Beirut
16°
|
Homepage
الحرب العثمانيّة والسعوديّة... كلاميّة!
ثريا عاصي | المصدر: الديار | الثلاثاء 09 شباط 2016 - 5:26

إذن، نستطيع القول إنّ مؤتمر جنيف3، الذي دعت إليه الأمم المتحدة الأطرافَ السورية والدول الإقليمية والغربية التي تدّعي لنفسها أحقية في التدخّل في الشأن السوري لم يُعقد. السبب هو أنّ وفد المعارضة التابعة لآل سعود وللعثمانيين الجدد أعلن انسحابه، بحجة أنّ له مطالب يجب تلبيتها كشرط لمشاركته في أعمال المؤتمر. بكلام واضح وصريح، إنّ ظروف عقد مؤتمر جنيف لم تكن ملائمة للمعارضة السورية - السعودية ـ التركية.

استعاض الحلف التركي - السعودي عن فشله في إقناع حلفائه الغربيين بضرورة الحزم وفرض شروط قاسية على الحكومة السورية وحلفائها، بقرع طبول الحرب في الرياض وفي أنقرة في آن واحد، فما يطلبه حكّام تركيا ونجد والحجاز ليس أقلّ من تشكيل تحالف دولي يضمّ تركيا والسعوديين. من أجل غزو سوريا كما غُزي العراق، ليس من أجل إسقاط النظام ونزع سلاح الدمار الشامل، ولكن من أجل إسقاط النظام والقضاء على جماعات داعش الإرهابية. هكذا بكل بساطة أدخلوا «داعش» بالقوة وبعباءة الثورة، والآن يدّعون أنّ من واجبهم إخراجها بالقوة بحجّة محاربة الإرهاب. تسبّبوا بسرطنة المجتمع، وجاء وقت العلاج الكيميائي والإشعاعي...

لا بدّ هنا من طرح فرضيتين: الأولى تقضي بأن ينسحب الروس والإيرانيون من سوريا، إخلاءً للساحة السورية أمام الجيشين التركي والسعودي. من البديهي أنّ مثل هذه الفرضية مخالفة للمنطق، استناداً إلى أنّ الدولة الحقيقية تدخل الحرب بعد أن تكون قد حدّدت الأهداف التي تريد بلوغها، وبعد أن تكون قد توصّلت إلى خلاصة تُفيد بأنّه لا يوجد أمامها خيار غير الحرب. أقول الدولة الحقيقية! بناءً عليه، لا يُعقل أن تنسحب كل من روسيا وإيران انصياعاً لأوامر السعوديين والعثمانيين، أو لأوامر الحلف الأميركي ـ الأوروبي. فهذا يعني إقرارهما بهزيمتهما، يستبع ذلك، عاجلاً، تمدّد النار السورية إليهما.


الفرضية الثانية تُفيد بأنّ المواجهة ستقع مع روسيا وإيران، وهذا مستحيل، لأنّ روسيا دولة نووية، وبالتالي ليس بإمكان عدو الدّخول إلى أراضيها رغماً عن حكومتها. حتى لو وقعت الحرب في سوريا بين الروس من جهة، وبين الأتراك والسعوديبن من جهة ثانية، فمن المحتمل ألا يشترك فيها الحلف الأطلسي مباشرة، وأن يتوافق الجميع على إبقائها محصورة في سوريا وربما في تركيا ونجد والحجاز! ينجم عنه أنّ المسألة معقدة وجدّية إلى حدّ أن قرار الحرب لا يجب أن يكون بيد «السلطان» أردوغان، أو وليّ وليّ العهد السعودي. ينبني عليه أنّ الحرب الأردوغانية ـ السعودية لا تعدو الحرب الكلامية!

أغلب الظن أنّ مداومة السيد أردوغان على سلوك النهج ذاته سوف تُقنع الأميركيين، نهائياً، بأنّ لديهم في تركيا شخصية شبه المرحوم الرئيس العراقي صدام حسين. لا يهمّ أن تتحوّل تركيا إلى دولة فاشلة مقابل تركيع روسيا.

ولكن من مصلحة تركيا ورئيسها أن يحسب هذا الأخير حساباً للأوراق التي يحوزها الجانب الروسي، والتي ربما تمكّنه من اتّباع سياسة هجومية تجاه تركيا، مماثلة لسياسة أردوغان في سوريا. فهل يستطيع السيد أردوغان تكرار الفاجعة الأرمنية وتصفية، أو طرد، جميع الأكراد الأتراك؟ وما الذي يستطيع فعله مع العلويّين الأتراك؟ هل يعاملهم كمثل أهل الذمّة، أو يطبّق عليهم «الحدود» كمثل المرتدّين؟!

أما إيران، فليس مستبعداً أن تحارب السعوديين والأتراك، في سوريا، بقوات أكبر. وأن تحاربهم في لبنان واليمن أيضاً.
ألم نقل إنّ «الثورة» مستحيلة في هذا الزمان؟ فإيران محاصَرة، ومُقاطعة، منذ اكثر من 35 سنة ونيّف. وكوبا بقيت محاصرة أكثر من نصف قرن من الزمن. روسيا نفسها معاقَبة. المصارف تحت الرقابة. أي انتصار «بمقدور» الثورة تحقيقه، اللهم إلّا إذا توهّم البعض، أنّ «الثورة» السعودية، أو الأميركية، تستأهل التضحية بمئات الآلاف من السوريين وتدمير سوريا. ألم تروا ماذا فعل الأميركيون في تشيلي من أجل اقتلاع الديموقراطية والاشتراكية من الجذور!
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 9 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
"بسحر ساحر تتصل غادة عون"... اليسا تستنكر: "هيدي بأي بلد بتصير"! 10 "المخابرات السورية تتواقح في لبنان"... إيلي محفوض يكشف عن مؤامرة خبيثة تُحضر! 6 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 2
رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 11 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 7 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 3
مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 12 نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 8 أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر