"ليبانون ديبايت"

أثناء حوار سريع مع احد الملحقين العسكريين الغربيين حول حادثة إسقاط السوخوي الروسية نجح موقعنا من تسجيل الكلام الحرفي للملحق العسكري الذي اطلع على المضمون ووافق على نشره شرط أن لا يذكر اسمه. ومما جاء في الكلام الحرفي:

إسقاط السوخوي يدخل في إطار مخالفة قواعد الاشتباك المعمول بها عند دخول اية دولة إلى منطقة ما لتحقيق الأهداف الاستراتيجية عبر القتال كما هو حاصل مع روسيا على الساحل السوري. فهي أدخلت جيشها وعتادها العسكرية بعدما وضعت القواعد الأساسية لتحركاتها مع القوى العظمى في المنطقة. ..تركيا وإسرائيل.

وبناء عليها نجحت روسيا في عملها العسكري وانتشارها خارج أراضيها وسط صمت تام للدول والعواصم الفاعلة. فلم نسمع مثلا اي اعتراض وازن لهذا الوجود العسكري ولتلك الارمادا البحرية. لكن في المقابل كانت القوى الإقليمية تتربص بالروسي كي لا يجتاز الخطوط الحمراء أثناء نشاطه العسكري. مثلا اغار مرة أو مرتين في منطقة درعا لكن بعد إبلاغ إسرائيل بذلك.

أما على الحدود التركية فإن مناطق التركمان هي خط أحمر قاني بالنسبة للاتراك. فالتركمان شعب تركي يسكن في سوريا والعراق واي مس بهؤلاء يرتد بالويل على القيادة التركية في الداخل إذا لم تبادر وتمنع الأذى عنهم. وهذا ما حصل عندما قررت روسيا كسر شوكة التركمان كي تمنع تمدد المعارضة لمنطقتها الآمنة على الحدود ووصولها إلى شاطيء المتوسط. هذا التمدد أيضا خط أحمر قاني بالنسبة للروس لأنه يهدد قواعده العسكرية المنتشرة على الساحل السوري.

إذا بين الخطين الاحمرين الروسي والتركي تدخل الحلف الأطلسي وخلفه واشنطن للعمل على إعادة الأمور إلى سابق ما هو مرسوم واعادوا الإثنان روسيا وتركيا إلى تطبيق كامل والإلتزام بقواعد الاشتباك. وعليه فإن حادثة الطائرة لن تكون سببا لاندلاع الحرب بل سيقتصر الأمر على انتقام روسي موضعي لن يغير في الأهداف المرسومة.