Beirut
16°
|
Homepage
مفاوضات تحرير العسكريين: أدوار الداخل والخارج
المصدر: السفير | الاربعاء 02 كانون الأول 2015 - 6:56

وأخيرا.. عاد العسكريون المخطوفون الستة عشر لدى «جبهة النصرة» من سجن الجرود الى عالم الحرية على متن صفقة «واقعية»، نُسجت بنودها خيطا خيطا وحرفا حرفا، على مدى أشهر طويلة من المفاوضات الصعبة التي تخللتها «حروب نفسية» قاسية.

وفي توقيت إنجاز الصفقة، يبدو واضحا ان التدخل العسكري الروسي في سوريا أنتج نوعا من «البيئة الحاضنة» لعملية التبادل، بعدما فرض هذا المعطى على المجموعات المسلحة والقوى الاقليمية المعنية، التعاطي بواقعية مع ملف المخطوفين، تحت وطأة التطورات العسكرية وما يرافقها من ضغوط ميدانية.

وبرغم الانقسامات الداخلية الحادة حول الكثير من الملفات السياسية، فقد تبين، بعد إطلاق سراح المخطوفين، ان قطبي الصراع الداخلي، الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله ورئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري، التقيا كلٌ من موقعه، على المساهمة في تسهيل إبرام صفقة التبادل.


وإذا كان من الطبيعي ان يتدخل الحريري لدى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لتسهيل مهمة ابراهيم وحمايتها من «الانبعاثات المذهبية»، فان المفاجأة تمثلت في الدور الحيوي الذي أداه نصرالله لإنجاح المفاوضات، بعد فترة طويلة من تجميدها، وما استوجبه ذلك من فتح قناة تواصل بينه وبين أمير قطر، برغم خلافهما الاستراتيجي والعميق حول الازمة السورية.

وفي المعلومات، ان الخط المفتوح بين «حزب الله» والدوحة كان حاسما خلال الايام الاخيرة في تخفيض سقف الطروحات التعجيزية المباغتة لـ «النصرة»، وهو الامر الذي أكده ابراهيم بقوله ان تدخل نصرالله في ربع الساعة الاخير لدى امير قطر قاد الى «عقلنة» مطالب الخاطفين بعد مبالغاتهم في اللحظات الاخيرة.

كما ان قرار حزب الله والجيش السوري بالتنسيق مع الروس بوقف إطلاق النار، في جرود عرسال والقلمون، عشية وأثناء تنفيذ صفقة التبادل كان عنصرا حيويا من عناصر إنجاحها.
أما الحريري الذي تُرجح عودته الى لبنان قبل رأس السنة، فقد تمكن الى حد كبير من إجهاض «كمائن التحريض» التي نُصبت على بعض دروب ابراهيم، مساهما في تأمين التغطية الاقليمية والسياسية لتحركه من خلال إبلاغه الامير تميم ان ابراهيم موضع ثقة تامة «بل هو ابن بيت الحريري ونتمنى دعمه ومساعدته»، كما روى مدير عام الامن العام نفسه، الامر الذي سمح بتحصين دوره التفاوضي في مواجهة حملات «التعبئة المذهبية»، وصولا الى تفعيل التعاون بينه وبين المخابرات القطرية.

وفي ما خص الأتراك، تفيد المعلومات ان أنقرة كانت لها مساهمة لوجستية فوق مسرح المفاوضات، عبر استضافتها أكثر من مرة قياديين في «جبهة النصرة»، خلال تفاوضهم مع المخابرات القطرية وابراهيم.

ورحبت وزارة الخارجية الاميركية بإطلاق سراح العسكريين، إلا انها أكدت ان «جبهة النصرة» منظمة إرهابية.

ولا يمكن في معرض سرد الوقائع، إغفال دور الرئيس تمام سلام الذي قاد بكثير من الصمت والصبر «خلية الازمة»، وكذلك دور وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي واكب ابراهيم في كل المراحل.

كما ان الجيش اللبناني ترك بصماته على عملية التبادل، سواء من خلال الاجراءات الدقيقة التي واكبت مراحل التنفيذ او عبر مشاركة قيادته في الترتيبات المتعلقة بـ «الممر الآمن» الذي سيكون تحت إشراف الجيش.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
واشنطن تكشف دورها في "الضربة الإسرائيلية" على ايران 9 بشار بطل عمليّة نصب كبيرة في طرابلس! (صور) 5 حادثة رئاسية فضحت "الثنائي الشيعي" 1
بشأن تعديل قيمة رسوم المعاملات... بيانٌ من الأمن العام! 10 حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو) 6 مستجدات فصل بو صعب من التيار! 2
تقريرٌ يكشف مصادر تمويل حزب الله 11 عصابة "خطرة" تنشط في طرابلس... بطلتها إمرأة! 7 سيناريو "مُقلق" ينتظر مطار بيروت... إنذار خطير وأيام حاسمة! 3
"التيار معجون عجن بالغش"... جعجع يستنكر! (فيديو) 12 كليب "يُرجح" ما قد تبلغه فرنسا لِميقاتي اليوم! 8 "النكزة الأخيرة"... منشورٌ "ناريّ" للسيّد! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر