بعد غياب طويل نسبياً لقائد فيلق القدس الإيراني، اللواء قاسم سليماني، رافق أنباء عديدة حول إصابته في معارك حلب، نشر موقع "الوقت" القريب من الأجهزة العسكرية في إيران، الاثنين، مقابلة مقتضبة جداً مع قائد فيلق القدس في الحرس الثوري أجريت في مكتب سليماني في العاصمة الإيرانية طهران، بحسب ما أشار الموقع، إلا أنه لم ينشر أي صورة جديدة له، بل اكتفت الصفحة العربية للموقع بصورة أرشيفية لسليماني، والنسخة الفارسية بصورة لغضنفر ركن آبادي، السفير الإيراني السابق في لبنان.

وخلال حديثه الذي يعد الأول مع وسيلة إعلامية إيرانية منذ فترة طويلة، علق سليماني على إعادة جثمان سفير إيران السابق في لبنان غضنفر ركن آبادي من المملكة العربية السعودية حيث لقي مصرعه في حادثة تدافع منى فوصف سليماني مقتله بـ"الشهادة"، إلا أنه أكد أنها "خاتمة مشرّفة تبعث على الفخر" بحسب موقع الوقت.

"شهادة غضنفر ركن أبادي فخر"
وكانت مصادر أكدت تسليم جثمان الدبلوماسي الإيراني غضنفر ركن أبادي، السفير الإيراني السابق لدى بيروت، للجانب الإيراني يوم الأربعاء الماضي من مطار الملك عبدالعزيز بجدة.

وقال سليماني في مقابلته مع مراسل موقع "الوقت" الخبري "إن ركن أبادي كان شخصية ثورية أعطت للدبلوماسية معنىً وعمقاً جديداً"، مشيراً إلى أنه لعب دوراً مهماً خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان في صيف عام 2006 حسب تعبيره.

ورغم تضارب الأنباء التي سبق أن خرجت على لسان مسؤولين إيرانيين في منتصف الشهر الجاري حول مصير ركن أبادي، إلا أن سليماني لم يؤكد ذلك، حيث اكتفى بالقول "إن شهادة ركن أبادي في منى بعد الانتهاء من المناجاة في عرفات وفي مهبط الوحي وسام شرف وفخر كبير له بعد عمر مبارك قضاه في الجهاد في سبيل الله أعطى من خلاله للدبلوماسية معنىً وعمقاً آخر".

وكان حسن قشقاوي، المساعد القانوني لوزير الخارجية، وأمير عبداللهيان مساعد وزير الخارجية لشؤون الدول العربية وشمال إفريقيا، أكدا وفقا لما نسبوه إلى شهادة مصادر لم يعلنوا عنها بمشاهدة ركن أبادي حيا بعد حادثة التدافع وسرعان ما سارعت مواقع إخبارية إيرانية إلى نفي تلك الأنباء بإعلان وفاته إثر حادثة التدافع في مشعر منى أثناء أداء مناسك الحج، معلنة عما وصفته بالمصدر المطلع التعرف على جثة ركن أبادي بعد صدور نتائج تحليلات الحمض النووي في السعودية.

رد سليماني على ما تردد حول إصابته
وفي جانب آخر من حديثه وفي معرض إجابته عن سؤال حول ما تردد في نطاق واسع حول مقتله أو إصابته في معارك حلب بسوريا أجاب سليماني "مبتسماً" حسب الموقع بالقول: "إني قضيت عمري أقطع السهول والجبال من أجل تحقيق هذه الأمنية"، ولكن لم ينشر الموقع نفيا واضحا على لسان قاسم سليماني لما أشيع حول إصابته.

وكانت وكالة الأنباء الفرنسية نقلت تأكيدات المعارضة الإيرانية في المنفى، الأحد الماضي وسبقتها "العربية.نت" ببضعة أيام، أن قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، أصيب في حلب بسوريا "إصابة خطيرة" في رأسه وليس بجروح طفيفة، كما كانت مصادر سورية وإيرانية أفادت سابقاً.

وقال "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" في بيان، إنه حصل على معلومات "من داخل الحرس الثوري" تفيد بأن الجنرال سليماني "أصيب بجروح خطرة في رأسه من جراء شظايا قذيفة قبل أسبوعين جنوبي حلب".

وأضاف أن "الجيش السوري الحر استهدف سيارة قاسم سليماني الذي كان في المكان للإشراف على عمليات الحرس الثوري والقوات شبه العسكرية الموضوعة في تصرفه، مما أسفر عن إصابته".