Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
صدمة عدن
نبيه البرجي
|
المصدر:
الديار
|
الجمعة
09
تشرين الأول
2015
-
6:35
في احدى قصص الياباني ياسوناري كاواباتا، الحائز جائزة نوبل في الآداب والذي قتل نفسه على طريقة الساموراي، يستغرب احدهم كيف ان الله بعث بابنه الى الارض ليغسل آثار تلك الليلة الرائعة بين آدم وحواء والتي ادت الى انتاج البشرية، ولم يبعث به ليغسل آثار تلك الليلة الهائلة في هيروشيما والتي تنذر بابادة البشرية.
ذاك الاحدهم، في القصة، يعود ليسأل الشيطان عما فعلت يداه. الشيطان اقسم انه لا يملك ذاك الخيال مثلما هي حال الكائن البشري، لاختراع القنبلة النووية. اكد ايضا انه منذ لحظة هيروشيما بات عاطلا عن العمل وبات يتسكع، كأي متشرد، على ارصفة السماء.
استعدنا هذه الصورة لصاحب "زئير الجبل" حين شاهدنا رسماً كاريكاتوريا للشيطان وهو يسلم قرنيه للخليفة الذي لا بد انه يمتلك عقلا خارقاً، وتأثيرا خارقا، والا لما تمكن في تلك المدة القياسية من اقامة دولة تمتد من الرقة الى الموصل، ومن نيجيريا الى عدن مرورا ببنغازي والعريش، فضلا عن القيروان، وان قيل "فتشوا عن استخبارات صدام حسين، انها تحت عباءته".
الروس لا يتقنون التعاطي مع الماورائيات. انتجوا روائيين كبارا ولم ينتجوا لاهوتيين كبارا. لا يستسيغون تعبير الانكليزي روبرت فيسك حول "مراقصة الشيطان"، في الحديث عن كيفية تعاطي الولايات المتحدة مع تنظيم الدولة الاسلامية. يفضلون تعبير "مراقصة الثعبان".
حتما هم اقل قدرة على المراوغة من الاميركيين، لكنهم اكثر وضوحا في الرأي وفي الرؤية. يقولون ان مشكلة ادارة باراك اوباما في التعاطي مع الازمة السورية هي في كثرة الحلفاء وتناقضاتهم، وتناقض مصالحهم، اذ عليهم التعاطي عبر انقرة، وعبر الرياض، وعبر تل ابيب، وربما عبر فرنسا التي حلت فيها الزبائنية محل الديبلوماسية، حتى ان وزير الخارجية الاسبق ايرفيه دوشاريت تحدث، ذات يوم، عن "غواية الاسواق" بدل "غواية القيم".
ما يمكن استخلاصه من المواقف والتحليلات والابحاث انه ما من دولة عربية، باستثناء مصر البعيدة، بشكل او بآخر، عن فقه البادية وثقافة البادية، يمكنها الصمود في وجه "داعش"، فيما الدول الاخرى كلها مهددة بـ"ليلة الثعبان". بالرغم من ذلك تراهن، تكتيكيا على الثعبان الذي بات يلعب تحت ثيابها.
يقول الروس «حين ننقذ سوريا، هذا يعني انقاذ المنطقة بأسرها». لم يوافقوا، منذ البداية، على استخدام الساحة اليمنية كورقة للضغط على السعودية في سوريا لاقتناعهم ان اليمن الذي يعيش حالة من الصوملة اللامرئية او المقنعة، هو الاكثر قابلية للوقوع في قبضة "القاعدة" والآن "داعش".
هذا لا يعني انهم لا يعتبرون تورط بعض العرب، وعلى ذلك النحو السيزيفي، في تأجيج الازمة في سوريا، يعكس تلك القبلية القاتلة، وحيث تنعدم الرؤية الاستراتيجية، وحتى الايديولوجية، التي تقوم على التقاطع (في التاريخ) بين الرؤية والرؤيا. الروس قالوا "هل تريدون منا ان نحصل على اذن من ابي بكر البغدادي لوقف تمدد الثعبان في سوريا، ومنها الى كل ارجاء المنطقة؟".
لا يعتبرون النظام السوري مثاليا، لكنه نظام واحد وليس الف نظام كما هي حال المعارضة التي لا يعلم احد من اين تبدأ واين تنتهي. واذا كانت مجتمعات المنطقة، وبفعل البنية التوتاليتارية او التيوقراطية للعديد من الانظمة تنطوي على ديناميات التصدع بل وحتى على ديناميات التفتت لانتفاء الشخصية الفلسفية للدولة، فإن المجتمع السوري يعاني من المشكلة ذاتها حتى اذا ما تقاطع ذلك مع لعبة القبائل من جهة، ولعبة المصالح من جهة اخرى،كانت الكارثة التي آن الاوان لوقفها...
اكثر من ذلك، الروس قالوا هؤلاء هم حلفاؤنا على الارض، فمن هم حلفاؤكم على الارض، واي من التنظيمات او الفصائل لا يعتبر الديمقراطية، او المفاهيم الحديثة لبناء العدالة او لبناء السلطة، عملا يتناقض ورؤيتهم الايديولوجية، ما يستدعي اللجؤ الى السواطير حينا والى المطارق حينا اخر لقطع رأس ابي العلاء المعري او لتدمير ضريح محيي الدين بن عربي...
حتى ان هناك بين المعلقين الغربيين من هم بمنأى عن لوثة المال، ولوثة القرن التاسع عشر، يلاحظون الفارق بين ما يفعله فلاديمير بوتين في سوريا، حيث السعي لاعادة بناء الدولة، وما فعله جورج والكر بوش في العراق حيث التفكيك المريع للدولة. بمعنى اخر، لم يعد من المعقول المضي في دوامة الدم فقط بتأثير الهيستيريا القبلية، او الهيستيريا الامبراطورية، والاثنتان تتقاطعان على نحو دراماتيكي فوق التراجيديا السورية.
الروس يراهنون على "صدمة عدن". "داعش" ضرب هناك. قال انه استهدف السعوديين والاماراتيين، بالرغم من ذلك ثمة اقلام تافهة، واستخدمت صيغة المجهول في مقاربتها للعملية او قالت انها اصابع علي عبدالله صالح...
الاقلام مثل العيون مصابة بالعمى.كم يضحك الاميركيون على ذقوننا؟ كم نضحك، وبالدم، على ذقون بعضنا البعض؟
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا