تعود مجموعة "طلعت ريحتكم" ومعها المجتمع المدني إلى ساحة الشهداء مساء غد، وسط أزمة سياسية ملتهبة، واتهامات خطيرة بتسييس التحرك وحرفه عن أهدافه الأساسية.

وعشية التظاهرة المنتظرة، أكد وزير الداخلية السابق زياد بارود أن "الحراك سياسي بمضمونه انما بمكونات مدنية لا تنتمي إلى الأحزاب والقوى السياسية ولا تنتمي أيضا إلى المجتمع المدني التقليدي. إنها مجموعة من الشباب استطاعت أن تخرق جدار الرتابة وأن تستفيد من حال مأزومة كان آخر تعابيرها النفايات، وقدمت للبنانيين صرخة استجابوا لها بغالبيتهم لأنها تمس كل واحد منهم بمعزل عن اصطفافه السياسي"، منبها إلى أن "التظاهرة السلمية الحضارية تعرضت لانتكاسة من خلال أعمال شغب لا تشبه ما يجب أن تكون عليه وأعتقد أن المنظمين عملوا ويعملون على حال تنظيمية تمنع تكرار الشغب".

وعن غياب خريطة واضحة لهذا التحرك، لفت بارود إلى أنه "واضح أن المنظمين يرغبون أن تكون التظاهرة سلمية، هذا حراك مدني وليس حزبا سياسيا" لافتا الى أن حتى الاحزاب السياسية عندنا لا خريطة طريق لها، فلماذا نطلبها من حراك مدني؟

وشدد على أن "الحركة بدأت عفوية ومن الطبيعي أن تكون كذلك وهي ربما ذاهبة الآن إلى مزيد من التنظيم، عندها تسأل عن كل هذه الامور. وتتابع التنظيم مجموعة من كل الجمعيات والمنظمات والأفراد المنضوين في الحملة وهم كثر ونجحوا حتى الآن في تجنب التسييس، على المستوى الواقعي الفعلي لم أر تسييسا".

وعن الاتهامات بتسييس التظاهرة أشار بارود إلى أنه "ربما كان الهدف تطيير التظاهرة لكن هذا لا يعني أنها متماهية معهم"، مؤكدا أن "لا شك في أن الطبقة السياسية ربما ستكون مستاءة جدا من هذا لانه لا يناسبها".

وأعرب بارود عن دعمه "استمرار هذا التحرك بسلميته وخطابه العقلاني طالما لم يصدر أي تجاوب جدي من أي نوع كان من السلطة، ذلك أنه لا يمكن مواجهة هذا التحرك بالصمت والقمع ووعود كاذبة. هذا تحرك يحتاج أن توضع الأمور على سكة المعالجة وأن تكون مقنعة بالحد الأدنى. ولفت إلى أن المنظمين قد يقولون عكس ذلك، قد يقولون "لن نرضى بشيء غير اسقاط النظام، بالنسبة إلي الامور مفتوحة على كل الاحتمالات ولا أعتقد أن هذا الحراك سينطفئ فجأة إلا إذا صدر شيء أكبر منه لا سمح الله أو حصل حدث يغطي على هذا الحراك."

وعن فرضية اعتبار الحراك معبرا نحو الرئاسة، أعرب بارود عن "شكه في أن يكون هذا الأمر صحيحا، ولكن استغلال هذا الحراك لاحقا أمر آخر، ولكني أكيد أنه كان في بداياته على خلفية مطلبية وأعرف معظم المنظمين وأعرف ان لا انتماء سياسيا لهم".