خاص "ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:

ايه في أمل.. الامل دائماً موجود على الرغم من الصراعات والازمات والانقسامات السياسية.. قائم بفضل رجالات وفعاليات وسكان كأهالي الشوف.. ومستمر بطيبة ووحدة شعب فرّقته الحروب، الا ان الدماء التي هجّرت فئة كبيرة من أهالي القضاء، هي نفسها عادت الى شرايين العائلة الواحدة المترابطة وأعادت معها روح المسامحة والمصالحة.

التاريخ، تحدّث عن الجبل، وملأ بصفحاته معاناة واحدٍ وثلاثين عاماً من الانقسام والفرقة، والتهجير، والماضي القريب روى مسيرة مصالحات بدأها غبطة البطريريك مار نصرالله بطرس صفير مع النائب وليد جنبلاط عام 2001 في المختارة، واستكملها خلفه البطريرك بشارة الراعي عام 2014، أما الحاضر فيحتفل بحدث تاريخي، ليكون عبرة لجيل المستقبل ومثال للعيش المشترك الحقيقي بين الطوائف والمذاهب كافة.

مكان الحدث المطلة ( قضاء الشوف)، الموعد السبت الخامس من ايلول في تمام الساعة السادسة مساء، أما الانجاز فيتمثّل بتبريك وإزاحة الستار عن تمثال السيدة العذراء الذي يعد واحداً من أكبر التماثيل في لبنان، لينقل البلدة من مسرح حروب وانقسامات، الى ساحة القداسة والمحبة والتعايش.

رئيس بلدية المطلّة السيد ارنيست عيد تحدّث الى موقع "ليبانون ديبايت" عن رمزيّة هذا التمثال، وروى ان " النصب بني على متراس كبير يعود الى مخلفات الحرب اللبنانية، ويظهر السيدة العذراء فاتحة يديها، وتحتضن اهالي البلدة كدليل على بداية صفحة جديدة، سبق ان كُتبت عناوينها مع المصالحة الاولى التي بدأها البطريرك صفير، واستكملها البطريرك الراعي، وها نحن نكتب تفاصيلها بالتضامن مسيحيين ومسلمين".

ويشير عيد الى ان " الفكرة كانت ببناء مقام صغير على "متراس الشهداء"، لكن فضّلت ان يكون الحدث على مستوى كبير يليق بتاريخ البلدة ونضالاتها، فكان تمثال سيدة العذراء الذي سنطلق عليه تسمية "سيدة المطلة"، ويبلغ طول التمثال 7.20 مترا بعرض 4 أمتار. بينما يبلغ طول النصب 22.5 مترا، والحمدالله تمكنا من تحويل هذا المقام الى مزار، ليكون مقصدا لكل مواطن يؤدي صلاته بسلام وخشوع، ولا سيّما مع وجود حديقة عامة كبيرة تتيح له ان يقضي وقتاً هادئاً ويوماً مباركاً.

ويضيف: " يوم السبت سيصار الى ازاحة الستار عن النصب، برعاية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وبمشاركة من الأطياف السياسية والدينية كلّها، وفعاليات المنطقة والاهالي، وسيتخلل الاحتفال كلمات لكاهن و3 شيوخ، شيخ سنّي وشيعي وثالث درزي يتحدثون فيها عن السيدة العذراء.

ويختم عيد، متمنياً ان تحل البركة والمحبة على البلدة التي عانت الكثير، وحان الوقت لتستريح وتعيش، وان تجمع السيدة العذراء التي تؤمن بها الطوائف كلها، اهالي الاقليم والقرى المجاورة، ليصبح المزار مكانا يلجأ اليه كل اللبنانيين"، متوجهاً بالشكر الكبير الى الاشخاص الذين ساهموا في تحقيق هذا الحلم سواء على الصعيد المادي او المعنوي، داعيا الجميع الى حضور الاحتفال والمشاركة في هذا الحدث العظيم.