تتجه الانظار الى الحدود الشمالية ـ السورية، حيث باتت هذه الحدود تحت المجهر الدولي منذ وصول «داعش» الى تدمر واغتصاب القريتين، هذه الحدود هي اليوم موضع اهتمام كل الاجهزة على جانبي الحدود من الجهة اللبنانية والجهة السورية، باعتبار ان المخطط الداعشي يستهدف الشمال اللبناني حسب الخارطة الداعشية التي تسربت للاعتقاد بأن في الشمال بيئة حاضنة للفكر المتطرف التكفيري، خاصة ان عدد الذين التحقوا بالمنظمات الارهابية (داعش ونصرة) من ابناء الشمال تجاوز المئات. ومنهم من نفذ ولا يزال عمليات انتحارية اخرهم المدعو ابو حمزة الزعبي، الذي اقيم له «مجلس تبريك» في القبة واشاد بعمله الانتحاري عدد من الاصوليين وعائلته.

وتعتبر اوساط سياسية شمالية ان بدء الغارات الروسية على مراكز الارهابيين في سوريا من شأنه ان يؤدي الى انعكاسات على الساحة اللبنانية، وابرز هذه الانعكاسات فرار الارهابيين من جحيم الغارات باتجاه الاراضي اللبنانية، خاصة ان تلك الغارات بدأت تحقق اهدافها في ضرب بؤر الارهابيين، رغم انها في بداياتها لكنها حققت خلال اربعة ايام ما حققه التحالف الدولي منذ أكثر من سنتين نظرا الى جدية الروس في ضرب اهداف الارهابيين ، لذلك فان فرار الارهابيين سيكون باتجاه الحدود الشمالية والشمالية الشرقية. لان السلسلة الشرقية باتت مضبوطة بشكل يصعب التسلل منها، بينما في الحدود الشمالية ثغر تحتاج الى عملية ضبط ومراقبة.

يقول احد المصادر انه في الاونة الاخيرة تشهد الحدود الشمالية حركة وفود من مخابرات اجنبية وان هذه الوفود تأتي لاشكال متعددة منها تحت عنوان الدراسات الانمائية، ومنها تحت عنوان مساعدات وهبات للنازحين، والبعض الاخر بعنوان اعلامي. وتقوم هذه الوفود بجولات في مناطق تشرف على الاراضي السورية وتولي اهمية للمناطق الوعرة حيث المعابر غير الشرعية، وتجري استطلاعات رأي وتراقب حجم الانتشار العسكري والامني على جانبي الحدود.

ويرى المصدر ان هذه الحركات المشبوهة اتخذت اشكالا منذ مدة، وكأنها تعد لمراحل جديدة مقبلة عليها المنطقة. ولا يستبعد ان تقوم هذه الوفود باعداد مسح شامل وخرائط تنقلها الى المنظمات الارهابية التي ترتبط بها بغرف سوداء، اذ ان المشروع الارهابي التكفيري يعمل على ربط منطقة حمص وريفها بشمال لبنان لان ايجاد منفذ بحري بات ضروريا لمشروعه الارهابي ولقيام دولته التي اطلقوا لها شعار التمدد.

ويتحدث المصدر عن خلايا نائمة في الشمال بالرغم من انهيار اخطر الخلايا ووقوعها بقبضة الامن وتفككها وان اخطر الارهابيين بات في السجن، لكن لا يعني هذا ان خلايا سرية نائمة غير مكشوفة بعد تنتظر ساعة الصفر، وان لذلك مؤشرات منها استمرار عدد من الاصولين في عمليات التحريض المذهبي في الشمال وخاصة في المساجد النائية والبعيدة عن الرقابة، وانتشار بعض المشبوهين الذين ينشطون عند حلول الظلام يتواصلون فيما بينهم دون اعتماد التكنولوجيا الحديثة ووسائل الاتصال الخليوي او وسائل التواصل الاجتماعي على الانترنت لضمان سريتهم في العمل والتواصل والتخطيط.

لكن يبدو ان وعي الاجهزة الامنية وحالة الاستنفار القصوى تشكل حالة امان وضمان بحيث ان الاجهزة تنقض على اي حركة مشبوهة ولا تدع مجالا لاي نشاط ارهابي يؤدي الى زعزعة الامن والاستقرار في الشمال.