"الله يرضى عليك يا ابني" بهذا الكلام توجه احمد ميقاتي "ابو الهدى" الى ابنه عمر الذي التقاه في الممر الخلقي لقاعة المحكمة العسكرية الدائمة بعد موافقة رئيس المحكمة العميد الركن الطيار خليل ابراهيم على طلبه برؤية ابنه والتحدث الى وكيلته المحامية فاديا شديد التي كلفها العميد الدفاع عن احمد وعمر وحصلت اثرها على اذن نقابة المحامين في بيروت.

"ابو الهدى" التقى ابنه عمر لحوالى خمس دقائق بحضور عناصر الشرطة والمحامية شديد وقد تعانقا بحرارة وحميمية لافتة.

الجدير ذكره ان "ابو الهدى" وصف لوكيلته شديد وضعه الصحي في "الريحانية" لافتا الى انه يعاني من الم كبير في عضلات جسمه لا سيما وانه لا يرى نور الشمس، قائلا لها «عم يحاكموني قبل المحاكمة وعم يعزلوني عن كل الناس" وهو تساءل لماذا لا يتم نقله الى سجن رومية الذي كان قد اوقف فيه سابقا. وكان نجله عمر قد نفذ اضرابا عن الطعام لمدة اسبوع بهدف نقل والده الى سجن رومية "كلم الشمل".

وقد اكدت شديد ان احمد ميقاتي زودها برقم شقيقه لتتواصل معه وطلب من نجله ان يعطيها رقم والدته كونه لم يعد يذكره ولفتت شديد الى ان موكلها كان لطيفا معها وهي التقته مرتين في المحكمة رغم انها كانت تشعر انه ربما سيرفض وكالتها عنه، وقد احضر عمر ميقاتي امام قوص المحكمة وهو يرتدي قمصيته الزرقاء كالعادة وقد كان من المقرر استجوابه مع والده احمد وعدد آخر من المتهمين بالانتماء الى مجموعة مسلحة ارهابية وقتل ومحاولة قتل عسكريين من الجيش اللبناني في طرابلس بينهما احمد كسحة الذي اوقف منذ حوالى شهر وقد ارجئت الجلسة الى 11/4/2016 لتبليغ اثنين من المتهمين لصقا ولتغيب وكيل كسحة المحامي سامر درباس عن الحضور.

نعم هو من اطلق النار
«بنعم» اجاب الجندي الايرلندي جون اوماهوني الذي كان يعمل ضمن قوات الطوارئ الدولية حينما تعرض لمحاولة قتل منذ 35 عاما، حين رأي المتهم محمود بزي الملقب بـ«ابو انيسة». الجندي جون حضر الى المحكمة آتيا من بلاده برفقة القنصل الايرلندي وعدد من موظفي السفارة ليدلي بافادته امام المحكمة التي كانت قد عقدت جلسة سابقة في تشرين الاول الماضي وقررت في ختامها سماع افادة الجندي والصحافي الاميركي ستيف هنري وصبحي بزي.

حضر جون لكن بزي تغيب بسبب وعكة صحية وكذلك لم يحضر الصحافي الاميركي اللافت في القضية ان «محمود انيسة» وكيله المحامي صليبا الحاج نفى في الجلسة السابقة مسؤوليته عن قتل عناصر الوحدة الايرلندية انتقاما لشقيقه الذي قتل اثناء تفريق تظاهرة برصاصة اطلقها جنود الوحدة.

جون ادلى بافادته بحضور مترجمة واكد فيها ان بزي هو من اطلق النار عليه وروى كيفية حصول الحادثة حيث تم قطع الطريق التي كانوا يسلكونها وتم وضعهم في المدرسة المهنية وقام بزي باطلاق النار عليهم فاصيب باحدى الرصاصات في حين تمكن شقيقيه من الفرار لكنه لا يعلم من قتلهما، وقد تم نقله من المكان من قبل ضابط اميركي وآخر اسرائيلي. وقد طرح وكيل بزي المحامي الحاج سؤالا يتعلق بكيفية معرفته هوية موكله انه هو من اطلق النار لا سيما وانها وفقا لافادته انه رآه لمدة 10 ثوان من اصل 15 وذلك منذ 35 عاما فكيف تمكن من التعرف اليه فاجاب جون انه كان شاباً جميلاً ذو شعر اسود، الامر الذي دفع الحضور الى الضحك في القاعة وقد ارجئت الجلسة الى 20/4/2016 لتكرار دعوة الشاهدين اللذين لم يحضرا.

شهر حبس
ظهر البارحة امام قوس المحكمة العسكرية محمد علي صوان الذي اثار حالة من الرعب في الضاحية الجنوبية، لا سيما وانها لم تكن قد استفاقت من هول الانفجارين اللذين ازهقا ارواح اكثر من 40 شهيداً.

محمد انتحل صفة ضابط في قوى الامن الداخلي ووقف على حاجز لقوى الامن الداخلي في منطقة الغبيري وشرع بتسهيل مرور السيارات مدعياً لعناصر الحاجز بانه النقيب حدشيتي ومن ثم غادر المكان الى محل حلويات الاخلاص القريب من الحاجز وعمل على تبديل ملابسه.

استجوب محمد بحضور المحامية المتعاقدة مع وزارة الدفاع الوطني ميساء بوعرم حيث اكد ان جارتهم هي من خاطت له «البدلة» التي يحبها كثيراً لا سيما وانه كان يرغب بالدخول الى سلك قوى الامن لكنه لم يتمكن من ذلك.

وقد توجه اليه العميد ابراهيم بالقول اتعلم ما فعلت لقد اوقف عناصر الحاجز من قبل مخابرات الجيش بسببك وانت سببت ازمة في البلد والحكومة اللبنانية «انهزت»، وان الامور ظهرت بشريط فيديو عن كيفية تغيير ملابسه وخروجه من المحل وانتقاله من المكان بفان يحمل الرقم (4) وبسؤاله عن كيفية حصوله على «النجوم» اكد انه اشتراها من مؤسسة معتوق بقيمة 15 الف ليرة، لافتا الى انه يسكن في منطقة الليلكي وهو ارتدى الثياب قبل وصوله الى الحاجز بعد ان اتى سيراً على الاقدام. نافياً ان يكون قد طلب احدهم منه القيام بهذا العمل، وانه هو من سلم نفسه لآمر فصيلة المريجة واعترف بخطئه.

وهنا عاد العميد ليسأله كيف لك ان تقوم بهذه الخطوة وهناك اجراءات امنية وايام سوداء وانفجارات، اجاب «ما حسبت هيك».
فقال له العميد انا اقرأها غير ذلك «انك ضد قوى الامن» فكان رده انا معهم وهدفه ان يرتدي هذه البذة ليشعر انه منهم، مؤكداً انه مواطن لبناني لا ينتمي الى اي حزب. وقد سأله العميد ان كان يعاني من أية مشكلة صحية او يأخذ ادوية «اعصاب»، اجاب ان عائلته تعطيه هذه الادوية وكانوا يصطحبونه الى طبيب نفسي منذ حوالى 5 اشهر وقد طلبت النيابة العامة المتمثلة بالنائب المفوضالقاضي سامي صادر تطبيق مآل الاتهام بحق صوان في حين ترافعت المحامية ميساء طالبة منحه اوسع الاسباب التخفيفية ووقف تنفيذ العقوبة نظراً لوضعه الصحي وقد حكم عليه بشهر حبس.

مرافق الشهال
عمل لدى داعي الاسلام الشهال شهراً واحداً ومن ثم تركه بعد ان تقاضى راتباً اقل مما هو متفق عليه، انه احمد الشمالي وكيلته المحامية جوسلين الراعي، المسند اليه الانتماء الى مجموعة مسلحة للقيام بأعمال ارهابية.

احمد من ببنين في عكار كان يؤدي الصلاة يوم الجمعة وفي الاعياد حيث كان يؤم الشيخ ربيع العبوشي المصلين ويدعو من خلالها الى محبة الجيش، نافياً ان يكون قد دعا الى اقامة الدولة الاسلامية. اما الارهابي نبيل سكاف «ابو مصعب» فهو التقاه خلال وجوده في ساحة النور اثر الانفجار الذي تعرض له مسجد التقوى وهو قصد منزله مرتين بعد علمه بأنه يعطي دروساً دينية حول الوضوء، اما بالنسبة لعادل العتر «ابو عمر» «احمد الدهيبي» «ابو قتادة» فهما من بلدته ولكنهما قتلا.

وبسؤاله عن مكان تواجده اثناء احداث بحنين اكد انه كان في منزله وقصد المحمرة واصفاً ما حصل بأنه اعتداء من اهل المنية على الجيش، لافتاً الى انه شارك في الوليمة التي أقامها الشيخ عبوشي لعدد من الفاعليات والضباط بوجود وليد نجل النائب وجيه البعريني، ولفت الى انه علم بأن عدداً كبيراً من الشباب سلمهم الحج وليد، وبسؤاله عن المدعو علي الجبيلي، اشار الى انه من منطقته نافياً ان يكون قد شارك في اللقاءات التي كانت تعقد في محله حيث وفقا لما ورد في افادته ان المدعو علي مرعي كان يقوم بعرض كل شرائط الفيديو التي تتحدث عن «داعش».

اما «ابو المعاوية» فهو من بلدته ايضاً ولكنه لا يعرفه انما سمع عبر الاعلام انه اوقف ومن ثم علم انه علي الجبيلي وفي ختام الاستجواب طلب القاضي صادر تطبيق مآل الاتهام في حين ترافعت المحامية الراعي مؤكدة ان موكلها اوقف بناء على اخبارية انتمائه الى تنظيم مسلح والقتال ضد الجيش وليس هناك من دليل على ذلك سوى التحقيق الاولي الذي نفى فيه مشاركته في القتال بعد ان سئل عن الامر 3 مرات وهو كان في منزل الشيخ عبوش الذي ظهر عبر وسائل الاعلام معلناً دعمه للجيش، وان جل ما ورد في التحقيق هو عمله لدى الشهال لمدة شهر وقصد نبيل سكاف لكنه لم يعجب بأفكاره وهو لا يكن الضغينة للجيش انطلاقاً من كل ذلك اطلب اعلان براءته من جرم المواد 335 و5 و6 ارهاب ومنحه اوسع الاسباب التخفيفية بالنسبة للمادة 72 اسلحة وقد حكم على الشمالي بسنة ونصف حبس وتجريده من حقوقه المنية.

9 اشهر للقبوط

علاء قبوط المتهم بالانتماء الى مجموعات مسلحة وحيازة الاسلحة اكد انه يجمع البلاستيك ويبيعها لاعالة اولاده الثلاثة، وهو لم ينتم الى اية مجموعة مسلحة.

وبالنسبة لما افاد به في التحقيقات الاولية عن توقيفه من قبل 4 ملثمين اجبروه على حمل السلاح للمشاركة في القتال نفى الامر مؤكداً انه لم يقل هذا الكلام وهو تعرض للتعذيب الشديد فوقع على امور لم يدلِ بها، فتوجه اليه العميد بالقول لو كانوا يريدون اختلاق القصص لكانوا اتهموك بالقتال، وقد اكد قبوط ان الجيش أخرجه مع عائلته وأمه من المنزل الى مكان آمن.

وفي ختام الاستجواب كرر القاضي صادر مآل الادعاء وقد ترافع وكيله المحامي زياد عجاج مؤكدا ان موكله اوقف منذ ما يناهز الثمانية اشهر بجرم تأليف جمعية بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والنيل من سلطة الدولة والتعرض لمؤسساتها العسكرية والمدنية.

وهو جاء من تلقاء نفسه الى مقر المخابرات اكثر من مرة لحل نزاع عائلي بينه وبين والده ولم يجر القاء القبض عليه وكان مصيره التوقيف ليعترف بجرائم لا يعرف عنها شيئا.
واضاف امام الضغط النفسي والتعذيب الجسدي اعترف ليستريح من العذاب ولولا طلبه من المحققين الاتصال بضابط بالجيش اللبناني يدعى محمد السيد الذي اخرجه مع اسرته من التبانة قبل المعركة.

وجاء اعترافه متناقضا متداخلا حيث ان جماعة ابي منصور قامت بتوقيفه قبل اربعة ايام من المعركة مع الجيش بتهمة انه يتعامل مع المخابرات وبعد ان اقتادته الى مركزها معصوب العينين ومارست عليه الترهيب اطلقت سراحه ثم وفي صباح يوم المعركة قام مجهول بتسليمه بندقية ليحرس بها سوق الخضار ويمنع تقدم الجيش فألقي بالبندقية وفر بعد فرار المسلحين.

وهنا لا بد لي من ان اشير الى انه مداهمة لبعض المطلوبين في المنطقة تمت مصادرة اسلحتهم الفردية فظن اصحابها بأن الموكل من وشى بهم فكان مصيره ان تم إلقاء قنبلتين على المحل الذي يعمل به من قبل هارون شعبان وعلى عبد الكريم محيش.

وفي ختام مرافعته طلب اعلان براءة احمد القبوط من الجرائم المساقة بوجهه، لمادة 335 و72 اسلحة لعدم توافر عناصر التهمة المنسوبة اليه... ولانتفاء ادنى دليل او قرينة او حتى شبهة واستطرادا لعدم كفايته، وبمطلق الاحوال للشك.

دعوى تزوير محاضر التفريغ في قضيّة سماحة
من المفترض ان تكون جلسة اليوم مخصصة لاستجواب ميشال سماحة بعد ان اطلع مع وكيليه صخر الهاشم ونجله شهيد بحضور العميد غبريال خليفة الذي كلفته المحكمة الاشراف على الامر في 25/10/2015 ، الا ان داتا الاتصالات التي طلب وكلاء الدفاع الحصول عليها لم يتمكنوا من الاطلاع عليها رغم مراجعة قلم المحكمة التي لم ترد اليه الى الآن اللائحة المطلوبة والتي كانت وزارة الاتصالات قد طلبت تحديد مهلة زمنية لارقام الهاتف التي يراد الحصول على داتا الاتصالات الخاصة بها وهي الرقم الخاص للوزير سماحة وهاتفا مكتبه اضافة الى هاتف سكرتيرة الوزير كلادس اسكندر، فطلب المحامي الهاشم ان تكون 6 أشهر في حين شدد المتهم سماحة على ان تكون الاتصالات واضحة من حيث تحديد المتصل، وقد تم الاتفاق على ان تكون من 9 شباط 2012 الى 9/8/2012 ضمناً.

من الممكن ان يرد رئيس محكمة التميز القاضي طاني لطوف طلب وكلاء الدفاع بتأجيل الاستجواب لحين الاطلاع على داتا الاتصالات للتعليق عليها.
وفي معلومات حصلت عليها «الديار» ان وكلاء الدفاع عن الوزير سماحة تقدموا بدعوى تزوير طارىء لمحضر تفريغ اللقاءات حيث تبين بعد التمحص انه تم حذف سؤال كفوري لسماحة «حول الطوائف» فكان جواب الاخير «لا استهداف للطوائف» من محضر تفريغ التسجيل.