Beirut
16°
|
Homepage
المعارك العراقية الساخنة ودائرة الفشل
داود البصري | المصدر: السياسة الكويتية | الاحد 01 أيار 2016 - 6:45

ثمة حقيقة راسخة تؤكدها الأحداث العراقية، وهي أن العراق مقبل على معارك ساخنة في مختلف الاتجاهات، وهي ما تؤكده طبيعة الاهتمام الأميركي بترصين وتعزيز تماسك الحكومة العراقية التي تشهد انهيارات في مختلف المجالات بعد وصول الصراعات البينية بين المكونات لأقوى درجاتها!

لقد “تمخض الجبل فولد فأرا”..! تلك هي خلاصة الوضع العراقي المنهك الذي انتهى اليه بعد مسيرات ماراثونية حافلة، وبعد مقاطع هزلية لخطاب سياسي عبثي يسود في الساحة العراقية؟ فاعتراضات التيار الصدري والتي كانت تعبيرا عن فوضى منهجية وانسداد أفق، وسذاجة سياسية منقطعة النظير لم تقدم في نهاية المطاف من مطالبات الاصلاح والتغيير سوى حكومة ناقصة (نصف كم) هي كل حصيلة شهور طويلة من الاحتجاجات والتظاهرات الجماهيرية التي عطلت الحياة الانتاجية في العراق لبلد بات بلا انتاجية ومستهلك في كل شيء!

فالحكومة في نسختها الجديدة التي وافق عليها البرلمان (المنشق) بعد تصويت كان حافلا بحضور عسكري واسع جعل المشهد أقرب من كونه مشهدا انقلابيا أكثر من أي شيء آخر، كما أن حضور الكلاب البوليسية لقاعة البرلمان الكبرى كان منظرا ساخرا ومعبرا عن النهاية (المتوحشة) لخلافات عراقية ساخنة لن يهدأ أوارها. الحكومة الجديدة ظهرت بشكل بائس وناقص وجددت بكل تأكيد حالة الفشل، ولم تلغ أبدا موضوع التحاصص الطائفي والعرقي! بل كانت حل الأعوج لمشكلة بدأت بالتضخم المتناسب طرديا مع أطنان الملفات من المشكلات العالقة التي تدور في دائرتها حكومة حيدر العبادي، وهي تنتقل بامتياز من فشل لآخر، فقناني المياه التي تهاطلت على حيدر العبادي من نواب غاضبين بعضهم من أعضاء حزبه العقيم ( حزب الدعوة )!


لم تغسل أبدا غبار الفشل المتراكم، واذا كانت صراعات أهل البرلمان قد انتهت بتحطيم الأجهزة والمكاتب من قبل بعض غوغائيي العمل البرلماني، فان في شمال البرلمان وتحديدا في منطقة “طوزخورماتو” تتوضح أكثر وعلى الساحة وفي عمق الميدان طبيعة المستقبل السياسي لسلطة تائهة لا تمتلك سيطرة على ميليشياتها الطائفية الرثة! فمعارك قضاء الطوز بين الحشد الطائفي والبيشمركة الكردية قد أفرزت حقيقة واقعية تتمثل في كون النزعة التوسعية والاقصائية والأجندة المرسومة لأهل الحشد من مقر قيادته الفعلية في وزارة الحرس الثوري الايراني تهدد بتمزيق العراق شذرا مذرا، فعصابات الحشد الطائفي التي تلقت ضربات قاضية ومهلكة على أيدي قوات البيشمركة الكردية، قامت في الوقت نفسه باستعراضات استفزازية، وهي ترفع رايات “حزب الله” في مدينة الأعظمية في بغداد!

وأمام عيون الحكومة الغائبة والمشغولة في ترميم جدرانها المتصدعة وأساساتها متهاوية الأركان! وهو ما ينذر بشكل واضح بجولة جديدة من الحرب الطائفية يراد لها أن تكون حاسمة في تحديد الهوية العراقية خدمة لأهداف واضحة المعالم ولا تخطئ العين الخبيرة قراءة واستشراف نهاياتها الحقيقية! كما تلازمت تلك الممارسات مع قيام حكومة بغداد باغلاق مكتب قناة الجزيرة الفضائية واتهامها باتهامات باطلة ليس لها أساس حقيقي وانما بهدف انتقامي واضح المعالم!

ما جرى في قضاء الطوز وحجم خسائر الميليشيات الطائفية هناك لن يمر دون انتقام أهوج من أطراف طائفية هو جاء وذلك عبر القصف الوحشي وغير المبرر على المدنيين في مدينة الفلوجة المحاصرة بقسوة من الجيش والميليشيات، ولم يخجل زعيم الحشد الطائفي هادي العامري من التصريح العلني بأنه يرفض ادخال الغذاء والدواء لأهل الفلوجة لكونهم “دواعش” وهو اتهام خطير ومفزع ويثبت أن الحكومة العراقية غير قادرة على حماية شعبها الذي تركته تحت رحمة الميليشيات الطائفية المريضة الحاقدة الوقحة! الفوضى العامة هي سمة الواقع العراقي المتدهور، والذي يبدو واضحا ان تفعيل مخططات التمزيق الطائفي فيه قد ازدادت وتيرتها بشكل ملفت للنظر، بعد الفشل في الخروج من المحاصصة الطائفية، وبعد انفلات الأوضاع وتمكن الميليشيات من فرض سيناريوهاتها الخارجة عن سيطرة السلطة المركزية الضائعة أصلا. سيسجل التاريخ الدور الكارثي الرهيب الذي لعبه حزب الدعوة الحاكم في تدمير العراق، ومساهمته المركزية في صناعة وتأطير وتكريس الفشل ليكون منهجا سلطويا ثابتا، والصيف العراقي الساخن سيكون رهيبا بكل معنى الكلمة.. انها حرب تقرير الارادة وفرض الوقائع، وستكون أسخن مما يتوقعه البعض.. في ظل الفشل ليس سوى الكوارث
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب! 9 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 5 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 1
غليان داخل الرضوان واسرائيليات يتجولن في لبنان... حسين مرتضى يكشف خطة الحزب! 10 نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 6 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 2
إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 11 "بسحر ساحر تتصل غادة عون"... اليسا تستنكر: "هيدي بأي بلد بتصير"! 7 "المخابرات السورية تتواقح في لبنان"... إيلي محفوض يكشف عن مؤامرة خبيثة تُحضر! 3
مع ارتفاع درجة الحرارة... نمر يوضح امكانية "حدوث هزّات أرضية"! 12 رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 8 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر