Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
"الغالي ميشو راح.." وروى بدمائه سنين من جفاف نهر الموت
ستيفاني جرجس
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الثلاثاء
06
تشرين الأول
2015
-
8:14
خاص "ليبانون ديبايت" - ستيفاني جرجس:
اليوم، وحيد ذويه على موعد مع بزة الزفاف وزفة الموت لاحياء مراسم الوداع والانتقال إلى جوار ربّه. وما اصعب الوداع حين يحرق لهيبه وجنتي اب وام مفجوعان على خسارة من يرون النور والحياة في ابتسامته المشرقة. عند الرابعة من بعد ظهر اليوم، عريس "امن الدولة"، ابن الـ 23 ربيعاً، بالابيض والورود سيزف، وعلى اكف رفاق السلك والاهل سيتراقص نعشه في رحلته الاخيرة برفقتهم ليغمض من وهب 5 سنوات من ربيعه لخدمة الجهاز عينيه والى الأبد في مثواه الأخير، بلدته الحبيبة منجز عكار.
عريس آل يعقوب، حصد الموت روحه الطاهرة باكراً. سرقه جنون سائق صهريج وسرعته الزائدة من احضان شفيق، اب مفجوع تخونه الكلمات، وسيدة، امٌ ثكلى لن تبصر عيناها مجدداً طلة فلذة كبدها البهية، ام يكوي قلبها العذاب فهي لن تهلل بعد الآن لعودته من الخدمة، فيما شقيقته ميشلين، وحدها دموع الحزن ترسم فجاعة خسارتها للاخ، الصديق وقدوتها في حياة لم تنصف طيبة ناشر البسمة اين ما حل.
قدر ميشال شاء ان يرسم نهاية مؤلمة، تعيسة ولاذعة له، ولكل من احب وعرف ذاك الشاب المتألق. مشوراه الاخير كان على طريق نهر الموت عند الساعة الثانية من بعد ظهر يوم امس الاثنين حيث جرف صهريج لنقل المحروقات انفاسه الاخيرة برفقة 3 ضحايا الى النهر وعدد من الجرحى.
"مني قادر احكي شي.." يسكت الاب المفجوع للحظات، ليعاود ويستمكل حديثه في اتصال مع موقع "ليبانون ديابت"، "ما فيني الك شي، شو بدي احكي؟ الغالي ميشو راح.."، لتخونه الدموع مجدداً والآهات النابعة من حرقة قلب ابٍ يعد الدقائق والثواني للقاء وحيده واحتضانه ولكن في الحياة الاخرى حيث البداية لا النهاية.
من المؤكد ان الموت، كأس مرير وقدر لا مفر منه، هذه حكمة الخالق ومشيئته وجميعنا نسلم بها. الا ان الحادث المروع الذي راح ضحيته الشاب الربيعي صعق العائلة، الاقارب والاحبة. لا أحد يرغب بتصديق ذلك، كابوس وسينتهي، ميشال لم يمت، لا يموت الابطال اليس كذلك ؟ بهذه الكلمات حاول احد اصدقاء الضحية ايهام نفسه بان هذه الفاجعة ما هي الا كابوس سيء يعصف بهم.
خبر وفاة العريس، صعق ايضاً ابن عمته، الذي لم يعلم ما يقول، "ميشال.. ماذا عساي اقول عنه؟ خسارة شاب لا تفارق وجهه الابتسامة مفجعة ومؤلمة جداً، فكيف اذا كان ذاك الشاب الضحوك المحب للحياة، ميشو؟
ويتابع ابن عمته في حديث لـ"ليبانون ديبايت": "اي كلمات هذه باستطاعتها ان توفي "قبضاي" حقه، الغالي راح الله يرحمو، بكرا عرسو بركي منوفي حقو.."
نعم لمشيئة الرب، فهو العالم بكل شيء، ولكن يا الله، ايها العادل والرحوم اين عدلك ورحمتك من طرقات لبنان التي تحولت الى نعوش ومقابر تحصد يومياً ارواح خيرة اولادك.
ميشال، استرح في عليائك ايها العريس قرير العين فدماؤك الطاهرة روت سنين من جفاف نهر الموت.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا