"ليبانون ديبايت"

أسبوعان يفصلان منطقة الحدت - بعبدا، أهم معاقل "التيار الوطني الحرّ"، عن استحقاقٍ إنتخابي بلدي حاسم وفاصل يُتوقّع أن ترتفع وتيرة وحدّة المنافسة فيه بين لائحتين، الأولى "تضامن شباب الحدت" برئاسة رئيس البلدية الحالي جورج ادوار عون والمدعومة من "التيار" بقوة بعد تأييد علني تمثّل بزيارة مشتركة قام بها نواب قضاء بعبدا ونائب رئيس الحزب إلى مكتب "تضامن شباب الحدت"، والثانية "وحدة الحدث" برئاسة الرئيس السابق أنطوان كرم مدعومة من "الكتائب" و"القوات" ، وربما ثلاث لوائح بعدما تردّد في أوساط الحدت أن السيد عبدو سعادة هو بصدد إعلان لائحته ، مما يوحي أن الحدت تتّجه نحو معركة لا تحسمها إلا صناديق الإقتراع.

فكيف يبدو المشهد الإنتخابي في الحدت حتى الساعة؟ ولصالح من سيحسم الحدتيون خياراتهم، في ضوء فشل المحاولات الشكلية للتوافق بين "القوات" و"التيار" انطلاقاً من تفاهم معراب الذي كان من المفترض تعميمه والعمل به في سائر المناطق اللبنانية.

ومع اقتراب موعد الإستحقاق، واستكمالا لملف الإنتخابات البلدية، أجرى موقع "ليبانون ديبايت"، حديثاً مفصّلاً مع عون الذي عاد بذاكرته إلى الحدت ما قبل أيار 2010، من التهميش والاهمال الذي كانت تعيش فيه منذ 50 سنة".

وأضاف: "في السنوات الماضية، لم تتمكن لائحة "تضامن شباب الحدث" من تسجيل خرق ملحوظ في اللوائح المضادة، لكن المعادلة تغيّرت جذرياً في الـ 2010 بعد فوز اللائحة بكامل المقاعد نتيجة حسم "الحدتيين" خيارهم واختيار الفريق الأقوى وبفارق كبير الذي يملك برنامج عمل إنمائي يُنقذ الحدت ويغيّر صورتها ومعالمها ويمثّل كل عائلاتها، في الوقت الذي تقاعست فيه البلديات المتعاقبة عن ابتكار مشاريع تنموية تحافظ على وجه البلدة".

وتابع عون، "بعد فوز لائحتنا، أولت في برنامجها أهمية كبيرة لمسألة بيع الأراضي، ونجحت على مدى 6 سنوات في الحفاظ على أرض الحدت وهويتها، وذلك بعد أن أطلقت في أيار 2010شعار "ما تبيع بيتك ما تبيع أرضك، البلدية ما رح تمضيلك"، مع الحفاظ على العيش المشترك وتمكّنت لاحقاً من استرداد عقارات صغيرة، فضلاً عن التلة الشهيرة تلة الوروار بعد جهدٍ دام لأكثر من 3 سنوات تبلور في النهاية بجمع 11 مستثمراً مسيحياً ومبلغاً قدره 45 مليون دولار لشرائها في شباط 2014 من المستثمرين الشيعة بمباركة من العماد ميشال عون والسيد حسن نصرالله شخصياً. وتطرّق عون في سياق حديثه إلى تلة مار مطانيوس، التي يجري العمل على استردادها في مهلة زمنية قد لا تتعدى الأشهر الثلاثة، وإلى المشاريع الإنمائية الكبيرة التي أنجزت منها أزمة السير، وآبار المياه، والبنى التحتية وغيرها.

وبانتظار ساعة الصفر في 15 أيار المقبل كموعد حاسم وفاصل في عملية حسم "الحدتيين" خياراتهم الكبرى حول مستقبل ومصير البلدة، تحدّث عون عن مساعٍ شكلية قامت بها "القوات" للتوافق، لكنها لم تّترجم على أرض الواقع، إذ أعلن الرئيس السابق أنطوان كرم لائحة منافسة للتضامن شملت رئيس "القوات" في الحدت فادي خليفه ونائبه جورج دباس وزياد مطر وهو شقيق زوجة الوزير القواتي السابق طوني كرم، بالإضافة إلى رابع هو نجيب برباري وبعض المتضرّرين من نجاحاتنا، علماً أن لائحة التضامن ضمّت قوّاتياً هو روجيه الشرتوني "كدليل على حسن نوايانا، ولكن يبدو أن البعض لم يستطيع ان يخرج من حساسيات الماضي".

واللافت بحسب عون، كان الغياب الكبير لممثلي العائلات الكبرى والوسطى ضمن اللائحة، وعدم تسجيل أي موقف يُذكر عن مسألة بيع الأراضي، عدا عن البرنامج الإنتخابي المستنسخ شكلاً ومضموناً عن البرنامج الإنتخابي للتضامن الذي وُزّع بآلاف النسخ منذ شهر تقريباً، مع العلم أيضاً أننا طالبناهم مراراً وتكراراً بمنافستنا على أساس البرنامج لنمثّل اخلاق أولاد الحدث.

وفي الختام، وبحسب قناعة عون، إن الحدتيين أنفسهم عليهم محاسبة المجلس البلدي الحالي بناءً على البرنامج الإنتخابي الذي قُدّم في الـ 2010 ونُفّذ منه أكثر من 90%، لا على أساس الإفتراءات والأكاذيب التي تستخدمها اللوائح الأخرى في حملاتهم الإنتخابية، والتي سيُرَدّ عليها في الصناديق، فأبناء الحدت رافضين بأن تعود الحدت إلى ما كانت عليه قبل أيار الـ2010، لأن ما قبله ليس كما بعده.

الى ذلك علم موقعنا من مصادر موثوقة ان الدكتور أنطوان كرم يجري اتصالات مكثّفة مع المرشح عبده سعاده عارضاً عليه خيارين اما الانسحاب لمصلحته او الانضمام مع عدد محدود من مرشحيه الى لائحة كرم.