الذين ما زالوا يحتفظون بالقليل من ذاكرتهم يسترجعون مشاهد مما تعرض له شعب البوسنة المسلم من أعمال إبادة ومجازر قتل وجرائم اغتصاب خلال الحرب العنصرية التي تعرضوا لها !

المشهد يتكرر اليوم بنفس رموزه، عدو عرقي طائفي سلاحه الكراهية العمياء، وحليف روسي يغطي جميع الجرائم المرتكبة رغم فضاعتها، الفارق الوحيد أن الغرب الذي حركته مصالحه في البوسنة للتدخل، تحركه مصالحه في سورية للفرجة، أما الضحية الحقيقية بالإضافة للإنسان فهي الإنسانية !

ما يجري في حلب لا يختلف عما جرى في سورية طيلة سنوات الحرب التي يشنها النظام الطائفي بمساندة إيران ودعم الروس وفرجة الغرب، شعب ينحر من الوريد للوريد وإنسانية تدفن تحت ركام حضارة مجتمع دولي منافق يستدعي مبادئ الإنسانية وشعارات حقوق البشرية أو يودعها أدراجه حسب الحاجة !

لقد تخلى الجميع عن الشعب السوري، شجعوه على الثورة وخذلوه، دفعوه لمواجهة النظام وتخلوا عنه، هو يدفع ثمن خذلان الأصدقاء قبل أن يدفع ثمن إجرام الأعداء، وإذا كان التاريخ سيلعن النظام الذي سفك دماء شعبه، وسيبصق على على الحلفاء الذين مدوه بالعون، وسيزدري عجز العالم ومؤسساته الدولية، فإنه لن يرحم كل من خذلوا سورية وتركوها فريسة تتناهشها الضباع !