Beirut
16°
|
Homepage
بالفيديو والصور: فلسطينية في الحراك.. تهين القوى الامنية
المصدر: ليبانون ديبايت | الجمعة 09 تشرين الأول 2015 - 22:07

خاص - "ليبانون ديبايت":

من المعلوم أن للثورات أيضا أدبيات واخلاقيات يجب أن يتحلى بها المنتفضون لحقوقهم، هذا ان كنّا نتكلم عن ثورات سلمية تهدف الى تغيير واقع سياسي ما أو تعديل نظام دستوري ما، أو حتى "فكفكة" لسلطة ما ، ولا نتحدث عن ثورة ضد عدوّ محتلّ حيث جميع الاحتمالات مفتوحة وكل الطرق مباحة.

وحتى تثمر هذه الثورة "السلمية" وتجمع المواطنين بكامل أطيافهم واختلافاتهم نظرا لتوحّدهم حول الوجع نفسه، لا بد من ان تتمسك بالأدبيات الواجبة في التعامل مع الناس وأملاكهم والدولة ومؤسستها، حتى لو كانت انتفاضتهم ضد هذه الدولة، أو ليس الشعب صاحب السيادة، والمؤسسات ملك عام له؟


اذا، فلماذا هذه الهستيرية التي يصاب بها مرتادوا الحراك المدني في بيروت، كلما نزلوا الى الشارع للمطالبة بحقوق لا يختلف حولها اثنان؟، قد يكون الاندفاع تارة والحماسة طورا، ولكن أين القيادات التي من واجبها حماية الحراك أولا من الانحدار، فبدل أن يظلّ هادفا يتحول الى محطّ علامات استفهامٍ عند الكثيرين.

الشتائم والسباب ورمي الحجارة والتخريب لا يصنعون ثورة في بلد كلبنان، فنحن لسنا في مصر ولا في سوريا، ورغم مساوىء سلطتنا وسياسيينا، الا أنهم لن يكونوا يوما حسني مبارك، ولن تكون مؤسساتنا الأمنية وان استخدمت "القمع" في مكان ما "بلطجية السلطة" أو "شبيحة النظام".

والعيب فيما نرى ونشاهد، أن يخرج السُباب وبعض الايحاءات الجنسية من أفواه وأجساد الفتيات اللواتي من المفترض أن يكنّ قدوة لغيرهن، أوليسوا هن المناضلات الثائرات؟.

فكيف لصبيّة تحترم نفسها وتربيتها وأهلها، أن تجلس أرضا أمام عشرات الشبّان لترسم "عضوا ذكريا" موجها الى عناصر القوى الأمنية، وأين الهدف من ذلك، سوى المحاولة لاستفزازهم واثارة غضبهم، وهل من شاب بعيدا عن مهنته أن يرضى بشتيمة كهذه من فتاة في مجتمع ذكوري كمجتمعنا؟... نحن لسنا في باريس ولا في لندن أيتها الثائرات المتحررات، والتحرر لا يكون بقلة الادب.

اما الغريب الغريب، فأن تكون هذه الفتاة التي انتشر الشريط المصوّر لها على مواقع التواصل الاجتماعي، غير لبنانية (فلسطينية الجنسية)، والكثيرين غيرها من حاملي الجنسيتين السورية والفلسطينية المولودين والمقيمين في لبنان.

قد يكون احساسهم بالانتماء الى هذا البلد لاقامتهم فيه منذ الولادة يعطيهم حق المطالبة بأبسط الحقوق الانسانية والعيش بكرامة، ولكن وبعيدا عن ما ممكن أن يسمّى عنصرية، لا يحق لهم أن يشتموا المؤسسات اللبنانية بكل مكوناتها وأن يتعرضوا لها بأي نوع من الاهانة بهدف المطالبة بأمور هم أصلا لا يستطيعون الحصول عليها أو حتى المشاركة بها، فشتّان ما بين المطالبة بحق انساني مشروع لكل كائن بشري والشتيمة الغبية الهادفة الى انتزاع حق لا ناقة لهم فيه ولا جمل.

وهذا الامر بحد ذاته يدفع الى التساؤل، ماذا يفعل أصحاب الجنسيات الغير لبنانية في هكذا حرك ؟

فالتغيير الغير هادف والمعتمد على السباب والفوضى ونشر مصطلحات ومفاهيم بعيدة كل البعد عن واقع هذه الارض، لا يعوّل عليه ولو بعد حين.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
"ما زلت أحفظ شيئاً من الود"... وهاب "يهدّد" خلف الحبتور! 9 إنتحرت في بلدة بقاعية... والسبب "صادم"! 5 جماعة "مرعبة" تغزو شوارع لبنان! 1
الحقيقة بشأن جريمة باسكال سليمان 10 بعد كشف ملابسات جريمة العزونية... بيانٌ من "التقدمي الإشتراكي"! 6 الموجة "الحارة" تنحسر غداً... ولكن هذا ما ينتظركم بعد 23 نيسان! 2
من زغرتا… عملية جديدة تُضاف إلى سجل النزوح السوري وابن البلدة في غرفة العناية الفائقة! 11 وكالة اميركية تتحدث عن تلقيح السحب بِفيضانات الإمارات! 7 توقيف المشتبه بهم بجريمة العزونية... تفاصيل مثيرة عن وضع الزوجة! 3
توقيف المشتبه بِهم بِجريمة قتل ياسر الكوكاش! 12 آلاف المقاتلين السوريين في لبنان ينتظرون "إشارة العم سام"... ومعلومات من أوروبا! 8 أبو جاسم ضحية خطف جديدة في لبنان... ماذا في التفاصيل؟! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر