ليبانون ديبايت - لارا الهاشم

لم يكد يظهر تباين بين وزير العدل اشرف ريفي ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري على خلفية قول الاخير ان موقف الوزير بالانسحاب من الحكومة لا يمثله داعيا الى عدم المزيادة، حتى انعكس التوتر على الشارع الطرابلسي.

ليل الخميس كاد ان يتحول الى صاخب في شوارع طرابلس حيث عمد مناصرو الرجلين على تمزيق صورهما. فانشغلت الاجهزة الامنية باطفاء ما حاول بعض المتحمسين اضرامه قبل ان تعود الامور الى طبيعتها بمساع محلية.

لا تفهم اوساط ريفي خلفيات التصريح العنيف الذي صدر عن الحريري. فعندما التقى وفد من المستقبل رئيس التيار في الرياض منذ اسابيع، اتُخذ قرار بوحدة موقف وزراء الفريق الواحد داخل الحكومة حيال احالة ملف ميشال سماحة على المجلس العدلي كما تقول هذه الاوساط لليبانون ديبايت. وبكافة الاحوال فان مواقف ريفي تأتي داعمة لتيار المستقبل لكنها ليست ملزمة له، اذ ان الاخير ليس حزبيا ولا يخضع لتنظيم الحزب الاداري ومن حقه التعبير عن رأيه اذا ما استُفزّ. وعلى الرغم من ذلك تصرّ الاوساط عينها على حسن العلاقة بين الطرفين حتى انها تصفها بالجيدة جدا لما يشكله ريفي من حالة تفوق بحجمها تيار المستقبل.

في المقابل يرفض المستقبل نشر غسيل البيت الواحد، اذ تؤكد اوساطه لليبانون ديبايت الا خلاف في التوجه العام حيال جرم ميشال سماحة الذي يجب ان يحاكم على انه ارهابي، لكن الاختلاف هو في المقاربة. فالحريري كان قد ابلغ وزراءه مسبقا بأن الانسحاب من مجلس الوزراء غير وارد في الوقت الذي يدفع فيه التيار باتجاه تفعيل عمل الحكومة. وبالتالي فان تصعيد ريفي صاحب "الدم الحامي" كما يصفه احد زملائه جاء مخالفا ومناقضا لخطاب فريقه السياسي، ما استدعى ردا عنيفا.

لكن بالرغم من ذلك ، يتفهم الوزير نبيل دو فريج الذي شارك في جلسة مجلس الوزراء موقف زميله. فالاخير لاحظ ان هناك استفاضة مقصودة في مناقشة بعض الملفات كالنفايات والاساتذة المتعاقدين، وكأن ثمة اتفاق مسبق بين بعض الافرقاء على عدم الدخول في جدول الاعمال نزولا عند ضغوط حزب الله.

لكن بعيدا عن المسايرة والغزل تؤكد اوساط طرابلسية ان العلاقة بين الحريري وريفي ليست على افضل حال منذ فترة بسبب تباينات في اكثر من ملف، كالحوار مع حزب الله وترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه وزيادة الخمسة الاف ليرة التي اقترحها فؤاد السنيورة وغيرها. يحاول ريفي من خلال تمايزه دغدغة الشارع السني عبر خطابات شعبوية تزيد من رصيده وتنصّبه زعيما على انقاض اخفاقات سعد الحريري، لكنه في الوقت عينه يتّبع نهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري لشد عصب جمهور طرابلسي متضعضع خرج عن سيطرة اي من زعمائه. حتى ان المصادر عينها تقول أن ريفي " بطلت الدني سايعتو" فهو يعارض الحريري في كل توجهاته متناسيا عدد الخصوم الطرابلسيين، وان المستقبل يعتبر انه يرقص على جراح الحريري لكسب شعبيته.

لكن هل يتوسع هذا الخلاف لينتج حالة تشبه حالة النائب خالد الضاهر؟ تستبعد الاوساط المحلية ذلك: فمن جهىة يُعرف عن ريفي انه اكثر عقلانية من الضاهر وبالتالي فهو وان اراد التأكيد على استقلالية قراره الا انه لن يخسر الارث الحريري. ومن جهة اخرى، لن يخاطر المستقبل بخسارة ما يمثله ريفي في شارعه.

وفيما يلتزم وزير العدل الصمت لتمرير ذكرى 14 شباط كما تشير المعلومات، يستبعد الوزير نبيل دي فريج ان يقاطع زميله الاحتفال، فيما تؤكد اوساط المستقبل ان هذا التباين لن يزيد عن حجمه وان مقاطعة جلسات مجلس الوزراء لن تطول.