Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
فرنجية رئيساً..إختبار ما بعد الاسد
نديم قطيش
|
المصدر:
المدن
|
الثلاثاء
24
تشرين الثاني
2015
-
12:54
رغم نفي كل من الرئيس سعد الحريري والوزير سليمان فرنجية رسمياً حصول لقاء بينهما، فإن أنباء هذا اللقاء باتت جزءاً من الوقائع السياسية التي يبنى عليها في لبنان. سيبقى للرجلين أن يعلنا بتوقيتهما حصول اللقاء أو حصول غيره. يكفي أن إيقاع الحياة السياسية اللبنانية ووتيرة اللقاءات في لبنان وبين العواصم وطبيعة التصريحات الصادرة عن المعنيين الرئسيين، تعزز حقيقة “السر المعلن” حول حصول اللقاء.
من المبكر طبعاً الجزم أن سليمان فرنجية بات رئيساً. دون ذلك عقبات لا حصر لها، تبدأ بحسابات المرشحين المسيحيين الاخرين ولا تنتهي بالمزاج السني العام وموقفه من فرنجية، ربطاً بعلاقاته التاريخية بآل الاسد، وأكلاف ذلك على الحريري نفسه في حال حصول إنتخابات نيابية. ثم أن إنتخاب فرنجية سيترجم للوهلة الأولى إنتصاراً سورياً في لبنان وإنعاشاً لهذا المحور في اللحظة التي يتداعى فيها النظام.
الحقيقة أن رمزية ومعنى إنتخاب فرنجية اليوم، في هذا التوقيت تحديداً، هي عكس ذلك تماماً. فالبحث في إنتخابه هو بداية إختبار المرحلة الإنتقالية في سوريا التي انطلقت منذ لقاء فيينا الاخير، والذي شهد بحسب مطلعين اول “لقاء” بين وزيري الخارجية السعودي والايراني بقي بعيداً عن الاضواء. هذا هو المعنى الدقيق لأي بحث جاد في ولاية فرنجية، لو قيض له أن ينتخب رئيساً للجمهورية. وهو بحث دولي وليس مناورة لبنانية كما يحاول للبعض تقزيمها.
الاسبوع الفائت قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الرئيس السوري بشار الأسد يمثل "مصالح جزء كبير من المجتمع السوري، ومن المستحيل إيجاد حل سلمي بدونه". إنها ربما المرة الأولى التي يتحدث فيها لافروف عن الاسد بغير صفته رئيساً شرعياً لسوريا أو رأس الدولة او غيرها من العبارات “الدولتية”. ذهب الى بيت القصيد وهذا حقيقي.
فعلاً يمثل الاسد مصالح جزء كبير (مسألة كبير فيها مبالغة!) من المجتمع السوري. إخراجه من الصفة التمثيلية داخل “الدولة” وإعادته الى صفته التمثيلية داخل "المجتمع" وإشراكه في الحل بهذه الصفة يعني بداية الحديث عنه كممثل لمصالح العلويين في اي تسوية مقبلة، وهي رمزية انتقالية سرعان ما ستؤول لغيره من العلويين في اي تسوية نهائية للحل في سوريا، الذي تكون بدايته بتجريد الاسد من صلاحياته قبل إخراجه نهائياً من سوريا.
ولأن هذا مسار قد يطول أو يتعقد، وهو مبني على قواعد الشك المتبادل، لا بد من صمامات أمان تحمي "مصالح جزء كبير من المجتمع السوري" كما جاء في عبارة لافروف الدقيقة جداً.
إنتخاب سليمان فرنجية هو احد ابرز هذه الصمامات التي سترافق المرحلة الانتقالية وتسهلها، بإعتبار أن لبنان سيكون "ميتم" النظام ومصالحه، ويديره شخص موثوق، فلا يجلس "الايتام على موائد اللئام" فقط! حُكمُ آل الاسد هو شبكة معقدة من المصالح والمصائر التي لا تُترك لتبعات منطق الانتصار والهزيمة الا في ذهن من يستسهلون إطالة أمد الحرب الاهلية السورية. لملمة سوريا تعني بين ما تعنيه لملمة هذه المصالح والمصائر أيضاً، ولا مكان غير لبنان لتوفير الضمانات لذلك.
الحقيقة ان هذا الاتجاه قد يكون اسرع مما يتصور كثيرون لو قيض لمسار المرحلة الانتقالية ان يستكمل اقلاعه الذي بدأ بعد فيينا. كان لافتاً ان يشير الرئيس الاميركي باراك اوباما على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، أنّ روسيا ليست ملتزمة بعد برحيل الأسد، وأنّ ذلك سيتضح خلال أسابيع، مؤكداً إنه لا يمكن للأسد أن يستعيد شرعيته في بلد أغلبيته العظمى تكن له الكراهية. هي اسابيع حاسمة اذاً ليس أكثر.
ولأن الروس لا يشترون سمكاً في البحر، يشترطون ضمانات قبل اهداء أوباما الالتزام برحيل الاسد، وسيكون لبنان في قلب الحدث بإعتباره مختبر المرحلة الانتقالية والبوابة التي ستفتتح منها حقبة سوريا ما بعد الاسد. أول اشتباك روسي أميركي حول سوريا إنتهى بتسوية نزع الاسلحة الكيماوية وإبقاء الاسد. الاشتباك الثاني القائم حالياً والذي عبرت عنه التصريحات الاميركية الروسية سينتهي بنزع صلاحيات الاسد وحماية رمزيته “العلوية” تمهيداً لخروج مشرف ترعاه وتضمنه موسكو. الاسد لن يخرج من سوريا الا معززاً مكرماً بحماية الكرملين، وهذا ثمن بسيط يجدر دفعه لحماية ما بقي من سوريا واعادة ترميمها دولة ومجتمعاً.
مطلع العام كتبت عن ترابط مصيري قصر بعبدا وقصر المهاجرين. ما نعيشه وسنعيشه في الاسابيع المقبلة هو الترجمة العملية لهذا الترابط. لعل مصير قصر المهاجرين يحسمه ساكن قصر بعبدا وليس العكس.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا