أطلقت رئيسة بعثة الإتحاد الأوروبي في لبنان السفيرة كريستينا لاسن خلال مؤتمر صحافي في مقر البعثة، مسابقة جائزة سمير قصير لحرية الصحافة في سنتها الحادية عشرة، في حضور رئيسة مؤسسة سمير قصير جيزيل خوري قصير.

وتخلد الجائزة التي يمنحها الإتحاد الأوروبي منذ عام 2006 ذكرى الصحافي قصير وشارك فيها خلال السنوات الماضية ما يزيد عن 1300 صحافي من دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا والخليج.

وعبرت لاسن عن سعادتها "لإطلاق هذه الجائزة المخصصة لكل الصحافيين الذين يظهرون شجاعة في عملهم في الشرق الأوسط وشمال افريقيا والخليج".
وقالت: "لأكثر من عقد من الزمان، والاتحاد الأوروبي يمول جائزة سمير قصير لحرية الصحافة. وتكرس هذه الجائزة لجميع أولئك الصحافيين الذين يقومون بعمل شجاع ورائع في منطقة الشرق الأوسط والخليج وشمال أفريقيا".

أضافت: "إن حرية التعبير وحرية الصحافة، فضلا عن سلامة الصحافيين هي أولوية قصوى بالنسبة للاتحاد الأوروبي. هذا هو السبب في أننا قمنا لسنوات بتمويل برامج ومشاريع وطنية وإقليمية مختلفة لتعزيز الصحافة المهنية وقدرات وسائل الإعلام في جميع أنحاء المنطقة. ومن خلال دعمنا، نريد مساعدة الصحافة في البلدان المجاورة لأوروبا لتطوير الاحتراف والجودة والمحافطة على المعايير الأخلاقية".

وإذ أشارت لاسن الى "تزايد الضغوط على الصحافة المهنية في منطقة الشرق الأوسط والخليج وشمال افريقيا"، قالت: "يحدث هذا من خلال الترهيب والاعتقال التعسفي، ولكن أيضا من خلال محاولات السيطرة على وسائل الإعلام، بحجة الحفاظ على مصلحة الأمن القومي".

وأوضحت ان لبنان "يبدو مثل جزيرة من حيث حرية التعبير"، قائلة: "صحيح أن لبنان يتمتع بتقليد عميق الجذور للصحافة التي أنتجت على مدى عقود، بل قرون، عقولا صحافية رائعة. كما كان لبنان تقليديا معقلا لحرية الرأي والتعبير المكفولة صراحة بنص الدستور. ولهذا السبب من المهم التأكد من أنه لا يوجد ضغط على الصحافيين والمدونين أو مستخدمي الإنترنت العاديين، وهو جهد يدعمه الاتحاد الأوروبي بشكل كامل".

وتناولت العديد من التحديات ومنها "زيادة الاستقطاب وأيضا تهديدات التطرف وتداعيات الأحداث في المنطقة". وقالت: "ان حرية التعبير هي الأساس لأي نظام ديمقراطي. والعمل الصحافي يجب أن تتوافق مع معايير الجودة العالية من حيث الموضوعية والتحقق والتوازن والاستقلال. وقد تم بالفعل إحراز تقدم كبير في هذا الصدد، مما يعطينا الأمل في أن الصحافة هي على الطريق الصحيح في المنطقة".

وأملت اخيرا، أن تساعد جائزة سمير قصير لحرية الصحافة "في تعزيز هذا الاتجاه والمساهمة في تحسين نوعية الصحافة في هذا الجزء من العالم".

أما قصير فشددت على أهمية حرية التعبير، وقالت: "ان هذه الجائزة هي مقاومتنا الحقيقية لأن سمير قصير هو رمز لحرية التعبير، ويجب المحافظة على هذا الأمر، فالجائزة والمؤسسة حجر صغير في منطقة تقبض على ارواح شبابها. بعض زعماء العرب يعتبرون ان شعوبهم هي لخدمتهم، ويوم تدلي هذه الشعوب بشيء ضدهم تصبح كالحشرات للإبادة. طبعا، هذه الثقافة غير موجودة في لبنان، ولكن اخاف من ان تنوجد شيئا فشيئا. كل المجتمع المدني في لبنان يحاول نوعا ما ان يعيد مسار الحرية والديموقراطية، وسنكون دائما ضد كل القوانين التي تحجز من حرية الإنسان والرأي".

وتطرقت الى مسألة "الإخضاع في لبنان" متمنية على الوزراء المعنيين "الإنتهاء منها".
وقالت: "نحن مع الحرية غير المجزأة والحربة الإجتماعية التي لا تخلق تيارات اصولية مثل داعش والحرية السياسية التي تعطي املا لكل شبان المنطقة".

وتحدثت عن الشاعر الفلسطيني اشرف فياض الموجود في السجون السعودية، وسمير كساب الصحافي اللبناني الذي لا يزال مصيره مجهولا وعن كل المعتقلين السياسيين الموجودين في افريقيا الشمالية ومصر... وكل الذين يموتون في سوريا. وذكرت بمشروع قانون باسم سمير قصير قدم الى البرلمان الأوروبي يطالب بمعاقبة اوروبا البلدان التي لا تحترم حرية التعبير، وقالت: "هذا القانون بقي في الدرج".
وتمنت على الأوروبيين "النظر فيه من جديد".

هذا ووزع بيان، أوضح ان مسابقة سمير قصير مفتوحة امام المرشحين من منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا والخليج حتى 10 نيسان 2016 وتمنح عن فئات: افضل مقال رأي، افضل مقال استقصائي وافضل تحقيق سمعي بصري، ويجب ان تتناول التحقيقات المواضيع التالية: دولة القانون، حقوق الإنسان، الحكم الرشيد، مكافحة الفساد، حرية الرأي والتعبير، التنمية الديموقراطية، المشاركة والمواطنية وينال الفائز في كل فئة من الفئات الثلاث 10 آلاف يورو.
ويمكن الإطلاع على نظام المسابقة واستمارات التسجيل وتفاصيل ملف الترشيح على الموقع الإلكتروني التالي: www.samirkassiraward.org.