كشفت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الجمعة، تفاصيل اتفاق "مجموعة الدعم الدولية" لسورية، الذي ينص على وقف المعارك في عموم البلاد في غضون أسبوع واحد، مع استثناء الغارات ضد"تنظيم الدولة" و"جبهة النصرة"، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق السورية المحاصرة خلال الأسبوع الحالي، في حين تعقد المجموعة أول اجتماع لـ"اخبتار النوايا" اليوم الجمعة، بينما شددت بريطانيا على أن الاتفاق يتوقف على مدى التزام وروسيا والأسد به.

توزيع المساعدات الإنسانية جواً في دير الزور، وبراً في مضايا
أكدت الخارجية الأميركية ، في بيان، أنه سيتم في إطار القرار الذي اتخذته المجموعة خلال اجتماعها بمدينة ميونيخ الألمانية، البدء بتوزيع المساعدات الإنسانية الأسبوع الحالي جواً للمحتاجين في محافظة دير الزور، وبراً للمحتاجين في كل من بلدات الفوعة، وكفريا، ومضايا، ومعضمية الشام، وكفر بطنا، بشكل متزامن.

وشددت أن الرؤساء المشاركين لمجموعة الدعم الدولية لسورية وأعضاءها، سيتأكدون من استخدام قوافل المساعدات الإنسانية، للأغراض الإنسانية فقط، من خلال التواصل مع الحكومة السورية والمعارضة والشعب السوري.

استمرار العمليات العسكرية ضد "داعش" و"النصرة" و التنظيمات المصنفة في قائمة "الإرهاب"
ولفت بيان الخارجية الأميركية إلى أن المجموعة اتفقت على وقف عاجل للاشتباكات في أنحاء البلاد، مؤكّدة ضرورة التزام كافة الأطراف التي تمارس النشاط العسكري في سوريا، بهذا الأمر، مع التأكيد على مواصلة الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، و"جبهة النصرة"، و التنظيمات المصنفة في قائمة "الإرهاب" لدى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مشيراً إلى أن "الدول الأعضاء تعهدت بالمساهمة في تخفيف حدة العنف الذي سيؤدي إلى وقف إطلاق النار في عموم البلاد".

كما أكد البيان تشكيل المجموعة "فرقة عمل لوقف المعارك" في إطار وقف الاشتباكات، برعاية الأمم المتحدة وقيادة مشتركة من قبل روسيا والولايات المتحدة الأميركية، مضيفاً أنه "عقب موافقة الحكومة السورية والمعارضة، سيتم البدء بتطبيق وقف المعارك في غضون أسبوع واحد، وسيعمل الفريق خلال هذه الفترة، على تطوير آليات لتحقيق ذلك".

وأشار البيان إلى أن الدول الأعضاء في المجموعة، تعهدت بتجريب كافة الوسائل لتسهيل الوصول إلى نتائج من المفاوضات المتعلقة بالحل السياسي، وتحقيق عملية الانتقال السياسي خلال 6 أشهر برقابة الأمم المتحدة، وتحضير مسودة دستور جديد، وإجراء انتخابات عادلة وحرة خلال 18 شهراً.

عقد أول اجتماع لـ"اخبتار النوايا" لقوة العمل الدولية الجديدة
في هذه الأثناء، صرح متحدث باسم منظمة الأمم المتحدة اليوم الجمعة أن قوة عمل جديدة تضم الدول الكبرى ستعقد أول اجتماع لها في وقت لاحق الجمعة بهدف تقديم المساعدة للسوريين المحاصرين، وذلك بعد يوم من اتفاق المجموعة الدولية لدعم سورية على وقف القتال في سوريا بغضون أسبوع وتشكيل قوتي عمل لتقديم المساعدات ووقف الأعمال العدائية.

ونقلت وكالة رويترز عن المتحدث باسم الأمم المتحدة "أحمد فوزي" أن اجتماع الجمعة يمثل "فترة جيدة لاختبار نوايا" مجموعة الدعم، مشيراً إلى أن المجموعة يمكن أن تلعب دوراً في جعل المعارضة السورية تستأنف محادثات السلام مع الحكومة الشهر الجاري.

اتفاق "ميونخ" يتوقف على مدى التزام وروسيا والأسد
من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، الجمعة، أن نجاح قرار وقف إطلاق النار في سوريا، الذي اتفق عليه مجموعة دعم سوريا ، خلال اجتماعهم في مدينة ميونخ الألمانية، يتوقف على مدى التزام النظام السوري، وروسيا به.

وأضاف هاموند في بيان ، عقب اختتام أعمال مجموعة دعم سوريا، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، وروسيا، والتي تمخضت عنها اتفاق على وقف العنف في عموم سوريا خلال أسبوع، "يتوجب على روسيا إيقاف غاراتها الجوية على جماعات المعارضة".

وأشار هاموند إلى أن "الهدف الأساسي من اجتماع مجموعة دعم سوريا، في ميونيخ، هو إيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، وذلك في غضون أسبوع، إضافة إلى تقديم التسهيلات اللازمة باتجاه التقدم السريع في المفاوضات الرامية لتحقيق التحول السياسي".

وأكد هاموند أن "هذا الاتفاق سيعتبر، في حال تم تنفيذه، بشكل كامل وصحيح، من قبل الدول الأعضاء في المجموعة، خطوة هامة باتجاه توقف القتل والمعاناة في سوريا، في حين يتوقف نجاح هذه الخطوة على إحداث تغييرات كبيرة في سلوك النظام السوري ومؤيديه".

وأردف قائلًا إن "روسيا، على وجه الخصوص، التي تدعي استهداف الجماعات الإرهابية، في حين تقوم بضرب مجموعات غير متطرفة بإستمرار، بينهم مدنيين، يتوجب عليها أن توقف هذه العمليات، حتى يدخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ"، مؤكدًا "لن تتوقف أعمال العنف، باستمرار استهداف جماعات المعارضة المعتدلة".

تركيا: الاتفاق بشأن سوريا خطوة مهمة للتوصل إلى حل للأزمة
بدوره رأى وزير خارجية تركيا "مولود تشاووش أوغلو" أن الاتفاق بين القوى الكبرى على وقف القتال في سوريا من أجل السماح بوصول المساعدات الإنسانية "خطوة مهمة" للتوصل إلى حل للأزمة.

وأضاف في تغريدة على حسابه على "تويتر" الجمعة أنه يتعين على أطراف الصراع "اغتنام الفرصة" التي يوفرها الاتفاق لوقف الضربات الجوية والتوقف عن استهداف المدنيين والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.

وكان وزير الخارجية الأميركي "كيري" قال في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في ميونيخ- إنه جرى التوصل لاتفاق لوقف تنفيذ الأعمال العدائية في سوريا خلال أسبوع.