Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
مبادرة بري: لماذا الآن؟ وماذا تعني؟
المصدر:
الانباء
|
الثلاثاء
01
أيلول
2015
-
6:19
تميز المهرجان السنوي لحركة «أمل» في الذكرى السنوية لتغييب الإمام موسى الصدر في الشكل بأمرين لافتين: الأول هو الحشد الشعبي الذي أظهر أن الحركة مازالت تمتلك قدرات شعبية.
والأمر الثاني هو الإجراءات الأمنية المشددة وغير المسبوقة التي اتخذت لحماية المهرجان من أي اختراق أمني وعمل إرهابي.
في المضمون، كان الخطاب السياسي الشامل وإطلاق مبادرة إنقاذية والدعوة إلى استئناف الحوار على أساس جدول أعمال جديد حصره رئيس مجلس النواب نبيه بري في 7 نقاط وبنود هي: رئاسة الجمهورية، وعمل مجلس النواب، وعمل الحكومة، وقانون الانتخابات، واستعادة الجنسية، واللامركزية الإدارية، ودعم الجيش.
وهذه المبادرة، التي لاقت دعما فوريا وحماسيا من الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط وتأييدا وتشجيعا من حزب الله، فيما تريثت القيادات المسيحية في تحديد موقفها، تعني سياسيا:
1 ـ نقل طاولة الحوار مجددا من قصر بعبدا إلى مجلس النواب لتعود إلى حيث انطلقت في العام 2006 عندما بادر الرئيس بري وفي ذروة أزمة سياسية حكومية بعد استقالة الوزراء الشيعة إلى الدعوة إلى حوار وطني اتخذ جملة مقررات لم تنفذ فيما أطاحت حرب تموز بهذا الحوار.
2 ـ محاولة نقل الأزمة مجددا من الشارع إلى طاولة الحوار بعدما بدأت تأخذ عبر التحركات الاحتجاجية منحى مقلقا يهدد بخروج الوضع الشعبي عن السيطرة السياسية.
وتبدو مبادرة بري وكأن من أهدافها المباشرة استيعاب الشارع و«تنفيسه» وإجهاض تحركه.
3 ـ العودة إلى الحوار الوطني تعني الإقرار ضمنا بأن الحوارات الثنائية، وتحديدا حوار المستقبل وحزب الله، لم تعد كافية ولم يعد بمقدورها لوحدها استيعاب الأزمة وتصريفها، مثلما لم يعد ممكنا الاستمرار في تجاهل المكون المسيحي على صعيد الأزمات والحلول.
ولذلك كان لافتا أن بري أدرج على جدول أعمال الحوار 3 بنود أساسية تصنف على رأس لائحة المطالب المسيحية في هذه المرحلة: قانون الانتخابات، استعادة الجنسية واللامركزية الإدارية.
4 ـ إطلاق عملية الحوار يعني تجميد عمل الحكومة وربط مسارها ومصيرها بنتائج الحوار، وهذا يعني أن الحكومة دخلت «إجازة مفتوحة»، وأن الأزمة ليست أزمة حكومية وإنما أزمة سياسية والخروج منها لم يعد متاحا إلا عبر تسوية سياسية شاملة.
5 ـ مبادرة بري تعيد الاعتبار إلى مسألة رئاسة الجمهورية التي حلت في المرتبة الأولى على لائحة ترتيب الأولويات، وتصب بالتالي في توظيف سياسي للحراك الشعبي وضغوط الشارع والرأي العام في اتجاه محدد هو التعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية والانتقال إلى مرحلة الرئيس التوافقي طالما أنه سيكون موضع حوار واتفاق بين مختلف الفرقاء، بعدما تأكد أن أي فريق ليس قادرا على فرض أو إيصال مرشحه ورئيسه.
6 ـ حوار وطني بدعوة من الرئيس نبيه بري ورعايته وإشرافه يعني أن بري قرر إدخال تعديلات على تكتيكه ودوره والانتقال من موضع الطرف إلى موقع الوسيط.
من الواضح أن بري ذهب في معركته ضد العماد ميشال عون إلى مدى لم يبلغه في السابق وأراد النيل منه ولم يتقيد بموقف حزب الله الداعم له وإنما أبدى تبرما وضيقا من هذا الموقف، وتجاوز الهامش المعطى له إلى حد بات المساهم الأول في التضييق على عون ومحاصرته وإضعافه.
لقد كان بري الدافع والمشجع الأول للرئيس تمام سلام للذهاب إلى حدود المواجهة المفتوحة مع عون، وكان المتحرك الأقوى على صعيد قطع طريق بعبدا على عون وتهيئة ظروف الرئيس التوافقي توصلا لإقناع حزب الله بالدخول في حوار حول هذا الرئيس بعد التأكد من انهيار فرص عون وانتهائه كمرشح وكمشروع رئيس، وحتى كناخب أساسي و«عقبة».
وجد بري أن هذا وقت تصفية حسابه المتراكم مع عون.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا