Beirut
16°
|
Homepage
استخباري أميركي سابق: حرب العراق أوجدت داعش
المصدر: ايلاف | الثلاثاء 01 كانون الأول 2015 - 7:22

اعتبر مدير وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية السابق مايكل فلين إن داعش ما كانت لولا غزو العراق وسقوط بغداد، واصفًا حرب العراق بأنها "خطأ هائل". ورأى أن صدام حسين على وحشيته كان من الخطأ إسقاطه، والاكتفاء بهذا، المر نفسه ينطبق على على القذافي في ليبيا، التي وصفها بالدولة الفاشلة اليوم.

خدم مايكل فلين في الجيش الأميركي أكثر من 30 عامًا حتى أصبح مدير وكالة الاستخبارات الدفاعية، حيث كان أكبر مسؤول في الاستخبارات العسكرية الأميركية. وعمل فلين (56 عامًا) قبل ذلك مساعد مدير الاستخبارات الوطنية في إدارة أوباما. وخلال الفترة الممتدة من 2004 إلى 2007 عمل في أفغانستان والعراق، حيث كانت مهمته بصفة قائد للقوات الخاصة الأميركية اصطياد أبو مصعب الزرقاوي، زعيم تنظيم القاعدة، وسلف أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" اليوم.
قال فلين في مقابلة صحافية إن العواطف العمياء بعد هجمات 11 أيلول قادت الولايات المتحدة في الاتجاه الخاطئ استراتيجيًا. وتحدث عن الأسباب التي تقف وراء قرار داعش الانتقال إلى العمل دوليًا، كما يتضح من اعتداءات باريس وإسقاط الطائرة الروسية، أن تحذيرات استراتيجية وتكتيكية عديدة سبقت هذا التوجّه، بل إن قياديين في داعش قالوا إنهم يخططون لتنفيذ هجمات في الخارج، ولكن أحدًا في الغرب لم يأخذ هذه الإشارات على محمل الجد.

صورة إعلامية

لاحظ فلين في حديثه مع مجلة شبيغل الألمانية أن "بن لادن والظواهري يظهران في أفلام الفيديو التي تصورهما جالسين متربعين، وراؤهما علم، وفي حضنهما كلاشنكوف. فهما يقدمان نفسيهما كمحاربين، في حين أن البغدادي توجه إلى مسجد في الموصل، وتحدث من شرفة كما يتحدث البابا، مرتديًا جلبابًا أسود مناسبًا". وأضاف فلين إن البغدادي "وقف هناك بوصفه وليًا، وأعلن الخلافة الإسلامية. وكان ذلك عملًا له دلالة رمزية كبيرة رفع مستوى المعركة من نزاع مسلح تكتيكي ومحلي إلى مستوى حرب دينية وعالمية".

وبشأن ما يمكن أن يحدث إذا قُتل البغدادي، قال فلين "نحن سنواصل قتل القيادات"، مضيفًا إن الزعيم المقبل لن يكون بكفاءة البغدادي، على خلاف ما حدث في السابق، "لأن البغدادي أفضل من الزرقاوي، والزرقاوي في الحقيقة أفضل من بن لادن"، بحسب مدير وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية السابق.

تابع فلين إن مقتل البغدادي لن يغير شيئًا بالمرة قائلًا إنه "قد يكون ميتًا اليوم، فهو لم يظهر أخيرًا، وكنتُ سأُفضل القبض على بن لادن والزرقاوي، لأن قتلهما يقدم خدمة إليهما وإلى حركتهما بجعلهما شهداء. فالزرقاوي كان حيوانًا شرسًا، وكنتُ أُفضل أن أراه حيًا في زنزانة طوال ما تبقى من حياته. إن منطقهم صثعب الفهم علينا نحن في الغرب".

وتناول فلين في حديثه ما يميّز البغدادي عن الزرقاوي، الذي قاد تنظيم القاعدة في العراق بين 2003 و2006، قائلًا إن "الزرقاوي حاول استقدام مقاتلين أجانب، ولكن ليس بالطريقة التي تمكن البغدادي من استقدامهم بها. ففي ذروة أيام الزرقاوي كانوا يستقدمون ربما 150 مقاتلًا في الشهر من 12 بلدًا. أما البغدادي فإنه يستقدم 1500 مقاتل في الشهر مما يربو على 100 بلد. وهو يستخدم الأسلحة الحديثة لعصر المعلومات بطرق تختلف من الأساس لتقوية جاذبية أيديولوجيته. الفارق الآخر هو طريقتهما في اختيار أهدافهما. فالزرقاوي كان وحشيًا يقتل بصورة عشوائية أشخاصًا يصطفون في طابور بانتظار تشغيلهم في وسط بغداد، في حين أن البغدادي أذكى بكثير وأدق بكثير في اختياره الهدف، ولكنه يبقى وحشيًا".

لحسم بري
وحين سُئل مدير وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية السابق كيف يجب أن يقاتل الغرب مثل هذا التنظيم، أجاب إن "الحقيقة المؤسفة تتمثل في أن علينا أن نضع قوات على الأرض. فنحن لن ننجح ضد هذا العدو بالضربات الجوية وحدها، ولكن الحل العسكري ليس غاية على الإطلاق، بل يجب أن تكون الاستراتجية العامة انتزاع السيطرة على الأرض من داعش، ثم بسط الأمن والاستقرار لتيسير عودة اللاجئين. هذا لن يكون ممكنًا بسرعة. إذ علينا أولًا أن نتعقب ونقضي على قيادة داعش بكاملها، ونفكك شبكاتهم، ونوقف عمليات تمويلهم، ونبقى إلى أن يكون هناك إحساس بعودة الأوضاع الطبيعية. وهي قطعًا ليست مسألة أشهر، بل تحتاج سنوات. أنظروا إلى المهمة التي اتخذناها على عاتقنا في البلقان كنموذج. فنحن بدأنا هناك في أوائل التسعينات، لتحقيق قدر من الاستقرار، وما زالنا هناك اليوم".

وقال فلين إنه بالإمكان التعلم من دروس نموذج البلقان، وإنه يضع في تصوره "استراتيجيا تقسيم منطقة التأزم في الشرق الأوسط إلى قواطع، كما فعلنا في البلقان، مع تولي دول معينة مسؤولية هذه القواطع. وسنحتاج إضافة إلى ذلك مركز قيادة عسكرية للتحالف، وعلى المستوى السياسي يجب أن يكون للأمم المتحدة دور. ويمكن أن تتولى الولايات المتحدة مسؤولية قاطع وروسيا أيضًا، والأوروبيون مسؤولية قاطع آخر. وستتوافر فرص بهذا النموذج. فروسيا على سبيل المثال يجب أن تستخدم نفوذها مع إيران لحملها على الخروج من سوريا، وإنهاء محاولات التدخل من خلال وكلائها".

ورأى فلين أن هذا يعني أن على الغرب أن يعمل بصورة بناءة مع روسيا قائلًا "شئنا أم أبينا فإن روسيا اتخذت قرارًا بأن تكون موجودة في سوريا، وأن تعمل عسكريًا. إنهم هناك، وهذا أحدث تغيرًا كبيرًا في الديناميكية. لذا لا يمكن القول إن روسيا سيئة، وعليها أن تعود من حيث أتت. فإن هذا لن يحدث، ويجب أن نكون واقعيين. أنظروا إلى ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية: الرئيس الفرنسي طلب من الولايات المتحدة المساعدة عسكريًا. وهذا أمر غريب بنظري كأميركي. إذ كان علينا أن نكون هناك من البداية، وأن نقدم الدعم. وها هو الآن يطير إلى موسكو، ويطلب من بوتين المساعدة".

وقال مدير وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية مايكل فلين إن داعش ما كان ليوجد لولا سقوط بغداد، واصفًا حرب العراق بأنها "كانت خطأ هائلًا. فصدام حسين على وحشيته كان من الخطأ الاكتفاء بإسقاطه. والشيء نفسه يصحّ على معمّر القذافي في ليبيا، التي هي الآن دولة فاشلة. ويتمثل الدرس التاريخي في أن غزو العراق كان فشلًا استراتيجيًا. والتاريخ لن يرحم، بل يجب ألا يرحم هذا القرار".
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 9 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 10 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 6 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 2
200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب ويكشف حقيقة جبران! 11 رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 7 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 3
بعد إنتحار شاب... نائب يُثير موضوع ألعاب الميسر 12 الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 8 أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر