القى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالحديث بقول الامام علي بن ابي طالب: "كن في الفتنة كابن اللبون لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب" فقال: ان البلاد تعيش في قلق واضطراب ومخادعة تحتم علينا ان نتمسك بالاصول الشرعية المنطلقة من القران الكريم والسنة النبوية الحميدة فنبتعد عن المهاترات والمخادعة والنفاق، ونتصدى للفتن التي تعصف بنا من كل حدب وصوب، فنحن بحاجة الى عقلاء تتحكم بمصير البلاد ورقاب العباد والله خير حافظ وهو ارحم الراحمين، فما نراه ونشاهده من قتل وترهيب لا يجر البلاد الى خير انما يقودها الى الهلاك والدمار والبعد عن الحقيقة، لذلك المطلوب منا ان تتحكم تقوى الله بمصيرنا وارادتنا وتصرفاتنا، فنكون مخلصين لله عاملين لما فيه خلاص الامة من الفتن والنزاعات، فنوحد جهودنا لنكون في طريق واحد يوصلنا الى الخير والعافية".

وأضاف: "وعلى لبنان ان يحدد مصيره بيده، فلا ينتظر شفقة ورحمة الاخرين، لذلك المطلوب من اللبنانيين ان يرشدوا انفسهم ويعوا الاخطار التي تهدد وطنهم فيحصنوا وحدتهم ويعززوا تشاورهم وتعاونهم فيكون السياسيون عاملين لما فيه مصلحة امن واستقرار لبنان فيحفظوا بلدهم وينقذوا شعبهم من الفقر والجوع والمرض والقلق، ليبقى اللبنانيين في خير وعافية، لذلك يجب ان يبقى لبنان محفوظا عاقلا بعيدا عن المشاكل والخلافات والمؤامرات التي تحاك ضده من الخارج والداخل".

ورأى ان "حفظ لبنان يكون بدعم جيشه عدة وعتادا وعديدا، لنكون في مأمن وحرز ليبقى لبنان بلد الخير والرشد والصلاح، واول عمل ينبغي ان نبادر اليه هو انتخاب رئيس للجهورية يكون عاقلا مستقيما بعيدا عن الضلالة محبوبا من الجميع ومحبا لكل اللبنانيين لا يفرق بين مواطن واخر، ويكون رجل الصلاح والاصلاح للوطن".

واعتبر ان "لبنان بحاجة الى تضامن بنيه لحفظ حدوده وامنه واستقراره فيعمل الجميع لحفظ وطننا ليظل وطن الخير والبركة فنبعده عن الخلافات والمؤامرات، وعلى اللبنانيين ان يكونوا بعيدين عن الهوى والانانية متنكرين للشر والباطل محبين للخير والبر ليظل لبنان وطن التعاون بين بنيه ومحطة انطلاق لانقاذ الامة من الضلالة والشر والفرقة والفتن، لذلك علينا ان نحفظ لبنان ليبقى محط انظار العالم في الوعي والعلم والمعرفة، وعلى السياسيين ان يهتموا بأمور المواطنين فيبادروا الى دعم المحتاجين والفقراء والمعوزين وانصاف الموظفين والمعلمين والعسكريين واعطاء العمال حقوقهم لينعم المواطن بحسن رعاية الدولة لشؤونه".

واكد ان "التفجيرين الارهابيين في برج البراجنة جريمة نكراء وهي شر مطلق اصاب الابرياء الامنين في ارواحهم وممتلكاتهم واجسادهم حيث امتدت الايادي الخبيثة واللئيمة لارتكابها بهدف زعزعة الامن وبث الفتن، لذلك علينا ان نحافظ على امن لبنان وشعبه فنجهد لاعادة البلاد الى امنها واستقرارها وعزها واخلاصها".

وطالب "منظمة التعاون الاسلامي وجامعة الدول العربية للاجتماع العاجل لدرس اوضاع البلاد وانقاذها من المؤامرات الحاقدة والخبيثة التي تتهددها، فنعمل لانقاذ الشعوب ونحارب الارهاب التكفيري ونبقى بالمرصاد لكل القوى الخارجة عن الدين والاعراف الانسانية والدولية فنحيد بلادنا عن المؤامرات، ونعمل لاخراج حلول سياسية تعيد الامن والاستقرار لبلادنا".

من جهة ثانية استقبل الامام قبلان عائلة الشهيد الفتى محمد ابو خضير برفقة الاعلامي هيثم زعيتر الذين قدموا الشكر للشيخ قبلان على مشاركته في الاحتفال التكريمي الذي اقيم لعائلة الشهيد ابو خضير خلال توقيع كتاب الاعلامي زعيتر في قصر الاونيسكو، واطلعوه على ظروف احراق الصهاينة للشهيد ابو خضير حيا في فلسطين.

وشدد الشيخ قبلان على "ضرورة ان تظل القضية الفلسطينية حاضرة في وجدان الامة فتكون القدس عنوانا لنهضة عربية واسلامية تلجم الصهاينة عن عدوانهم وتعيد اللاجئين الى ديارهم وتدعم الشعب الفلسطيني في نضاله وجهاده ضد الاحتلال الصهيوني".