Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
هل تتحول الثورة الشعبية الى حراك هدام؟
لارا الهاشم
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الثلاثاء
01
أيلول
2015
-
7:48
خاص "ليبانون ديبايت" - لارا الهاشم:
يبدو ان الحراك الشعبي في لبنان يدور في دائرة مفرغة. اناس يتظاهرون ضد الحرمان والفساد و منهم يضربون ويرمون بالرصاص، فيما غيرهم يشاغبون لغرس شوكة في خاصرة الحراك المدني. اما على العروش فيتربع زعماء، يتفرجون على الحدث كأي مواطن عادي لا تحركهم مسؤولياتهم للاستقالة كما في الدول الديمقراطية حيث يحاسب المسؤول المباشر او حينما يخسر المسؤول رصيده الشعبي. على العكس فان مسؤولياتهم تمنعهم من الاستقالة وكأن احزابهم الساسية ليست معنية بسنوات الهدر والفساد. الكل يتنصل ووحده المواطن يتمزق وسط حراك شعبي،صار فوضويا، ربما لكثرة المطالب وتراكم ملفات الفساد.
بدأ الحراك الشعبي عفويا بعشرات الاشخاص الذين تظاهروا امام السراي الحكومي ليقولوا للمسؤولين "طلعت ريحتكن" من الفساد فارفعوا النفايات عنا. ومع تفاقم ازمة النفايات كبرت كرة الثلج. توسع الحراك لتنضم اليه اكثر من حملة ابرزها "بدنا نحاسب"، فصار فحوى الضغط الشعبي، مناهضة الفساد على انواعه. الى ان حصلت اعمال الشغب وعلت النبرة العدائية تجاه الاحزاب السياسية فانقسم الرأي العام حول التحركات بين مؤيد للمطالب والنهج معا، ومؤيد للمطالب لكن معارضا للنهج. عندها بدأ الكلام عن مئة رأس وقلة تنظيم قد يؤديان الى ضياع الاهداف على عكس حراك هيئة التنسيق النقابية التي بقيت في الشارع اربع سنوات من دون حصول اي ضربة كف.
لكن القيمين على هذه التحركات يرفضون الكلام عن ضياع في التوجيه، اذ يحق للحراك ان يضم اكثر من جمعية قد تختلف في الرؤية الا ان انها تتشارك في المطالب. تقول نعمة بدر الدين من حملة "بدنا نحاسب" لليبانون ديبايت ان القواسم المشتركة مع "طلعت ريحتكن" هي المطالبة بحل ازمة النفايات وانهاء الخصخصة واعادة اموال البلديات والمحاسبة لان ثمة مسؤوليات سياسية مشتركة. كما تجمعان على ضرورة اصلاح السياسات الاقتصادية والاجتماعية اضافة الى اجراء انتخابات نيابية ورئاسية.
لكن الاختلاف يكمن في سلّم الاولويات. ففي حين تطالب "طلعت ريحتكن" باستقالة وزيري الداخلية والبيئة ثم اسقاط الحكومة، تعتبر "بدنا نحاسب" ان الحل لانتاج سلطة جديدة يكون عبر اجراء انتخابات نيابية مبكرة تنتج سلطة تنفيذية جديدة. تجري هذه الانتخابات على اساس النسبية خارج اطار القيد الطائفي بما يؤمن عدالة التمثيل.
يختلف مرة جديدة خطاب الحملتين تجاه الاحزاب السياسية. تجمعان على وجود مسؤولية سياسية مشتركة تقع على عاتق الطبقة الحاكمة و كل من يقبل بمشاركة فريق فاسد في الحكم. ينتقد رئيس التيار النقابي المستقل حنا غريب كل من يتحدث عن "شركاء له في الوطن". يسأل عن سبب القبول بشراكة مع اشخاص فاسدين ويطالب المعارض لهذه الفئة بموقف شجاع امام الشعب.
لكن في حين تتخذ " طلعت ريحتكن" موقفا راديكاليا من الاحزاب ترحب "بدنا نحاسب" بجمهور الاحزاب الذي يعاني هو ايضا، شرط اجرائه محاسبة داخلية لقاعدته الحزبية و تطبيق برامجها. فبنظر الحملة، الفساد عابر للطوائف وللاحزاب والاهم لاعادة تكوين السلطة هي المحاسبة لأن بها وبالرقابة فقط يوضع حد للفساد، ولا يمكن تحقيق ذلك الا من خلال اكبر كتلة شعبية بدورها عابرة للاحزاب والطوائف.
تهتم "بدنا نحاسب" بشكل رئيس بقضية موقوفي التظاهرات والتجاوزات القانونية بحقهم لاسيما القصّر الذين يحقق معهم في غياب مندوبة للاحداث ومن دون ابلاغ اهاليهم باسمائهم، عدا عن تعرضهم للضرب في الضابطات العدلية. فيما تتجه انظار "طلعت ريحتكن" نحو ال 72 ساعة التي تشكل بالنسبة لها امتحانا رسميا وواقعيا للسلطة التي تبدأ بدفع اموال الصندوق البلدي المستقل وتوقيف العسكريين الذين اعتدوا على المتظاهرين.
في المحصلة، قد يطول امد هذا التحرك، وقد لا يخرج من الشارع قبل تحقيق الحد الادنى من اهدافه، لأن التحركات العفوية والشعبية هي اكثرها مصداقية وصدقا، لكن ثمة من يخشى على مستقبلها في حال بقيت الرؤيات متبعثرة.
في هذا الاطار يدعو الناشط والباحث الاجتماعي سمير مسرا الجمعيات الى تحديد الاولويات ولو تعددت المطالب منعا لاستغلال هذا الحراك عن قصد او عن غير قصد من قبل جهات محلية او خارجية. عندها يتحول من حركة شعبية صادقة الى بروباغندا هدفها التخريب بدل الاعمار، وتنحرف المفاهيم العامة الجذابة التي لا يختلف عليها اثنان، عن مسارها، لتصير اداة فرز اجتماعي وسياسي.
يومها لن يتمكن احد من ضبط الشارع و الجوار خير مثال.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا