"ليبانون ديبايت" - بِقَلَم روني ألفا:

سيِّدي وَزير البيئَة اللبناني الأستاذ محمّد المشنوق، لَم أرَ مشهداً أكثَرَ فظاعَةً من مَشهَد إقتِحامَ وزارَة البيئة، ولَم أتخيّل يَوماً أن شباباً دخلوا المدارِس والجامِعات يمكن أن يَصِلَ الدّركُ بِهِم إلى الدّركِ المهلِك الذي أوصلوا أنفسَهم إليه.

يحمِّلونَكَ سيِّدي الوزير تَبِعات ملفٍّ نَتِن عمرُهُ أكثَر من أربَعٍ وعِشرينَ سنَةً، بَدَل أن يحمِّلوا هذه التّبِعات للأحزاب المتعاقِبَة على السلطَة،وكان حريٌّ بِهِم أن يتجمّعوا أمام منازِل ومِكاتِب كلّ من أكَلَ وشَرِبَ من ملفّ النفايات بَدَل أن يَجلِسوا القرفصاء في ممرّات الوزارَة مُطالبِين باستِقالَتِك.

إنّه زَمان الهَوان عِندما يُستَهانُ بالكِرام يا سيِّدي الوَزير، فأنتَ على ما أعرِفه عنك لَم تلوّث يَدَكَ في ملف متّسِخ ولَم تقبض عمولَة على حساب صحّة الناس، وسُلِّمتَ وزارَةً مهتَرِئَة أشبَه بِكرَةٍ ملتَهِبَة ظنّاً من الذي أولاكَ إيّاها أن نَظافَة كفِّكَ كفيلَةٌ بإبعاد الرعّاع عَنك.

أنا أخجَل من مَشهَد الشباب اللبناني يقرفِصُ على هذا النّحو بَدَلَ أن يصوِّبَ أهدافَه بإتّجاه الضغط لإنتِخاب رئيس جمهوريَّة وبإتِّجاه الدّفع نَحوَ إقرار قانون إنتِخابي عادِل يؤمِّنَ وصول بعضٍ من هؤلاء المقرفِصين في وزارَتِكم إلى النّدوَة النيابيَّة.

كنتُ أرى في هؤلاء سيِّدي الوزير مشاريع نوّاب ووزرار ومشرّعين، لكنّي بتُّ أرى فيهم وللأسف الشديد،مجموعَة تُسهِمُ في الإفراغ والفَراغ،إفراغ البلاد من آخِر الأوادِم،وفراغ البلاد دستوريّاً وحكوميّاً وأمنيّاً.

ما يحدثُ سيّدي الوزير ليسَ ربيعاً لبنانيّاً، وليسَ ثورَةً تشبِهُ ثورَة أيّار 1968 في فرنسا، ولا هيَ ثورَة تشبه ثورَة كاسترو ضِدّ نِظام باتيستا، إنّها ثورَة ضِدّ آخِر مَعاقِل النّظام،وما تبقّى من أمن وإستِقرار في الجمهوريِّة.

أعتَذِرُ سيِّدي الوَزير، ومَعي الكثير الكثير من الناس، من أيّ إحراج أو إهانَة قَد تَكونَ قد تعرّضتَ لَها وأدعو مِن صِميم القلب، وأنا من الذينَ عاشوا وعايَشوا أكثَر من شارِع وأكثَر من ثَورَة،الشّباب إلى مواصَلَة تحرّكِهِم شَرطَ أن يتقدّمُهُم محمّد المَشنوق وأمثال محمّد المَشنوق.