Beirut
16°
|
Homepage
ماذا تعني بالطعنة في الظهر؟
نبيه البرجي | المصدر: الديار | الخميس 26 تشرين الثاني 2015 - 6:36

...رداً مباشراً وفورياً على القمة الثنائية بين القيصر والمرشد!
قال السلطان «انا هنا». من كان يتصور ان رجب طيب اردوغان يصل بالغطرسة، وبالغباء، الى حد اسقاط قاذفة روسية فوق الارض السورية؟ ذروة التحدي...

السؤال الاكثر واقعية من كان يتصور ان الرئيس التركي يمكن ان يقف مكتوف الايدي فيما الطائرات الروسية تهدد الشريط الذي يزمع اقامته ليتولى من هناك ادارة «الانكشارية السورية» التي اعدها للقتال من اجل ان يكون لانقرة دور اساسي، او الدور الاساس، في حكم سوريا...

ما هز شاربي السلطان الضربات الدقيقة التي نفذها الطيران الروسي ضد مواقع «الانكشارية» في جبل التركمان الذي يتمتع بمزايا جيوستراتيجية وجيوسياسية بالغة الحساسية، حتى اذا ما خسر هذه المنطقة، خسر الكثير مما بناه (بالاحرى مما دمره) في سوريا على امتداد السنوات الخمس المنصرمة...


فلاديمير بوتين لم يستخدم عبارة» طعنة في الظهر» بلهجة شكسبيرية، بل بلهجة من يقول للسلطان ان ثمة ثمنا للذي حصل، وبعدما اكد اردوغان لبوتين انهما في خندق واحد ضد الارهاب. الاستخبارات الروسية لم تثق يوما بصدقية الرئيس التركي، والرأس التركي، الذي لا يريد مجرد الدور في التسوية. يريد تواجدا عسكريا دائما على الارض السورية بحجة ان اي تسوية لا بد ان تحتاج الى تغطية على الارض...

ربما اجهزة الاستخبارات لا تكترث كثيرا للعامل التاريخي (او بالتاريخ بوجه عام) في ما يحدث على الارض. عندما كانت موسكو تعدّ العدة للتدخل الجوي في سوريا ابلغت بشار الاسد، كما ابلغت ملوكا ورؤساء عربا انها تتدخل لحماية وحدة سوريا ودرءاً لاي محاولة او لاي سيناريو يتوخى تجزئتها، وبالتالي توزيعها على» الورثة»...

هكذا كانت البداية. الغارات في الجنوب وفي الشمال وفي الشرق لتقول لمن يهمهم الامر ان الطائرات تتعامل مع سوريا ككل لا ككانتونات، ولا كاقطاعيات، ولا كمحميات...

لا احد مثل الروس يعرف بكل تفاصيل التاريخ العثماني، وبكل خفاياه، وبكل دسائسه (احمد داود اوغلو على خطى رجب طيب اردوغان ندد بمسلسل «حريم السلطان» مع انه يضيء جوانب تحدث عنها بافاضة مؤرخون اتراك وعرب واوروبيون).

الطعن في الظهر هي سمة من سمات السلاطين. القاذفات الروسية حلقت اكثر من مرة فوق المنطقة التي اسقطت فيها الـ«سوخوي-24» حتى اذا ما بدا ان جبل التركمان (والتركمان هم غير الاتراك لكن التضليل يشمل حتى البنية الاتنية للمجتمعات) آيل الى السقوط، كان الرد لنا خطوطنا ولكم خطوطكم...

كل هذا قد يستتبع السؤال ما اذا كانت انقرة قد تشاورت مع حلفاء عرب او غربيين (غربيين بوجه خاص) لتوجيه مقاتلة اميركية «إف-16» صاروخا اميركيا الى القاذفة الروسية.
ولكن الم يلاحظ بعض المعلقين الذين ينضوون تحت عباءة حزب «العدالة والتنمية» ان «حلفاءنا ذهبوا الى حد التواطؤ، والانكفاء، والمراوغة امام الدببة القطبية».

الى حد بعيد لا بد ان يكون الاميركيون، بسياساتهم الملتبسة، اعطوا الضوء الاخضر، وهم الذين يعلمون اي دور اضطلعت به انقرة لتوظيف تنظيم الدولة الاسلامية في اغراض تكتيكية واستراتيجية.

لا يغيّر في امر شيئا ان اوروبا مستنفرة ضد التنظيم، وبعض الصحافيين الاتراك الذين يعترضون على سياسات اردوغان ( احد المراسلين قال لنا انه اطلق حتى الكلاب البوليسية لمطاردتنا)، اشاروا الى «الضربة الخطأ في اللحظة الخطأ»، فهل يتصور الرئيس التركي ان رفاق السلاح في حلف شمال الاطلسي سيضربون البوارج الروسية في المتوسط اذا ما اندفعت الامور، بشكل او بآخر، نحو التصعيد؟

الكرملين لا ينظر الى المسألة على انها «حادثة سقوط قاذفة»، كما حاول البعض في بروكسل اختزال المشهد. بوتين الذي تعامل بسخرية مع الانذارات العشرة في خمس دقائق، ينظر الى الخلفية الاستراتيجية للعملية، والى حد اتهام اردوغان بـ«الشراكة» مع ابي بكر البغدادي، ودون ان يقنعنا السفير الروسي الكسندر زاسبكين حين ظهر، بعد ساعات قليلة من الحادثة، ليقول من ضمن ما قاله انه «يظن» (هل هذا وقت الظن؟) ان هناك بين اهل السلطة من كانوا يستفيدون من قوافل النفط التي دمرت فكان الثأر من السوخوي...
بطبيعة الحال السفير زاسبكين يعرف اكثر منا و«يظن» اكثر منا، ولكن حين يستخدم الكرملين تلك الكلمات بالذات، وفيها الكثير من الوعيد، ومن الاتهام بالطعن في الظهر، هل يصح «الظن» بأن المسألة تتعلق بصهاريج النفط التي غارت في الرمال؟

السلطان يلعب مع القيصر. هذه لعبة قديمة وعمرها قرون. صحيح ان الامبراطورية السوفياتية زالت بعد اقل من سبعة عقود على زوال السلطنة العثمانية، ولكن في غضون عقد من الزمان اعاد فلاديمير بوتين الى بلاده الالق الامبراطوري (شاهدتم كيف تم تطوير السوخوي والتوبو ليف). الاوروبيون المثخنون بالجراح (جراح داعش) لن يقفوا مع من حاول ان يجعل من الداعشية النيو انكشارية. اميركا... ساعة مخلب القط وساعة مخلب الذئب!!

ليفسر لنا الرئيس بوتين ما يعنيه بالطعنة في الظهر. قيل لنا جبل (جبل التركمان) مقابل قاذفة. ماذا ايها القيصر، عن المنطقة الآمنة بين طرابلس وشاطىء المتوسط؟ قيل لنا...لن تكون.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
بعد قطعه جثة زوجته ودفنها في الحديقة... قوى الامن توقف القاتل 9 القضاء يهدر جهود القوى الامنية… اخلاء سبيل عصابة خطف 5 بالفيديو: إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في برج حمود 1
"بالشتم والضرب"... الاعتداء على نائب رئيس المجلس العام الماروني! 10 فرنجية ليس شيطاناً والياس بو صعب خسارة كبيرة... نائب عوني يحذّر من قنبلة ستنفجر ونداء إلى بري! 6 إقامة دائمة لـ "السوريين" 2
هجوم مسلح في الاشرفية... اليكم التفاصيل! 11 صور "تظهر" حجم الأضرار في القاعدة الإيرانية المستهدفة! 7 زياد أسود يكشف خلفيات "فصل" بو صعب وعن "حضانة" باسيل: ما حدا باقي! 3
هذا ما تضمنته خطة التسوية الفرنسية للجنوب 12 "خلافا للشائعات"... صواريخ "العراق" تكشف خفايا الهجوم على ايران! 8 حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو) 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر