Beirut
16°
|
Homepage
الشغور والشركاء المسلمون...
دوللي بشعلاني | المصدر: الديار | الاحد 07 شباط 2016 - 5:47

ملء الشغور الرئاسي يشكل «أولوية» بالنسبة للنائبة بهية الحريري، وضمناً لابن أخيها رئيس «تيّار المستقبل» النائب سعد الحريري، كما يبدو أنّه مهم جدّاً بالنسبة لرئيس المجلس النيابي نبيه برّي الذي يدعو المسيحيين للاتفاق فيما بينهم أولاً، و«يتسلّى» مع رئيس القوّات اللبنانية سمير جعجع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط وكثر سواهم، غير أنّ غالبية هؤلاء المسؤولين الذين رموا الكرة منذ زمن في ملعب المسيحيين، نجدهم اليوم أكثر الناس «سعادة» بعدم اتفاق المسيحيين أنفسهم على مرشّح واحد، ما يجعل من تدخّلهم حاجة وضرورة لحلّ هذه المعضلة المستعصية.

فالتوافق المسيحي وحده وإن حصل، على ما ترى أوساط سياسية مطلعة، لا يوصل المرشح المتفق عليه الى سدّة الرئاسة، بل يحتاج أيضاً الى دعم من الكتل النيابية الإسلامية، الشريكة في الوطن، شرط ألا تقوم هذه الأخيرة بوضع العراقيل، على ما فعلت مبادرة الحريري من خلال التأكيد لرئيس «تيّار المردة» النائب سليمان فرنجية أن حظوظه داخلياً وخارجياً أعلى بكثير من حظوظ رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون، ولهذا وافق على منافسته على المنصب الرئاسي، رافعاً سقف مواقفه. غير أنّ هذا الأمر تجده غير صحيح، وإلاّ لكان بإمكان الأطراف التي تدعم فرنجية، والتي هدفت من هذه «التسوية» الى فسخ تحالفه مع الجنرال، أن تأتي به رئيساً في جلسة 8 شباط المنتظرة يوم غد الاثنين الذي يُصادف فيه اليوم الأول من الصوم الكبير لدى الموارنة.

وإذا كان ملء الشغور الرئاسي أولوية لدى المسلمين، على ما تساءلت المصادر، فلماذا لا يقدّمون إذاً الحلول الناجعة التي توصل الى انتخاب رئيس البلاد، ولماذا لا يقومون بتقريب وجهات النظر المسيحية بدلاً من تعميق الشرخ فيما بين الحلفاء، بعد أن تصالح بعض الأخصام؟ ولماذا لا يقومون بالتالي باستكمال هذه المصالحات - كونهم «يمونون» على بعض الجهات المسيحية - التي تقود فعلاً الملف الرئاسي الى خواتيمه الإيجابية؟



في الوقت نفسه، تؤكّد الأوساط ذاتها، أنّ اتفاق المسيحيين بين بعضهم بعضاً، على ما أرادت بكركي حول مرشّح من القادة الأربعة أو حتى من خارجهم، كان ليجعلهم أقوى فيما لو حصل، بدلاً من محاولات تقاسمهم من هذا الطرف أو ذاك، والتفريق فيما بينهم، ليصبح انتخاب الرئيس أصعب بكثير من كلّ فترة الشغور السابقة، ولكي يظلّ هذا الموقع فارغاً يملؤه المسلمون بصلاحيات مراكزهم، تارة على صعيد رئيس مجلس الوزراء ، وطوراً على صعيد رئيس مجلس النوّاب. ويتمثّل الخوف الحقيقي لدى الفاتيكان، كما لدى بكركي بطبيعة الحال، من فقدان الموقع الرئاسي من أساسه لكثرة الطمع به من أطراف غير مسيحية، غير أنّ ذلك لا يعني قبول الجميع بمرشّح «صوري»، على شاكلة ملكة إنكلترا إليزابيت، لأنّ الحكم في لبنان لا يُمكن أن يسير على هذا النحو حيث يجلس رئيس الجمهورية على كرسيه، في حين تتحكّم الحكومة ورئيسها بشؤون البلاد والعباد، ولا بمرشّح توافقي، أو على مسافة من الجميع، لا يُمكنه أن يُقدّم أو يؤخّر أي مشروع أو أي قرار تتخذه الحكومة. آن الأوان، على ما قالت الأوساط عينها، مع كلّ التغيير الذي يطرأ على دول المنطقة، أن يُجاريه لبنان برئيس مسيحي ماروني قوي، مُوافق عليه من غالبية اللبنانيين ومن الداعمين لهم، يعرف كيف يقود البلاد في المرحلة الجديدة المقبلة.

وتخشى الأوساط في المقابل، من أن تؤدّي المناكفات الحاصلة بين المرشحين المسيحيين المحسوبين على فريق 8 آذار، الى استبعادهما من المشهد الرئاسي، ليحلّ مكانهما مرشّح مقبول من قبل الجميع، يُحافظ على الموقع الرئاسي، ولا يتحيّز مع هذا الفريق أو ذاك. علماً أنّ فريقي 8 و14 آذار ولا سيما بعد فرط بعض التحالفات في كلّ منهما، لا بدّ من أن يتخذا تسميات جديدة بعيدة عن التسميات الحالية. فالرئيس برّي، على سبيل المثال لا الحصر، إن كان لا يؤيّد وصول الجنرال الى قصر بعبدا، فكيف يبقى الى جانب «حزب الله» في فريق 8 آذار؟ أو كيف يبقى جعجع في فريق 14 آذار بعد أن دعم ترشيح العماد عون المدعوم من «حزب الله» نفسه دون سواه؟ وماذا يفعل فرنجية الى جانب الحزب في 8 آذار، بعد أن فضّل الحزب انتخاب الجنرال عون عليه، حتى على قطع الرقاب؟!

وتُذكر الأوساط نفسها بما أعلنه عميد السياسة الخارجية الأميركية هنري كيسنجر أخيراً في أعقاب زيارة قام بها الى روسيا، وفي معرض سؤاله عن العلاقات الأميركية- الروسية بأنّه يرى أنّها «تكاد تكون في أسوأ أحوالها منذ انتهاء الحرب الباردة»، مشيراً الى أنّ الكثير من المراقبين في البلدين يُجمعون على أنّ «حرباً باردة جديدة قد اندلعت بين البلدين». وهذا للتأكيد على أنّ حلفاء كلّ من الولايات المتحدة من جهة، وروسيا (وإيران وسوريا) من جهة أخرى، في لبنان يتأثّرون، مع الأسف، بهذه الحرب الباردة المتجدّدة حالياً. علماً أنّه أعطى بارقة أمل عندما أضاف أنّ «روسيا ليست خطراً مطلقاً، بل يجب اعتبارها كعنصر رئيسي في أي توازن عالمي جديد».

والتوازن العالمي الجديد يبدأ، بحسب رأي الاوساط، من منطقة الشرق الأوسط حيث الصراع بين الدول الكبرى على أشدّه. كما أنّه، على ما قال كيسنجر أيضاً: «لا يمكن لأي دولة مهما عظمت قوتها أن تتغلّب على فراغ السلطة المتزايد، والمواجهة على هذا الصعيد تتطلّب التنسيق بين الولايات المتحدة وروسيا وغيرهما من الدول الكبرى». إذاَ الحلّ ليس في يدّ اللبنانيين، أكانوا مسيحيين أم مسلمين، إنّما في أيدي الدول الكبرى التي تتقاذف بهذا البلد، كما ببعض دول المنطقة، من أجل أن تتفق فيما بينها أولاً على مصالحها، وتوقف بعد ذلك الحرب الباردة الجديدة.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
في جونية... سوريّون يسرقون مخزناً للبزورات! 9 الحزن يخيم على عائلة الحريري! 5 بو صعب خارج "التيّار" رسميًا! 1
"سوريا الثورة" تثير البلبلة في البترون! (صور) 10 "رح نحمي بيوتنا" و"الله أكبر سوريا"... غضبٌ عارمٌ وثورة سورية قريباً في البترون! 6 كلاب بوليسية وانتشار أمني... ماذا يجري في الضاحية؟ 2
نائب يتعرض لوعكة صحية! 11 "الرجل الطيب الودود"... الحريري ينعى زوج عمته 7 الحقيقة بشأن جريمة باسكال سليمان 3
إشتباك أميركي - سعودي.. البخاري يعلق مشاركته في الخماسية؟ 12 إنتشار عسكري "غربي" في لبنان وحشود إيرانية وروسية وصلت.. عماد رزق: بيروت ستقصف وحرب التحرير بدأت! 8 إشكال وجرحى في بلدة لبنانية... ما علاقة "الزوجة الثانية"؟! (فيديو) 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر