Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
صحّ النوم يا زعماء..الى نصرالله، عون و14 آذار
غادة عيد
|
المصدر:
التحري
|
الخميس
03
أيلول
2015
-
9:53
هنيئاً لكم غفوتكم...صح النوم يا زعماء، لا شكّ أنكم أخيراً وبعد حراك الموجوعين في ساحات بيروت، استفقتم من سباتكم العميق، فصح النوم، ولكنكم تأخرتم وأنتم تعتقدون أن الناس مخدّرة بفعل سحر خطاباتكم الرنّانة الجيّاشة عن مقاومة العدو،ّ والإصلاح والتغيير، والحقوق الطائفيّة والحريّة والسيادة والاستقلال وما أدركتم يوماً أن المسافة بين الأرض والسماء أقرب من المسافة بين خطابكم ونهجكم.
خطابكم معروف، أمّا نهجكم وأنتم تحاولون النسيان والتربّع على عروشكم ولو على حساب دمّ وعرق ووجع وقهر وذلّ وظلم الناس. فهو واضح وضوح الشمس، تعرفون مفاعيله معرفة اليقين، ولكنكم تراهنون أن الناس ستنتظر على قارعة الطريق تتفرّج فيما قافلة الفساد التي تقودونها تسير فلا تسمعون غير نباح "الكلاب" ينغص عليكم أصوات تصفيق الجماهير.
الى زعيم المقاومة ويا سيّد المجلس:
هل يمكن لشعب أن يقاوم عدوّاً، وهو ضعيف البنية مكسور القلب والخاطر، لا يكفيه راتبه ثمن خبز وشموع يضيء عتمة ليله ولا يجد في نهاية المطاف غير أرض صالحة فقط لزراعة الممنوعات كي يبعد شبح الفقر عن كاهل أطفاله. ان شعب المقاومة الصلب العنيد الذي ينحني أمام سيّده ويبذل في سبيله الغالي قبل الرخيص. هذا الشعب موجوع مذلول أمام الحاجة، مقهور في وطن يقاوم فيه عدواً على الحدود وعدوّاً أشرس في الداخل وهو الفساد. هذا الشعب يرى تفاوتاً فظيعاً للثورة في مجتمعه الصغير، يرى ويسمع عن مشاعات في منطقته تذهب الى متمولين نافذين، وقدرات الدولة المادية الى المتعهدين، وهو بات فاقد القدرة على إقناع الأبناء بعدم الهجرة لأن أرضهم بحاجة لهم. أخبارٌ عن نقمة وشعور بالحريّات والظلم، أخبار عن الفقر تعمّ مناطق المقاومة أيضاً، يا زعيم المقاومة فلماذا خيرات البلد تنهبّ وتُسرق. هل هكذا يفعل العدوّ الاسرائيلي بشعبه.
الى زعيم الإصلاح والتغيير:
كلام غير كلّ الكلام، فأنت الذي وعدت الناس عدت وسرقت منهم آمالهم وأحلامهم. أفقدتهم الثقة بقدرة أي قائد على الإيفاء بالوعود. وقد تحوّل الإصلاح والتغيير الى شعار في إطار مذهبي ممنوع حتى أن يُمسّ وممنوع على إصلاحيين جدد أن يعملوا هذا الشعار الذي كان وما يزال حقاً لكل شعوب الأرض تناضل تحت لواءه. فأين الإصلاح والتغيير في الدولة التي شاركت في صنع قراراتها ومحاصصة صفقاتها وأين تفاصيل الفساد الذي لا تتحدث عنه إلا غب الطلب وتخبئه في ملفات لن تفتحها، كما تقول، إلا في قصر بعبدا وفاتك ان هذه الملفات قد طواها الزمن، وثمة ملفات جديدة في وزارات تسلمّتم حقائبها أيها "الإصلاحيّون" والنتيجة المزيد من الفساد. حقاً يستحضرنا هنا قول للامام علي بن أبي طالب عليه السلام مفاده: "ان الرذيلة الصريحة رذيلة واحدة أمّا الفضيلة الكاذبة فرذيلتان."
الى زعماء الحرية والسيادة والاستقلال:
أين الحرية والحاجة تستعبد الناس، أين السيادة والدولة أداة الخارج، أين الاستقلال والجوع بات يحاصرنا في حصار هو أبشع من حصار السلاح غير الشرعي الذي تخيفون الناس منه ونسيتم أن ثمة ما يخيفهم أكثر. أما الجوع والفقر فأسبابه هي صفقاتكم كما غيركم واثراؤكم غير المشروع.
الى سمير جعجع:
عندما خرجت من السجن يا قائد المقاومة السابق، هل فكّرت وأنت تشعر بالظلم فيما لو كنت شعرت به، أن القضاء في لبنان قد ظلم كثيرين وما يزال لأن الفساد ضارب به حتى العظام. وأن في السجون مظاليم يستحقون منك لفتة أو كلمة أو محاولة تعبير تأتي ممن اختبر قهراً و"أسراً" واستنسابيّة. أم أنك لم تشعر بكلّ ذلك. كنت وما زلت تعيش في كوكب آخر، تركت المقاومين من رفاقك ومن مجتمعك ينسون كل الذي حصل على مرّ السنوات وكيف نُفيوا واضطهدوا وسُلبت حقوقهم كمواطنين في الوطن الذي ينتمون إليه وعانوا المرض والبطالة والفقر ولا من يمسح لهم دمعة. لقد انخرطت في السياسة وغرقت في وحول الفساد الذي تغاضيت عنه والساكت عن الحقّ شيطان أخرس.
الى زعماء في الرابع عشر من آذار:
مصالحكم سَرقت طروحاتكم العظيمة وخوفاً على المصالح والأموال والمكتسبات قتلتم النخوة في ضمائر جماهيركم.
نعم صحّ النوم يا زعماء! بالأمس كنتم كلكم متربعين على الشاشات تنظرون بدهشة الى مجموعة من الشبان الشجعان بدأوا باقتحام مملكتكم العظيمة، هؤلاء أقوى لأنهم لا يتّكلون إلّا على ثورة حقيقية انطقلت بعد تخاذل ثوراتكم. هم النبض الحقيقي للإنسان الذي يريد أن يعيش بكرامة في وطنه. نبض الإنسان الوطني سيقوى على نبضه الطائفي. هل استمعتم بالأمس الى الشباب الصغار، بدوا الحزنَ الذي تولد الثورة من رحمه، والباقي كله عن داعمين للثورة من الخارج ومستغلين لها كله كلام بكلام. نعم الثورة لا تأتي من وراء الحدود إنها تولد من رحم الأحزان.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا