انتشر اليوم نبأ عن جبل على الساحل الشرقي للخليج العربي "يشفى من مرض الإيدز" كالنار في هشيم الإعلام الإيراني.

ليس من المستغرب أن تتناول وسائل إعلام رسمية وشبه رسمية إيرانية بين الحين والآخر أنباء وتقارير حول غرائب طبيعية ومعجزات مزعومة مثيرة للجدل لتصبح مصدرا للدخل لدى البعض وبارقة أمل لمن يبحث عن علاج لأمراض مستعصية.

ولكن الأمر المثير للاستغراب أن يقوم "نادي الصحافيين" التابع لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني بنشر خبر حول جبل بالقرب من ميناء عسلوية "يشفى من الإيدز أو نقص المناعة المكتسبة"، المرض الذي ينشتر بشكل متسارع في إيران، حسب المصادر الحكومية الإيرانية.

وزعم "نادي الصحافيين" في نبأ له قبل أيام، نقلا عمن وصفه بطبيب بريطاني يدعى "تيم هابكينز" أن ثمة جبل بالقرب من "عسلوية" في محافظة "بوشهر" على الخليج العربي يشكل "أقرب نقطة إلى الشمس على الكرة الأرضية"، مما يمتلك "خواص مغناطيسية مميزة" تساعد على الشفاء من الإصابة بمرض الإيدز.
وتأسيا بـ"نادي الصحافيين" انتشر النبأ في مواقع إيرانية معروفة من قبيل "خبر آنلاین" و"عصر إیران" و"بارسینه" و"اقتصاد آنلاین" و"الف" و"خراسان" و"دنیاي اقتصاد" و"مشرق‌ نیوز" وعشرات المواقع الأخرى.

ويزعم التقرير أن أطباء بريطانيين نشروا أخيرا دراسة في صحيفة "تايمز" حول الخواص العلاجية لهذا الجبل ودعوا الأمم المتحدة لتطلق مسمي "الجبل المضاد للإيدز" (ANTI-HIV Mountain) على جبل برديس.

ونسب "نادي الصحافيين" إلى الدكتور هابكنيز "دعوة لإنشاء مدن علاجية للشفاء من الإيدز بالقرب من الجبل لإسكان المرضى لمدة 18 شهرا فيه وهي المدة المطلوبة للتخلص من المرض.

وردا على هذه المزاعم فند موقع "تقاطع" الناطق باللغة الفارسية ادعاءات "نادي الصحافيين" الإيراني مؤكدا أن الصحافة البريطانية ومن ضمنها صحيفة "تايمز" لم تشر لا من بعيد ولا من قريب إلى هذا الجبل والخواص العلاجية المختلقة بشأنه.

ومن خلال محركات البحث تبين أن هذه المزاعم سبق أن أثارتها وسائل إعلام رسمية من قبيل جريدة "جام جم" التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون ووكالة أنباء "التراث الثقافي" وموقع "تابناك" التابع لـ"أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام".

يذكر أنه إلى جانب اللجوء إلى الغرائب الطبيعية للتخلص من الأمراض فإن سوق الإشاعات حول المراقد والأضرحة الدينية التي "تشفي من الأمراض" تنمو بشكل واسع في إيران ولها تربة خصبة وبيئة مناسبة خاصة بين الفئات التي يصعب عليها توفير تكلفة العالج من الأمراض المستعصية.