Beirut
16°
|
Homepage
الهروب إلى الأمام: هل تفتتح المجموعات المسلحة معركة عرسال في لبنان؟
روزانا رمّال | المصدر: البناء | الثلاثاء 09 شباط 2016 - 5:23

تبرّر مركزية المعركة السورية وقدرتها على تغيير التوازنات السياسية والحسابات في الشرق الأوسط ضرورة وضع الثقل السياسي والعسكري والأمني للدول المعنية للالتحاق بمشروع التغيير الذي عصف بالمنطقة، وتكشف مدى أهمية التسابق نحو الكسب فيها وضمان عدم وصول الفريق الخصم إلى برّ الأمان، لما يعنيه ذلك من كسر معادلات تمّ التخطيط لتطبيقها سنوات وفرز نفوذ لا يريد أيّ من الأطراف اليوم أن تصبّ في مصلحة الآخر.

يقترب شهر آذار، ومعه ذكرى الحرب السورية الخامسة فتدخل السنة السادسة أيامها من دون أن يحتمل الحديث اليوم عن أيّ متغيّر سياسي، فالحديث الوحيد الذي رافق تلك السنين يتمحور حول التحاق القوى العسكرية وحشد قواها لدخول الأرض السورية ما جدّد التفتيش عن العقدة التي تجعل من سورية مركز النصر.

لا مجال للحديث اليوم سوى عن التقدّم العسكري والتقدّم الذي يحدث كلّ يوم على الجبهات كافة وعن الانعطافة بدخول القوة الروسية الجوية على مسار الحرب في سورية. واليوم تثبت النظرية الروسية بالدفاع عن موقع استراتيجي يهدّد أمنها القومي أكثر بالتقدّم على الإرهاب الذي وضع في رصيد روسيا قيادة وشعباً، بعد دعم كامل من الشعب الروسي وتقدير للخطوة. الدخول الروسي أوضح معالم الحسم العسكري لمصلحة موسكو التي لم تتطوّع للدخول جزافاً ولم تتبنّ أيّ تقدّم في تحالفات مكافحة الإرهاب الأميركية والعربية، وتقول التقديرات في هذا الإطار أنّ الدخول الروسي جاء في الوقت المناسب الذي لم يكن ليسرّع في تقدّم الجيش السوري وحلفائه على الأرض نحو تحرير أبرز المناطق من يد الإرهاب.


التقدّم المدهش اليوم بالنسبة إلى خصوم روسيا من أميركيين وأتراك وعرب يتمحور في منطقة حلب وريفها وما حققه الجيش السوري وحلفاؤه من قوات إيرانية وحزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي وقوى اللجان الشعبية السورية من تقدّم ساحق على الإرهاب، أعاد الحسابات كلّها إلى نقطة الصفر وأطاح بمساعي السلام كلّها في جنيف من جهة فريق المعارضة الذي كشف بانسحابه أنه غير مستعدّ لتقبّل الأمر الواقع.

تنسحب المعارضة من جنيف باعتبارات أميركية خليجية بطبيعة الحال، وفور تخطّي الموقف تتكشف طروحات وتقارير أمنية تتحدّث عن نيات تركية بالدخول إلى المنطقة الشمالية التي تعادل بالنسبة لأنقرة الحرب برمّتها، فالانتصار في حلب يعني عودة كلّ شيء إلى ما كان عليه وقطع اليد التركية نفوذاً وحضوراً من الملعب السوري تماماً، ما يعني أنّ الحكومة التركية على موعد مع مساءلة محلية أمام المعارضة التي تنتظر ثغرة الفشل التركي في الساحة السورية للانقضاض على حزب أردوغان، خصوصاً بعدما وضع أردوغان العلاقة السيئة بين روسيا وتركيا في موقف لا تحسد عليه، وبعدما تبيّن لتركيا أنّ روسيا غير مستعدّة لتمرير ما جرى والالتفاف عليه، وفي هذا الإطار غمزت روسيا من جهة المعارضة التركية واستقبلت زعيمها منذ أشهر بعد حادثة استشهاد الطيار الروسي، فجهّزت الأرضية المناسبة، ومضت تستكمل الحرب وتتقدّم في شمال حلب تحديداً أكثر من أيّ مكان آخر، وكأنّ موسكو أرادت إرسال رسالة مباشرة لأردوغان وسحب البساط من تحته.

الحديث عن توغّل سعودي ميداني وتركي أيضاً رافق أجواء انتصارات ريف حلب الشمالي والأنباء عن حصار حلب من قبل الجيش السوري وحلفاء روسيا، ما جعل السلطات التركية تعبّر عن قلقها الشديد، فالسعودية المرحبة وبعض دول الخليج بالدخول إلى المعركة لا يبدو أنها تبالي بدراسة الموقف أكثر من إزاحة المشهد عن الانتصارات الساحقة المهينة للفريق الخليجي التركي. وفي هذا الإطار تزداد المخاوف والسيناريوات المطروحة عن المكان الذي سيغطي غباره المشهد السوري الذي ازداد صعوبة، وأين هي الساحة التي قد تكون المنقذ من الأزمة الكبرى والقادرة على قلب المشهد.

تعتبر عرسال اللبنانية وجرودها أقوى الأماكن المرشحة لإزاحة النظر عن انتصارات حلب، ومن الممكن في هذا الإطار استدراج حزب الله إلى معركة في هذه المنطقة التي تشهد اليوم على غير عادتها قتالاً بين «داعش» و«جبهة النصرة» على مرأى ومسمع قوات حزب الله التي تستهدف آليات حربية للإرهاب وتقتل مَن فيها في اليومين الماضيين دون أن تتوسّع نحو معركة، فالحزب على ما يبدو ينتظر انتهاء المتقاتلين من تصفية بعضهم البعض، وهنا فإنّ تحريك هذه الجبهة في هذا الوقت بالتحديد واستدراج الجيش اللبناني والحزب إليها تأخذ المشهد المتأزم شمال سورية نحو عرسال اللبنانية بشكل يؤمّن إطالة عمر الأزمة وتوسيع دائرة التأزيم المطلوبة اليوم بدلاً من الاستسلام المباشر لروسيا.

الهروب إلى الأمام من بوابة لبنان يشكل مادّة جدّية لدى القوى الإقليمية، خصوصاً التركية والسعودية، على اعتبار أنّ الحدث في لبنان لا يزال يتمتع بقدرة على جذب المشهد إليه فكيف إذا كانت المعركة مع حزب الله؟

فتح معركة عرسال تزامناً مع الضيق الذي يعانيه الفريق التركي- السعودي في سورية من أجل الاستفادة من الوقت واستخدامها مناورة سياسية في جنيف، مع تفاقم أزمة اللجوء والحرج في الحكومة التركية مرجّح بشدّة، ما يوجب رفع مسؤولية الحكومة اللبنانية ووحدتها إلى أعلى مستوياتها، فالإرهاب لا يزال قابعاً في أعالي الجرود والمعركة لا تحتاج إلا لصفارة انطلاق، خصوصاً أنّ الحكومة اللبنانية تعرف سلفاً أنّ معركة عرسال مؤجّلة وموضوعة في أيدٍ وقرارات إقليمية حتى الموعد المناسب منذ إعلان الهدنة، فهل حان الموعد؟
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
بعد تغريدة أشعلت المملكة السعودية... وهاب "مُحاصر" بالشائعات! 9 مع ارتفاع درجة الحرارة... نمر يوضح امكانية "حدوث هزّات أرضية"! 5 "المخابرات السورية تتواقح في لبنان"... إيلي محفوض يكشف عن مؤامرة خبيثة تُحضر! 1
بعد الإعتداء على محامية وتحرُّك القضاء... إليكم ما فعله الزوج! (فيديو) 10 عن الشهيد "حيدر"... حزب الله ينشر فيديو بِعنوان "يستبشرون" 6 إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 2
الساعات القادمة حاسمة... تحرّكات "مفاجئة" تلوح في الأفق! 11 بالفيديو: محامية تتعرّض للضرب على يد زوج موكلتها 7 "بسحر ساحر تتصل غادة عون"... اليسا تستنكر: "هيدي بأي بلد بتصير"! 3
إنخفاضٌ في أسعار المحروقات! 12 بلبلة في صفوف قوة الـرضوان والسيّد يتدخل شخصيًا... يا ويلكن ويا سواد ليلكن! 8 "نساء المخابرات" الى الواجهة بين ايران واسرائيل: خداع جنسي وفتاوى تبيح "تسليم الجسد"! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر