"ليبانون ديبايت" - ستيفاني جرجس:

لا عجب ان لا يميز "ثورجي" مهووس، لم تعرف وقفته "الانتصاب" يوماً لا في التظاهرات او الحملات التي يقودها ما بين التعليق والمزاح بحق العديد من المناسبات الدينية والوطنية وبين التجديف باسم الله والمس بالاديان السماوية والتحقير والحث على الازدراء بإحدى تلك الشعائر الدينية علانية.

مساء أمس، تعرض الحراك المدني الذي شهد أوجه يوم الاحد الفائت، لهزة لم تكن في الحسبان، وذلك بعد ان نشر بعض الناشطين كتابات وتعليقات قديمة كان قد نشرها فتى "الكشاف" وأحد قياديي حملة "طلعت ريحتكم" أسعد ذبيان تحتوي على إساءات للدين المسيحي والاسلامي.

اليوم، لسنا بصدد نبش القبور أو فتح ملفات الماضي، او حتى اضاعة الوقت على تفاهة وسفالة ذبيان ومشروعه الفاضح. ولكن السؤال يطرح نفسه وهو برسم الشعب اللبناني وهيئات ومنظمات المجتمع المدني، هل هذا هو نموذج لبنان الجديد الذي تبغونه بعد إسقاط النظام الطائفي؟ ثورة ينعت أحد قوادها المجرم "بارابا" بالمحظوظ ويصف مار يوسف بالشخصية "المبعوصة"، فيما يسخر من القديس مار شربل وشهر رمضان الفضيل ويرى قيامة المسيح من بين الاموات شأناً جنسياً. اذا كان قائد الثورة "طالعة ريحة" صفقاته وسمسراته، شو "خلينا" للثورة وباقي قوادها؟

ولكن، كلمة حق تُقال. فتى الكشاف، نجح بدهائه في اشراك الملايين في سمسراته واجنداته الخاصة، واهماً اياهم بانه صوت الحق، فيما يسيرون خلفه وخلف جماعاته معصوبي الاعين جاهلين حقيقة وهوية "ذبيانهم" وكفره.

هيا، ايها الشعب "المقهور"، فلنسقط النظام. آن الآوان لتنتفضوا، علوا الصرخات، اضربوا واسحلوا الامن في شوارع وسط العاصمة لاسقاط الحكم العسكري الديكتاتوري الامبريالي فتصبح احلامكم حقيقة وتعمر جيوبكم بالأموال بين ليلة وضحاها. على وقع هذه المطالب والشعارات الجياشة، أدرك الفتى "الثورجي" الذي يريد اسقاط النظام معتقداً لوهلة انه في سوريا لا لبنان، كيف يدغدغ مشاعر ثوار القهر والفقر.

علم "قائد الثورة" كيف يلعب على أوتارهم ويُجيش سخط الآلاف لا بل الملايين على القوى السياسية والامنية في الشارع، إلا ان قائد الثورة هذا فاته ان "ريحته طالعة" وبأن شمسه اليوم ستشرق على إخبار تقدم للنايبة العامة التميزية يحمل الرقم 76 90، وذلك استنادا الى المادتين 473 و474 جنح، والتي يعاقب على أساسها كل من يمس بالدين ويعمد الى تحقير الشعائر الدينية علانية، ففي النهاية "لا يصح الا الصحيح".

وفي هذا الصدد، أكدت محامية الاستئناف والكاتبة والباحثة القانونية رانيا نصرة أن هذا الاخبار فيما لو كان منظم وفق الاصول القانونية يعتبر بمثابة ابلاغ للنيابة العامة التميزية بوجود جرم التجديف باسم الله والازدراء بالشعائر الدينية ليتحرك على الاثر الحق العام والنيابة العامة للمباشرة بالتحقيقات والتأكد من وجود عناصر جرمية يلاحق مرتكبها عليها خاصةً ان الدستور كفل للاشخاص حرية ممارسة شعائرهم الدينية.

نصرة، وفي حديث لموقع "ليبانون ديبايت" لفتت إلى أن القانون يلاحق من يُقدم على المس والتحقير بالاديان لذلك يجب محاسبة مرتكبه مهما كان مركزه بعيداً عن الغطاءات والمحسوبيات، مشددة على ضرورة عدم مرور هذا التجديف بالله والاديان السماوية مرور الكرام على اختلافها.

اذا، أقل ما يقال، حذارِ، يا ثوار الحق، من ان تمشوا وراء من زرع "المندسين" بسفالة أفعالهم ليشوهوا هوية حراككم المحق. لا تدعوا جمرة مطالبكم تحرقكم، كفاكم لهثاً وراء "قادةٍ" استغلوا وجعكم واهمين عقولكم ان "شعب لبنان" يعنيهم ومطالبكم ستتحقق في "يوم وليلة"، فيما لا يعلم بنواياهم إلا الله ورفاقهم في الساحة والسفارات . حذارِ، من ان تجرفكم مشاعركم وراء "أرنبٍ" كذبيان، لم يسلم من تعليقاته اسمى المقدسات.

أما انت، يا عزيزي، قائد الثورة المُبجل، اتقِ الله واتقنا شر أقوالك وأفعالك المدنسة. واعلم ان نيران الآخرة والحساب لا مفر منها لانها وجدت لـ"شبيحة" الأضواء والأمجاد أمثالك. فدع لنا مقدساتنا، وهنيئاً لك بِعقدكَ وهَوسِكَ، واللبيب من الاشارة يفهم...

وسلامٌ على "ناشطٍ" انتقصت رجوليته "بيض" العيد وارانبه.