ليبانون ديبايت - فادي عيد

يرتدي ربط الحل الرئاسي بالتوافق السعودي ـ الإيراني، واعلان قيادات داخلية فاعلة عن انعدام الحلول الداخلية ،طابعاً بالغ الخطورة اليوم، وذلك مع اتجاه كل من إيرن والمملكة العربية السعودية إلى جولة من التصعيد قد ينعكس على كل المشهد الإقليمي وتطال شظاياه الملف الرئاسي اللبناني. وتميل أكثر من عاصمة أوروبية تتعاطى بالملف اللبناني، إلى الإعتقاد بأن طهران غير جاهزة الآن للبحث في عملية التسوية الرئاسية، لافتة إلى أن محادثات الرئيس الإيراني حسن روحاني في باريس مع القيادة الفرنسية، تؤكد أن إيران غير مستعجلة لانتخاب الرئيس في لبنان، بينما تنشغل القيادة السعودية الآن بعملية إنشاء تحالف عربي وخليجي للتدخّل في سوريا في الحرب ضد تنظيم "داعش" ومواجهة الإرهاب.

وفي هذا السياق، فإن فصولاً جديدة من التوتّر والخلاف السعودي ـ الإيراني ستنطلق قريباً، وتنذر بتمدّد رقعته السياسية، كما الميدانية، إلى ساحات جديدة وفي أكثر من اتجاه في المنطقة. وبالتالي، فإن الحرب الدائرة على تخوم مدينة حلب، باتت تشكّل ساحة اشتباك جديدة بين طهران والرياض، وذلك من دون إغفال التجاذب الروسي ـ الأميركي الذي بدأ يظهر بعد فشل اجتماع جنيف الأخير. ومن هنا، ستكون للبنان حصة من شظايا هذا الإشتباك الإقليمي، وهي لا تقتصر فقط على إبقاء الإستحقاق الرئاسي في ثلاجة الإنتظار الثقيل، بل تحويله إلى مادة تجاذب طائفي ومذهبي في وقت واحد.

وفي الإطار عينه، فإن الحديث الداخلي عن تشاؤم في بلورة تسوية رئاسية يندرج في سياق تلمّس تداعيات المشهد السوري المستجدّ عسكرياً، والذي يعكس جوهر الأزمة الإقليمية المتمثّل بارتفاع وتيرة التصعيد السعودي ـ الإيراني وتأثيره على الداخل اللبناني، وبشكل خاص على العلاقات الداخلية بين مكوّنات الوطن الطائفية والمذهبية، ووصول لبنان إلى شفير الهاوية كما يكشف مصدر وزاري مخضرم، والذي لا يتوقّع أية نتائج إيجابية من الحوار المستمر بين تيار "المستقبل" و"حزب الله"، ويؤكد أن منسوب القلق بدأ يرتفع لدى دوائر القرار الغربية من انعكاس الإشتباك الإقليمي على الإستقرار الأمني في المرحلة المقبلة. وقد كشف المصدر الوزاري نفسه ل"ليبانون ديبايت"، أن لبنان لن يكون عصياً على أي انفجار فيما لو استمرت قياداته في الرقص على شفير الهاوية.