ليبانون ديبايت - بقلم مريم سليمان، من مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت

قد يكون إدراج أقسام أجندة 2030 (خطّة التنمية المستدامة) ضمن لائحة أهداف مرقّمة مفيداً من الناحية التقنيّة، إلا أن المؤكّد هُنا هو أن أهداف التنمية المستدامة السبعة عشرة تكتسب جميعها، ومن دون أي استثناء، الأهميّة نفسها لدى الأمم المتحدة، كما لدى الدول والحكومات ومنظمات المجتمع المدني التي تتكاتف من أجل العمل على تحقيقها. لذا، نلقي الضوء اليوم على الهدف الثالث للخطة والذي يحمل عنوان "ضمان تمتّع الجميع بأنماط عيش صحيّة وبالرفاهيّة للجميع".

لا يُمكن أن تتحقق التنمية المستدامة إذا ما كانت الشعوب تفتقد لحقّها في الحياة الصحيّة وما ينتج عنها من تشجيع الرفاه للجميع من كل الأعمار. لذلك، لا طالما اتخذت الحكومات حول العالم خطوات واسعة النطاق لخفض حالات الإصابات بأمراض قاتلة ووفيات الأطفال والأمهات. وغالباً ما كانت تسجّل تقدّماً جوهرياً في زيادة إمكانيّة الحصول على المياه النظيفة، وتأمين شبكات الصرف الصحي، وخفض حالات الإصابة بالملاريا والسلّ وشلل الأطفال، والحدّ من انتشار فيروس نقص المناعة البشريّة (الإيدز). فعلى الرغم من النمو السكاني، انخفض مثلاً عدد وفيات الأطفال دون سن الخامسة في جميع أنحاء العالم من 12.7 مليون في عام 1990 إلى 6.3 مليون في عام 2013، أي زُهاء 17000 حالة يومياً. هذا وساعدت لقاحات الحصبة منذ عام 2000 على تخفيض عدد الوفيات بأكثر من 14 مليون حالة، ومن جهة أخرى انخفض معدل وفيات الأمهات بنحو الثلثين في كلّ من شرق وجنوب آسيا، وشمال أفريقيا بعد أن باتت نصف نساء المناطق النامية تتلقى الرعاية الصحيّة التي يحتجن إليها بعد الولادة.

ومن النتائج الإيجابيّة تحت هذا الهدف، نذكر أن الإصابات الجديدة بفيروس الإيدز في انخفاض في معظم المناطق، ففي نهاية عام 2013، استطاع 12.9 مليون فردٍ الحصول على علاجات أنقذتهم من الموت. إلا أن المعرفة الشاملة بشأن انتقال هذا الفيروس وأهميّة استخدام الواقي الذكري لا تزال ضئيلة وغير كافية في أوساط الشباب ممّا يفسّر استمرار وقوع إصابات جديدة بمعدّل 2.5 مليون إصابة جديدة كل عام. أما في ما يخصّ الملاريا، فقد انخفض معدل الإصابات عالمياً بنسبة 17 في المائة منذ عام 2000، ومعدّل الوفيات بنسبة 25 في المائة. وما بين الأعوام 1995 و2012، تمّ إنقاذ حوالي 22 مليون شخص من مرض السلّ بفضل العلاج.

ولأجْل استكمال تحقيق هذا الهدف في السنوات الخمسة عشرة المقبلة، ستعمل الجهات كافة على تحقيق التغطية الصحية الشاملة للأفراد، بما في ذلك الحماية من المخاطر المالية، وتمكينهم من الحصول على خدمات الرعاية الصحية الأساسية الجيدة عبر تأمين الأدوية واللقاحات الجيّدة والفعالة والميسورة التكلفة. وبالتوازي، سيتركّز العمل على تعزيز الوقاية من إساءة استعمال المواد، بما يشمل تعاطي المخدّرات والإفراط بتناول الكحول، بالإضافة إلى تنفيذ الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة التبغ في جميع البلدان. كما سيتمّ دعم البحث والتطوير في مجال الأدوية للأمراض المعدية وغير المعدية، وزيادة التمويل في قطاع الصحة وتوظيف القوى العاملة في هذا القطاع، وتطويرها وتدريبها واستبقائها في أقل البلدان نمواً والدول الجزرية الصغيرة النامية.

أخيراً، إن المسؤولية المشتركة هي الوحيدة الكفيلة بضمان تحقيق التنمية المستدامة. يُضاف إليها، كما لا ينفكّ يُشير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ضرورة وضع سياسات شاملة ومتوازنة من خلال تجديد التركيز على حقوق الإنسان والصحة العامة، بما في ذلك الوقاية والعلاج والرعاية.

لمزيد من التفاصيل حول خطة التنمية المستدامة يمكن زيارة الموقع التالي: http://bit.ly/1LJYCX4
ولآخر الأخبار والمستجدّات المتعلّقة بالخطة، يُرجى متابعة موقع مركز الأمم المتحدة للإعلام: http://bit.ly/20np831