ليست قلوب الرجال واحدة، فمنهم من يسهل الوصول إليه بكلمة حب وبعضهم يفتحه على مصراعيه أمام جمال آسر، أما البعض الآخر فتنطبق عليه مقولة «أقرب طريق إلى قلب الرجل هي معدته»، وهذه «الطريق سلكتها ك. ش.« كأقصر طريق للوصول الى قلب حبيبها ع.أ. فأجادت فنّ الطبخ مستخدمة «المطيّبات» التي أضفت على «الطبخة»، نكهة لذيذة، أشعلت النار في قلب الحبيب ع.أ. وجوفه، نارٌ أحرقت «الطبّاخة» ك. ش. وأوصلتها الى... السجن.

وغالباً ما تتكرر دعاوى إدخال المخدرات الى سجن رومية المركزي، إمام المحكمة العسكرية الدائمة، غير إن قصة ك. ش. تختلف عن غيرها في الشكل والمضمون. فهي أرادت وبشتى الطرق أن «تفوز» بقلب حبيبها ع.أ. الذي تعرفت عليه عبر الهاتف ونشأت بينهما علاقة حبّ، انقطعت إوصالها نتيجة توقيف الحبيب ودخوله السجن.

لم تخش ك. ش. من الحالة التي وصلت إليها العلاقة مع حبيبها بفعل إلقاء القبض عليه في قضية مخدرات، «فمفتاح الحلّ» بيديها، فهي الطبّاخة الماهرة التي تستطيع أن تشعل نار الحب في قلب حبيبها، وتوقدها من جديد برشّ حبوب مخدرة بعد طحنها في أطباق الطعام التي أعدتها له وحملتها اليه فرحة بملاقاة حبيبها.

لكن فرحة ك. ش. لم تكتمل بعد أن تم فحص الطعام ليتبين بأنه يحوي على مادة الترامادول المخدرة بنسبة كبيرة، اي ما يعادل مئتي حبّة.

هذه القضية التي تعود الى العام 2013، بتّت فيها المحكمة العسكرية الدائمة بعد استجوابها «الحبيبة « التي تركها «الحبيب» ع. أ. تقف «وحيدة» أمام المحكمة بعد أن فرّ إثر إطلاق سراحه وحوكم بالتالي غيابياً.

تقول ك. ش. أمام المحكمة إن ع. أ. اتصل بها من السجن وطلب منها تجهيز الطعام له فأعدّت «البطاطا بوريه» و«الكبة باللبن» ، إنما عليها قبل كل ذلك أن تُحضر «المطيّبات» اللازمة. وبالفعل قصدت س.أ. مصنّع «النكهات» الذي سلمها كيساً يحوي حبوباً اعتقدت في البدء أنها أدوية. ثم قصدت منزل عمّتها لإكمال عملية الطبخ حيث قامت بطحن الحبوب ورشّها على الطعام الذي أعدّته وتوجّهت مسرعة الى السجن للقاء الحبيب.

غير أن حلم ك.ش. قد تبدّد بعد ان اكتشف عناصر التفتيش في السجن وجود مخدّر في الطعام.

وأمام المحكمة أكدت ك. ش. أن المتهم الماثل الى جانبها س. أ. ليس هو الشخص نفسه الذي سلمها المخدرات فيما جزمت ف.أ. بأن ك.ش. أعدّت الطعام في منزلها إنما لا علاقة لها بالقضية.

وأصدرت المحكمة برئاسة العميد الركن الطيار خليل ابراهيم حكماً قضى بسجن ك. ش. وس. أ. مدة شهر مع تغريم كل منهما مبلغ مئتي ألف ليرة. وأعلنت براءة ف. أ. لعدم كفاية الدليل بحقها فيما حكمت على ع. أ. بالصورة الغيابية بسجنه مدة سنة وشهراً مع تغريمه خمسماية الف ليرة. كما قررت المحكمة مصادرة المضبوطات.