خاص "ليبانون ديبايت" – ستيفاني جرجس:

مخطئ من ظن يوما ان حس المسؤولية الوطنية والانسانية في نفوس الشباب اضمحل. ففي لبنان، لا زال البعض مستعد للمخاطرة والتضحية بحياته فقط لصون امن المجتمع ومساندة حماته بمهامهم.

"ب.شهوان" و "ج.ابي سعد"، شابان من خيرة شباب الوطن، خاطرا بحياتهما لانقاذ امرأة كانت تسحل ارضاً على يد مجرم مسلح يصطاد طرائده في ضوء النهار وعلى مرأى من المارة دون ان يأبها للخطر المحدق بهما.

مرة جديدة، وفي وضح النهار تعرضت مواطنة في منطقة الضبية الى عملية نشل والسحل أرضا على يد شاب كان على متن دراجة نارية من نوع " ADDRESS" ما ادى الى اصابتها بجروح وفق ما افاد مراسل موقع "ليبانون ديبايت".

ووفق المعلومات، عمد الشابان "ب. شهوان". و"ج.ابي سعد"، وهما من سكان المنطقة الى مطاردته كونهما شهود عيان على ما حصل وفي محاولة منهما لايقافه وتسليمه الى القوى الامنية الا ان الاخير تمكن من تضليل طريقهما ولاذ بالفرار دون ان يترك اي دليل يقودهما اليه.

يُقال ان "المجرم يعود دائما الى مسرح جريمته خصوصاً إذا لم ينهها كاملة"، قول يتأكد بكل ابعاده مع سارق غافله غبائه وشهوته للسرقة وأعادت به الى مسرح قريب لا يبعد الا امتار قليلة عن المكان الذي نفذ به عمليته الاولى، ولكن هذه المرة لاصطياد طريدة اخرى، إلا ان الصدف ابت ان يتواجد شهوان وابي سعد في المكان عينه.

وفي التفاصيل، تجوّل السارق نفسه حول كنيسة مار الياس في انطلياس لعدة مرات وذلك اثناء تخطيطه لعملية نشل واعتداء جديدة، ما دفع بالشابين الى مطاردته مرة اخرى والاصطدام به من الجهة الامامية وايقافه، بعد تنسيق مع دورية من فصيلة أنطلياس، التي حضرت على الفور واقتادت الاخير مخفوراً الى الفصيلة للتوسع معه في التحقيق واتخاذ الاجراءات اللازمة بحقه.

ولاحقاً، تبين وفق نتائج التحقيقات الاولية بان السارق هو سوري الجنسية يحمل هوية لبنانية مزورة، وله اسبقيات في عمليات النشل وتزوير الهويات. وقد ضبط بحوزته مبلغ مالي وهوية مزورة وشفرة وقفّازات فضلاً عن عدد من العطورات النسائية.

فلتكن هذه الواقعة التي تنخرط في نطاق المسؤولية المدنية والانسانية، عبرة لمن لا يعتبر على ان لا يقتصر هذا الواجب فقط على القوى الامنية المولجة حماية المواطنين وصون امنهم وكرامتهم بل تتخطاه لتصل الى كل مواطن لبناني، ويبقى السؤال كم "شهوان" و"ابي سعد" يحوي لبنان؟