واصل وفد "تيار المستقبل" الاستطلاعي الى الصين، برئاسة عضو المكتب السياسي النائب احمد فتفت زيارته، التي تخللها في الايام الماضية اكثر من محطة.
وشارك الوفد في حفل افتتاح المعرض العاشر الصيني - لشرق شمال آسيا، الذي انعقد في قاعة المعارض في مدينة "تشانغ تشو"، حيث القى فتفت كلمة افتتحها بالمثل الصيني القائل: "تكامل الالوان يزدهي جمالا، وتناغم الالحان يزيد هدوءها".

وقال: "في زمن لا يزال البعض يحلم فيه بصراع الحضارات، وتصفية الحسابات التاريخية بالحروب والهيمنة، أشعرتمونا في هذا البلد العظيم ان هناك ايضا من يسعى فعلا لتفاعل التعاون والتواصل المتوازي في ما بينها، باحترام الثقافة والتاريخ وسيادة الشعوب كافة".

وشكر، باسم "تيار المستقبل" والوفد اللبناني اصحاب الدعوة، معتبرا ان "افتتاح هذا المعرض لشمال شرق آسيا في تشانغ تشو هو رسالة واضحة للعالم اجمع انه من دون تنمية واستقرار لا مخرج للشعوب الساعية للتمنية من تبعيتها الاقتصادية، وبالتالي السياسية والاجتماعية والاقتصادية".

وشدد فتفت على "ان روح السلام والتعاون هي الطريق المثلى التي تحترم حق الآخرين، كل الآخرين، في اختيار طرقهم الخاصة للمساهمة في التنمية المشتركة والمستدامة للجميع، وهذا ما اثبتته التجربة الصينية في اخراج الصين نحو مستقبل افضل دون المس بخيارات المجتمع وثقافته"، مشيرا الى ان هذا "الامر من شأنه ان يعزز مفهوم التعاون الدولي، نحو شراكة في نظام اقتصادي منفتح دون هيمنة او استغلال، وهذا ما يجسده روح طريق الحرير، التي تسعى الصين عبره لارساء مفهوم النمو الشامل والمستدام عالميا، عبر احياء بحري لتاريخ انساني قام على احترام الاخر قريبا كان ام بعيدا".

اضاف: "ان هذا العام اعتبر عام الصداقة الصينية العربية، ولكن في تصورنا ان هذه الصداقة لا تحددها تواريخ، بل هي نابعة من قناعات الشعوب وتاريخها وتلاقي مصالحها"، لافتا الى "اننا اليوم نعيش تتابعا لاحداث الربيع العربي، وما تمارسه الانظمة الديكتاتورية من عنف لا مثيل له، وتبني لسياسة سحق انتفاضات الشعوب حتى بالاسلحة الكيميائية، ما انتج ردات فعل بعضها كثير البشاعة مثل داعش".

واذ "ايد فتفت الموقف الدولي لمحاربة الارهاب كل الارهاب"، أثنى على "موقف الصين الداعم لمطالب الشعوب العربية، وتحديدا دعوتها لحل سياسي في سوريا، رافضين الخيار بين الموت بالغاز او الذبح، فالخياران مرفوضان من الشعب السوري المؤمن بعدالة قضيته"، مؤكدا ان "محاربة الارهاب اولوية، واولى الاولويات هو القضاء على جذور الارهاب المتمثل بالظلم اللاحق بالشعوب وانعدام العدالة وغياب التمنية، ولا تنمية حقيقية الا في تعاون الشعوب فيما بينها، ونحن في تيار المستقبل نعتقد ان روح طريق الحرير هو الافضل".

وعن موضوع التعاون الاخوي في كل خطوات التمنية الاقتصادية وتبادل التجارب تابع: "نؤمن ان للبنان والصين كما لشمال شرق اسيا والعالم اجمع مصلحة في هذا التعاون، ولا سيما وان الشرق العربي وتحديدا لبنان قادر بموقعه الجغرافي ومرافئه وعلاقاته في الشرق والغرب، ان يشكل هذه البوابة المشرقية لطريق الحرير".

وختم: "تعاوننا يؤمن نجاحنا، وانماؤنا يشكل درعنا الواقي في وجه الظلم والعدوان والتطرف الاعمى في سبيل السلام، نتمنى لهذا المؤتمر ان يكون فاتحة نجاح للمنطقة باسرها، ترسل للعالم اجمع رسالة سلام وتعاون وانفتاح، يؤسس لمستقبل انساني افضل".

وتخلل الاحتفال كلمات لرؤساء الوفود من اليابان وكوريا ومنغوليا وروسيا وملاوي.

زيارة الامين العام للحزب الشيوعي
واستقبل الامين العام للحزب الشيوعي في مقاطعة جيلين الصينية، جيونغ شيو ليونغ وفد "تيار المستقبل"، في حضور حاكم مقاطعة جيلين لي فو شان، وعدد من المدراء العامين في دوائر التعاون والتجارة والصناعة والشؤون الخارجية في المقاطعة.

جيونغ
ورحب جيونغ بالوفد في هذه الزيارة التي تؤسس لعلاقة ايجابية بين "تيار المستقبل" وهذه المقاطعة بما يعزز العلاقة بين لبنان والصين مضيفا: "على الرغم من بعد المسافة الجغرافية مع لبنان، لكن تربط الجانبين علاقات صداقة قديمة، وطريق الحرير القديم الذي ربط البلدين ربطا وثيقا يشعرنا بالقرب من هذا البلد"، متوقعا ان "تنتج هذه الزيارة انطلاقة جيدة لدفع التعاون في المجالات كافة، بين مقاطعة جيلين المهتمة بالتجارة المتبادلة مع لبنان".

وأمل جيونغ في "تعزيز هذا التواصل بطرق اكثر فعالية وديناميكية، والاستفادة من زيارة هذا الوفد المكون من كوادر هامة لديها القدرة على تكوين صورة حقيقية عن هذه المقاطعة ما يؤسس لمرحلة مقبلة"، واعدا ب"بذل الجهود المشتركة ليشمل التعاون كل المجالات، وهذا هو المأمول عملا بالمثل الصيني القائل: طالما انت تمشي، دليل على ان الطريق موجودة، ونحن ما زلنا نمشي ونتطلع بايجابية وتفاؤل بتعاون منتج مع لبنان".

فتفت
بدوره شكر فتفت "هذه المقاطعة لاستضافتها الكريمة، وتمكين الوفد من التعرف على مناظرها الرائعة وطبيعتها الساحرة والاطلاع على الانطلاقة الانمائية المميزة التي تشهدها، قائلا: "ندرك تماما ان العلاقات الاقتصادية قديمة جدا بين البلدين منذ طريق الحرير الاولى، ولبنان بموقعه الجغرافي المتميز على ساحل البحر المتوسط، سيلعب دورا ايجابيا في مشروع طريق الحرير البحرية الجديدة كممر استراتيجي ومهم باتجاه اوروبا والشرق الاوسط ".

واكد فتفت ان "هذه الزيارة دليل على اهتمام اللبنانيين ورغبتهم باقامة افضل العلاقات التجارية مع الصين"، مشيرا الى ان "عددا كبيرا منهم يمارس العمل التجاري على امل توسيع المجالات في المستقبل لتصبح علاقات مؤسساتية ورسمية، وهذا ما تؤكده زيارة وزير الاقتصاد اللبناني المرتقبة الى الصين لتعزيز العلاقات على المستوى الحكومي".

وقال: "نحن في تيار المستقبل نأمل بتوثيق العلاقات مع الصين، ونعرف دور الصين في وقوفها الى جانب الشعوب التي تبحث عن الحرية والسيادة والتنمية، دون ان تذل نفسها، ودون ان تسحق اقتصاديا"، شاكرا "للجنة العلاقات الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني، تنظيم هذه الزيارة للاطلاع على التجرية الصينية والاستفادة منها على كافة الصعد، آملا ان تكون بداية طريق لتعريز العلاقات الوثيقة والمنتجة للشعبين."

وفي وقت لاحق، لبى الوفد دعوة نائب رئيس مجلس نواب الشعب في مقاطعة جيلين كيان فانغ ليانغ على مأدبة عشاء، وتخللها شرح مفصل عن مرافق وطبيعة هذه المقاطعة وعدد السكان، وعن اهم مميزاتها الجغرافية ونهضتها الانمائية والصناعية، باعتبارها من اهم المقاطعات في الصين، كما تبادل الطرفان الهدايا التذكارية.