Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
إنقاذ المنطقة لا إنقاذ رجل
نبيه البرجي
|
المصدر:
الديار
|
الاربعاء
25
تشرين الثاني
2015
-
6:36
ماذا كان العرب فعلوا بالعرب لو كانوا يمتلكون القنبلة النووية؟ الان يستطيع ابا ايبان، وزير الخارجية الاسرائيلي المحنك، ان يقول من قبره: ألم اطرح هذا السؤال على العالم منذ اربعة عقود؟
المشكلة ان قنبلة هيروشيما، وكانت اقل هولا بكثير، اوقفت الحرب في الباسيفيك، وان كانت ثمة غاية اخرى من القائها. القنبلة الايديولوجية التي تتدحرج بيننا منذ الف سنة قد تتدحرج لالف سنة اخرى.
عشية لقاء القيصر والمرشد في طهران، قال باحث روسي على احدى الشاشات «لم يذهب فلاديمير بوتين الى هناك ليقرع الطبول في وجه اي كان بل لضبط الايقاع الهيستيري للصراع».
وقال ان الصراع بات للصراع، الدم للدم، الخراب للخراب. و«لم نذهب الى سوريا لنحارب السعوديين الذين اكدوا انهم ماضون في القتال حتى سقوط بشار الاسد. لنحاول ان نقلب الصورة ونسمع ان دولة ما تقول شيئا مماثلا عن العاهل السعودي. مثلما السعوديون هم الذين يقررون من يحكمهم كذلك السوريون. نحن لم نتدخل الا في وقت متأخر جدا، وبعدما اتيح لتنظيم «داعش» ان يصبح على ابواب دمشق». وسأل «هل كان لاي نظام في المنطقة ان يبقى على قيد الحياة لو ان ابا بكر البغدادي رفع رايته السوداء فوق قصر الشعب في دمشق؟».
رأي الباحث الروسي لا يختلف عن رأي ديبلوماسي روسي قال لنا «لا ريب ان النظام السوري صديقنا، وحليفنا، وكنا نتمنى وننصح بالاصلاحات البنيوية التي لم يكن بالامكان اجراؤها وسط النيران. لكننا لم نقدم المساعدة فقط لحماية النظام وانما لاننا كنا نعلم ما يحدث فوق الارض وتحت الارض».
يؤكد «ان هناك من خطط، وغداة تفكيك الاتحاد السوفياتي «لتفكيك الاتحاد الروسي. وصلوا بالحلف الاطلسي الى حدودنا، وراحوا يصطادون الجمهوريات السابقة الواحدة تلو الاخرى إن في الشرق الاوروبي او على ضفاف البلطيق. اقاموا الدرع الصاروخية لحصارنا استراتيجيا. ولم يتوقفوا هنا بل راحوا ينشئون القواعد في آسيا الوسطى والقوقاز، في حين استضاف رجب طيب اردوغان الدرع الصاروخية ولاسباب ندركها جيدا».
لا يتورع الديبلوماسي الروسي عن وصف الاستراتيجية الاميركية التي اختطها جورج بوش الابن بـ«العمياء». «ثمة نسخة تركية عن هذا الرجل وتدعى رجب طيب اردوغان الذي طالما حلم بأن يمتطي صهوة الاصولية الاسلامية ليستعيد السلطنة دون ان يأخذ بالاعتبار ان احدا لا يمكنه السيطرة على ذلك الوحش الايديولوجي حين يفلت من ايدي المروضين. هنا اتحدث استراتيجيا. لا مسافة البتة بين موسكو ودمشق، ولا بين طشقند ودمشق».
يشدد على ان لعبة الدم لم تعد تفضي سوى الى لعبة الدم. لن يجني اللاعبون الاقليميون شيئا، ودون ان يكون باستطاعتهم ان يمضوا بعيدا في تلك المغامرة التي تنوء باثقالها الامبراطوريات. نحن نعلم ما هي تكلفة الحروب في اليمن وفي سوريا وفي العراق، ولقد قلنا اكثر من مرة ينبغي وقف المساعدات للفصائل المسلحة، وهي في اغلبها تقوم على الهيستيريا الطائفية او المذهبية. باتت اقرب ما تكون الى تلك الكائنات الخرافية التي لا تقتات سوى من الدم وسوى من النار.
موسكو تقول الان ان القيصر في طهران لا لقرع طبول الحرب بل لقرع طبول السلام. ويقولون «ان السعوديين يثقون بنا، لكنهم لا يستطيعون التراجع بعدما باتوا في وسط الميدان. لو كان للنظام ان يسقط في سوريا لسقط منذ الايام الاولى، منذ الاسابيع الاولى. النظام الذي لا يسقط في خمس سنوات لا يسقط في خمسين عاما ليس فقط بسبب بنيته المعقدة، وانما بسبب كثرة اللاعبين. ماذا تريدون في سوريا نظاما سعوديا ام ايرانيا، ام تركياً ام قطرياً؟ ألا ينطوي هذا السؤال على كل الابعاد التراجيدية التي تقتضي الحل في الحال؟».
الروس مازالوا عند نصيحتهم. ثمة عدو يهدد العالم وليس فقط الشرق الاوسط ويدعى تنظيم الدولة الاسلامية. انه ينتظر استنزاف السعوديين في اليمن و في سوريا وفي العراق لكي ينقض عليهم، وفي عقر دارهم. لا ينظر الروس الى الايرانيين على انهم ملائكة. عبثوا كثيرا في المنطقة، وبطبيعة الحال لاغراض جيوبوليتيكية. الايرانيون تعبوا واستنزفوا ايضا».
ما يتردد ان الرئيس حسن روحاني ابلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين «اننا جاهزون للتفاوض حول كل الملفات، ولكن دون شروط مسبقة». المبادرة الايرانية في الحقيبة الروسية، و«الاسطول الديبلوماسي» سيباشر العمل على خط الرياض تحديدا، بعدما حذر سيرغي لافروف من ان زحف الخليفة غربا ادى الى استنفار سيكولوجي في الولايات المتحدة التي قد تتجه راديكاليا لا الى مبدأ مونرو وانما الى المرشح الجمهوري دونالد ترامب بشعاراته الكاسحة التي اين منها شعارات جورج دبليوبوش؟
الان، والمعادلات الميدانية تتغير في سوريا، موسكو تعمل للقاء سعودي- ايراني في وسط الطريق لا في وسط الحلبة. قال لنا الديبلوماسي الروسي «انقاذ المنطقة لا انقاذ رجل»!!
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا