف، فهم على خطأ، لأن أياً من الأفرقاء اللبنانيين الآخرين، كما المكوّنات اللبنانية الأخرى تسعى إلى الدخول في مفاوضات تأسيسية جديدة تعيد تكوين الوطن، فهل تستطيع هذه الأطراف المسيحية أن تفرض عليهم مجدّداً الشراكة؟ فأصحاب القرار الدولي، كما قادة المحاور الإقليمية الذين يشكّلون مرجعيات هذه القوى، ترفض حالياً أي مسعى لتعديل الأسس الدستورية التي يقوم عليها لبنان اليوم، مما يجعل من الكلام حول المؤتمر التأسيسي مجرّد شعار لا يستند إلى أي معطى واقعي، وكأن أصحاب فكرة هذا المؤتمر يملكون "أجندة" ديماغوجية شعبوية وانتحارية، وبالتالي، يهدفون إلى إحباط المسيحي ودفعه إلى "القَرَف" فالهجرة.

أخيراً، اعتبرت المصادر الكنسية أن المرحلة دقيقة جداً على الصعيد الأمني، لدرجة أنه لا يجوز المسّ بالإستقرار الهشّ عبر مطالبات "همايونية" إعتباطية تربك الوطن كله، وتعرّض الإستقرار للإهتزاز، خاصة وأن المطالبة بحقوق المسيحيين لم تلحظ حتى الساعة برنامجاً واضحاً يحدّد كيفية إعادة التوازن في المراكز والإدارات والمواقع القيادية، ذلك أن إعادة التوازن ينبغي أن تكون عملية مبرمجة ومدروسة تبدأ من أسفل الهرم، وليس من أعلى مركز.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
فرنجية ليس شيطاناً والياس بو صعب خسارة كبيرة... نائب عوني يحذّر من قنبلة ستنفجر ونداء إلى بري! 9 زياد أسود يكشف خلفيات "فصل" بو صعب وعن "حضانة" باسيل: ما حدا باقي! 5 بالفيديو: إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في برج حمود 1
صور "تظهر" حجم الأضرار في القاعدة الإيرانية المستهدفة! 10 عصابة "خطرة" تنشط في طرابلس... بطلتها إمرأة! 6 مستجدات فصل بو صعب من التيار! 2
بشأن تعديل قيمة رسوم المعاملات... بيانٌ من الأمن العام! 11 بشار بطل عمليّة نصب كبيرة في طرابلس! (صور) 7 سيناريو "مُقلق" ينتظر مطار بيروت... إنذار خطير وأيام حاسمة! 3
"التيار معجون عجن بالغش"... جعجع يستنكر! (فيديو) 12 "النكزة الأخيرة"... منشورٌ "ناريّ" للسيّد! 8 حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو) 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر