اعتبر النائب على بزي ان "الجو الدائر في الوطن او في الاقليم العربي يفتقر للوحدة"، مضيفا "ما احوجنا الى ان نقرأ في كتاب واحد رغم اختلاف السنتنا، ان جرحنا في النهاية هو جرح واحد وهمنا ودمنا وحرفنا وحبرنا وديننا وكتابنا كذلك".

واردف بزي في كلمة له خلال حفل تأبيني في بلدة كفركلا: "تخيلوا مشهد يوم الاعلان عن وقف كل العمليات العدوانية عن منطقتنا وبدأ الزحف نحو فلسطين لتحرير القدس الشريف من الاحتلال الاسرائيلي"، مبينا ان "المشكلة تكمن في وجود قراءات مختلفة لأنها مشاريع متضاربة".

وتابع: "هنا في لبنان اتحفنا الفريق السياسي القديم ان قوة لبنان في ضعفه، هذه النظرية هي التي استحضرت العدو الاسرائيلي الى العاصمة بيروت، وجاء رجل من اقصى المدينة يسعى وهو الامام القائد المغيب السيد موسى الصدر ليقول لا لهذا المشروع ويقول ان قوة لبنان ليست في ضعفه، واذا التقيتم العدو الاسرائيلي قاتلوه بأسنانكم واظافركم وسلاحكم مهما كان وضيعا، وانطلقت بعد هذا الرفض افواج المقاومين على مختلف راياتهم ليؤكدوا ان العين ليس بامكانها فقط ان تهزم المخرز بل بامكانها ان تقتلع المخرز، واقتلعوا هؤلاء المقاومين وعلى رأسهم ابناؤكم العدو الاسرائيلي من الجنوب ودافعوا عن حرية لبنان وكرامته واستقلاله وسيادته".

وتوجه الى "الذين يريدون استعادة امجاد الماضي والذين يريدون ان يستعيدوا عزة وكرامة وشرف اوطانهم وشعوبهم، عليهم ان يرتضوا بهذا النموذج وعليهم ان يغسلوا عارهم بهذا الحرف وهذا الحبر وهذا الكتاب"، مشددا على "ان التحدي الآخر هو المتعلق بمفهوم الوحدة، الذي يشكل الضغط الحقيقي على كل من ينزل التحريض الطائفي والمذهبي في الشعب الذي تتعرض له هذه المنطقة، فكما هو مطلوب في الداخل اللبناني تدعيم اواصر العيش المشترك كذلك هو المطلوب من الاخوة الفلسطينيين والمطلوب ايضا من اشقائنا العرب اذا بقي من عرب، العمل على هذا النموذج لأنه مخطئ كل الخطأ من يعتقد انه اذا اشتعل الحريق في طرف من اطراف الشعب سوف يكون باقي الثوب بمأمن من الحريق".

وتساءل: "لمصلحة من ما يجري في سوريا واليمن والعراق، وكل المنطقة، طبعا نحن نعلم وهذا ليس وليد احاسيس او تكهنات او اجتهادات، بل هو مبني على معطيات ومعلومات ان هناك تكاملا بين المشروع الارهابي التكفيري والمشروع الصهيوني في المنطقة، وكل من يقف في هذا الخندق هو عدو لمشروع الوحدة والمقاومة".

وأضاف: "نحن ندرك ان هناك نفقا وعتمة في هذا البلد ودائما بتصدر دولة الاخ نبيه بري ليفتح طاقة او كوة في عتمة هذا النفق، ومبادرته الداعمة للحوار لكل الاطراف السياسية الى ان نرتب اولوياتنا كلبنانيين ونتفنن في صناعة الخير العام وليس العكس وكذلك التفنن بالعمل المؤسساتي وليس التعطيل".

وتابع: "لذلك في الوقت الذي نؤيد وندعم صرخة الناس الحقيقية التي تعبر عن وجعها والمها في الماء والكهرباء والحياة الكريمة، نحذر المس بالكرامات والرموز" قائلا: "اننا لا نقبل على الاطلاق المس بالكرامات والرموز التي لولاها لكنا نفتش عن وطننا في مقبرة التاريخ" معتبرا "ان هناك فرقا كبيرا بين ان تنتقدني سياسيا لتصوب لي الاداء وبين ان تتعرض لكرامتي ولشخصي، واذا كان هذا الحراك يريد فعلا تغيير الواقع السياسي في البلد فاننا بأمس الحاجة لهذا التغيير".

وتوجه لجميع الاطياف قائلا: "تعالوا لنشبك الأيادي ولنعمل على ان يكون لبنان كله دائرة واحدة على اساس النسبية، وتعالوا لنطبق اتفاق الطائف ونقوم بتشكيل الهيئة العليا لالغاء الطائفية السياسية في هذا البلد".

وختم بزي: "هناك طرق كثيرة لنغير لا ان تكون بالشتائم والسباب، ايها الأهل الكرام اتقدم باسم الاخ دولة الرئيس نبيه بري رئيس حركة "امل" وبأسمي الشخصي وباسم الاخوة في الحركة من عائلتي الفقيدين بأحر التعازي ونسأل الله ان يسكنهما جناته".