خاص"ليبانون ديبايت" - لارا الهاشم:

الى الشارع الذي ولدت فيه الحركة العونية في وجه الاحتلال السوري يعود التيار الوطني الحر ليقف في وجه احتلال الحقوق. احتلال لا يختلف عن زمن الوصاية سوى بغياب العسكر السوري، الا ان وجوهه هي هي وسياسات القمع فيه نفسها وان تغيرت اشكالها، فهي تارة تتجلى بغياب المحاسبة وطورا بسلب الحقوق وتغييب ارادة الشعب.

من هذا المنطلق اطلق العماد ميشال عون شعار "وحدا الانتخابات بتنضف" داعيا مناصري التيار ومحازبيه ومعهم كل اللبنانيين لتظاهرة يوم الجمعة. يعد العونيون العدة للحشد الاكبر. ليليا تعقد اجتماعات بين منسقي المناطق في حضور رئيس الحزب الوزير جبران باسيل وخلية الازمة. يعمل القيمون على وضع الخطوات العملية ومتابعة المشاركين بالاسماء لتأمين اكبر عدد من المشاركين.

يستنفر الحزب بكل هيكليته لتشجيع المناصرين قبل غيرهم. يتولى مسنقو المناطق التنسيق مع الحزبيين كما تنشط الحركة بقوة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والحملات الدعائية لتسليط الضوء على اهداف التحرك، حيث يلتمس القيمون اجوء ايجابية وحماسة مرتفعة، لان القضية محقة كما يقول نائب رئيس الحزب الوزير السابق نقولا الصحناوي. "فالتيار "ام الصبي" في المطالبة باستعادة الحقوق وسيظهر انه جزء اساسي من المجتمع لا يمكن تهميشه. وكل من يسأل عن جدوى التظاهرة كون التيار شريك في الحكم نسأله مراجعة كل معاني الشراكة. فمنذ تشكيل الحكومة هم يضربون الشراكة ويرفضونها".

مطلب التيار الاساسي كما يقول الصحناوي هو اجراء انتخابات تسمح باعادة تكوين السلطة لان الشعب الذي ينادي باسقاط النظام قد حرم من صوته في وقت وقف فيه التيار الوطني الحر في وجه التمديدين الاول والثاني. وبالتالي فهو يؤكد ان الساحات ليست حكرا على احد و ان الدعوة مفتوحة لكل شرائح المجتمع واليد ممدودة الى جميع اللبنانيين الثائرين على الامر الواقع والطبقة الحاكمة وعلى فشل الحكومة التي يعارض التيار من داخلها. من هنا يرى ان تعميم الفساد على كل الطبقة السياسية هو تشويه للحقائق واضعاف لمصداقية الحراك المدني الذي خرج الى الشارع، سيما وان التيار كان منذ ال 2005 رأس حربة للشعارات التي يرفعها هؤلاء اليوم.

في هذا الوقت يستكمل قطاع الشباب في التيار شد العصب. تجوب المواكب السيارة الطرقات في الاقضية لان المعركة هي معركة مستقبل الشباب اللبناني ومن الضروري تحفيزه وتوحيد الصفوف تلافيا للوصول الى افق مسدود، يقول مسؤول قطاع الشباب انطون سعيد. "فقد آن الاوان لتنظيف الطبقة السياسية من الفاسدين ولن يتم ذلك الا من خلال اختيار الشعب لممثليه عبر قانون انتخابي نسبي يؤمن صحة التمثيل. من هنا يدعو المتظاهرين في ساحة رياض الصلح للانضمام الى التظاهرة من دون عدائية للاخر، فالتغيير لن يكون ممكنا من دون الاحزاب السياسية التي يشكل جمهورها حوالى ال 50% من الشعب اللبناني".

عند الخامسة والنصف من بعد ظهر الجمعة سيكون التيار الوطني الحر على موعد مع تظاهرة تنطلق من امام مكاتب الاقضية لتصب في ساحة الشهداء ولو ان احتمال تنفيذ خطة "ب" وارد. يومها سيصوت الشعب بالاقدام سعيا للتصويت في اقلام الاقتراع.