ليبانون ديبايت - جيسيكا خضرا

"أنا أتّهم" هو عنوان مقالة كتبها إميل زولا في 13 كانون الاول عام 1898 على شكل رسالة مفتوحة لرئيس الجمهوريّة الفرنسية آنذاك. لن أغوص بتفاصيل قضيتها رغم أهميتها ونصيحتي للجميع بالاطلاع عليها. وكم كان بودّي أن تكون هذه المقالة موجّهة لرئيس جمهوريّة لبنان لكنّني، وفي اللّحظة الأخيرة تذكّرت أنّنا بلا رئيس منذ أكثر من سنة ونصف، "بس الغريب إنّو كنت ناسية مدري ليه!"

"خليني" وبعيداً عن السياسة ولعبة السلّم والحيّة، أن اتهم في رسالة من القلب إلى أهلي وأمثالهم من السادة الكرام.

هل تسمحوا لي، باتهامكم، إنطلاقاً من تربيتكم الحسنة وتعليمكم لنا المبادىء والأخلاق وقوانين الحياة، ولومكم على مجدكم الحق، وبأن أقول أن نجمكم الهانىء مهدّد بأكثر الوصمات عارا ودواماً؟ تفاصيل صغيرة لكنها فظيعة ستظل عالقة بحياتكم كالدنس.

انّي أتّهمكم بالفساد، هل فعلاً علّمتمونا أن نقف في الصف بإنتظار دورنا؟ حيث يصل "المحنّك".. يغمز المدير.. يرشي الموظّف.. ينهي عمله ويمشي.. " ونحنا ستين سنة وستميت يوم، بهدلة وتربيح جميلة وبالآخر رجاع بعدين خدها".. وفوق كل ذلك نخجل أن نحكي لأن للسكرتير صلاحيّة القول" هيدا الموجود إستاذ".

إنّي أتهمكم بتلويث المجتمع. لماذا لا يمكننا أن نرمي أكياساً من نافذة السيارة كغيرنا؟ وبخصوص إشارات السير، من يُسكت زمّور السيارة الموجودة خلفنا عندما نقف عند الضوء الأحمر؟ من يوقف زمّور آخر سيارة بالصف عندما يضاء الأخضر؟

إنّي أتهمكم بعدم المسؤولية. لماذا لا يمكنني أن أركن السيّارة مكان معوّق؟ "هيدا إذا أصلاً مفكرين فيه. ليه ما فيّي صفّ وسكّر عأربع سيارات وخلّين للصبح يزمروا؟".. " شو مش عارفين مع مين عم يحكوا؟"

لماذا لا يمكنني أن أتجوّل بسيارتي "المفيمة" من دون "نمرة"و "كم أنتين"؟ وعندما يعترضني أحد الحواجز "بغني الموال".. " مش عارف مع مين عم تحكي؟ وعالسّريع بعمل إتّصالاتي".. "يا أرض اشتدي ما حدا ادي".

"إنتوا عارفين إنّو إبن فلان حصل عالوظيفة اللي نحنا منستحقّا؟".

فعلاً أنّكم أفسدتمونا وعرّضتمونا للإهانة! هل تعلمون لقب أمثالنا في مجتمع أولئك؟

لقبنا في مجتمعهم الصحّ حيث قوانين الوطن على قياسهم و"على عينك يا تاجر".. "أغبياء".

ماذا تراني أضيف وأقول.. تطول اللائحة وتطول.. أحدا لن يسمع وشيئا لن يتغير.. "في بلد حبله على الجرار في كل شيئ"

"لهيك أحلى شي وبتهذيب" بعد لائحة الاتهام الطويلة.

تفضّلوا أيّها السادة بقبول فائق الإحترام".