"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:


هو ليس مغني التينور الايطالي لوتشانو بافاروتي، أو التينور الكرواتي غورين كاران، ولا المغني الاميركي مايكل بولتون، انه التينور اللبناني بشارة مفرج الذي لمع صوته في اهم دور الاوبرا في العالم، وشارك في اشهر المؤلفات الاوبرالية. بيد ان صحيفة "التلغراف" جمعت بينه وبين هؤلاء العمالقة بسبب فيديو قصير شغل الصحف الاوروبية ومواقع التواصل الاجتماعي، وحصد بفضله الاف المشاهدين وعرض عمل مغري جداً.

ويخبر بشارة مفرج لموقع "ليبانون ديبايت" عن "صدفة" جعلت منه حديث الناس وعناوين اهم الصحف، فقال:" رحلتي الى صربيا هذه المرة لم تكن بهدف العمل، بل اردت ان ابتعد عن الضغوطات وارتاح قليلا، وامارس هوايتي المفضلة وهي الصيد، الا ان عشقي الكبير للاوبرا دائما ما يرافقني كخيالي، فقصدت دار الاوبرا في بلغراد لاشاهد مؤلفة موسيقية رائعة جداً، ولدى خروجي رأيت عازف يلعب البيانو في الشارع ومعه عازف كمان، فصرت اغني معهما، فطلب مني احدهما ان اغني مقطوعة "Nessun Droma"، وهذا ما حدث".

ويضيف مفرّج:" كنت متعباً جداً، وعلى الرغم من ذلك بدأت اغني، وفجأة تجمّع الناس وصاروا يصفقون ويصورون بهواتفهم، ويتفاعلون معي، فشعرت بالحماس وانسجمت اكثر فاكثر مع الاغنية ومع العازفين. وعندما انتهيت صفق لي الحاضرون، والتقط بعضهم الصور معي، واعطاني العازف بطاقته وابدى اعجابه الكبير بصوتي، ثم رحلت من دون ان افكر للحظة ان البعض سينشر هذه الفيديوهات للتنتشر بسرعة قياسية وتصل الى الصحف العالمية".

وكشف مفرج " لدى عودتي الى لبنان، ارسل لي احد الاصدقاء صورة لصحيفة التيلغراف عنونت كاتبة " افضل من غنى المقطوعة الشهيرة" arias by Puccini"، هم ثلاث لوتشانو بافاروتي، غورين كاران، ومايكل بولتون، مضفين صورتي وانا اغني في الشارع الى هؤلاء العمالقة. فتفاجأت كثيراً، وصرت ابحث عبر الانترنت عن الفيديوهات وفرحت كثيرا عندما رأيت ان نسب المشاهدة تخطت 300 الف في فترة لا تتجاوز الاسبوع ووجدت حوالي تسع صحف تناولت ايضا الخبر، حيث كتبت صحيفة اوروبية:" من ميلان الى بلغراد، التينور اللبناني الشهير بشارة مفرج غنى " Nessun Droma" وابكى الصربيين عن طريق الخطأ قبل ان يرحل تاركا عازفي البيانو والكمال بحال ذهول".

واعلن مفرج انه تلقى في اليوم الثاني عرضاً للغناء في دار الاوبرا في صربيا، فعاد وسافر مرة جديدة الى هناك حيث بمجرد وصوله الى الشارع نفسه كان بانتظاره مصورين من صحف عدة، وراديوهات وتلفزيونات وطلبوا منه اداء خمس اغاني ليعود ويحتل العناوين والنشرات بصوته المميز، كما سيخضع في 10 شباط لتجارب الاداء في دار الاوبرا".

بشارة مفرج الذي اختار ان يسلك الطريق الصعب عندما اختار لونا غنائيا هو "منقرض نسبياً" في لبنان، تمكن من الوصول الى منبع وعقر دار الاوبرا، حيث تُقدّر المواهب وتُكرَّم، ووقّع اهم الاعمال بصوته وادائه وتمثيله مثل المؤلفة الاوبرالية "حلاّق اشبيلية"، "le nozze di figaro"، وانتقل الى باريس حيث شارك في و"cirque d’hiver". والاعمال القادمة كفيلة بأن تُدخل لبنان الى عالم جديد هو "الاوبرا" بعدما ثبّت مكانه في الوان غنائية كثيرة.

ولا يسعنا سوى ان نقدّر ونقول شكرا لمواهب ترفع اسم لبنان عالياً اينما ذهبت، وتعطيه الكثير من دون اي مقابل".