"ليبانون ديبايت":

يبدو أن بلدة بريتال تتجه إلى معركة تأخذ شكلاً حزبياً وعائلياً بين لائحتين واحدة مدعومة من حزب الله، وأخرى مدعومة من الشيخ صبحي الطفيلي، الأمين العام الأسبق للحزب، وكلتهما تتمتّعان بتأييدٍ عائلي ما رفع من حدّة التنافس بينهما.

وبين الصراع التاريخي بين الحزب وأمينه العام السابق، تخرج إلى النور معلومات عن "زعل" حركة أمل، لكن مصادر الحزب تنفي ذلك لتؤكّد الإنسجام الكامل بين الحركة والحزب في كافة القرى ذات التواجد، وإن كان موضوع "بريتال له حيثية خاصة".

ويبدو أن منافسي حزب الله من المحسوبين على الشيخ صبحي قد رصدوا إشتباك أمل - حزب الله في بريتال ويحاولون إستغلاله بعد إعلان لائحتهم يوم أمس والتي حملت أسم "لائحة إنماء بريتال" مكتملة الأعضاء ويرأسها رئيس البلدية الحالي الحاج عباس زكي إسماعيل الذي أكد في إحتفال إعلان اللائحة أمس أنه والأعضاء "ليسوا ضد المقاومة"، لكنه إستنكر وبشدة "أداء الحزب البلدي في المناطق البقاعية".

لكن حسابات البيدر تختلف عن واقع الحقل الذي يؤكد خروج حركة أمل من لائحة حزب الله وتوجهها "ضمنياً" لدعم اللائحة المدعومة من الشيخ صبحي الطفيلي، وإن لم يُعلن ذلك. وعلم "ليبانون ديبايت" من مصادر متابعة للملف الإنتخابي في البقاع، أن "خلافاً إنتخابياً نشب في بريتال بين حزب الله وأمل مُردّه إلى مطلب رفع حصة الأخيرة في اللائحة من 3 مرشحين إلى 8 وهو أمر رُفض من قبل حزب الله على إعتبار أن حجم الحركة لا يصل إلى مستوى 8 أعضاء في البلدية!".

وعلى إثره، أعلنت أمل إنسحابها من اللائحة ووقوفها على الحياد، لكن المصادر تؤكد أن "خطوة أمل مدروسة وأتت إنطلاقاً من حساباتها إلى ما بعد الإنتخابات حيث يهمها أولاً تعزيز دورها في البلدة، وهي لا ترى هذا التعزيز إلّا من باب دعم رئيس البلدية الحالي (المرشح) الحاج عباس إسماعيل المحسوب على الشيخ صبحي الطفيلي والتي تربطها معه علاقات وطيدة، وإن لم يكن لها مرشحين ضمن اللائحة التي أعلنها إسماعيل يوم أمس".

وعلى الرغم من أن المشهد في البلدة قاتم، لكن الترجيحات تصب في مصلحة معركة إنتخابية شرسة المؤكد أن إمكانية الخرق فيها عالية خاصةً مع ظل التضارب في الرأي على مستوى توجهات العائلات، في حين يتم الهمس أن مناصرو أمل سيدعمون اللائحة التي يرأسها "عباس إسماعيل" أي اللائحة المدعومة من الشيخ صبحي الطفيلي، على الرغم من العداء التاريخي بين الطرفين عبر تجيير الأصوات لصالحها من تحت الطاولة لأنهم باتوا بالنظر لتهميشهم، وفق ما يهمس البعض، يفضلون "الطفيلي على مئة حزب الله"!.

حزب الله الذي آثر الصمت حول ما يجري في كواليس المحادثات الداخلية بينه وبين العائلات، خرج الموقف الأولي عنه وذلك عن لسان وزير الصناعة، حسين الحاج حسن، الذي كشف أن "بريتال محسوبة على المقاومة ولم تخرج عنها أبداً، على عكس ما يشاع".

وقال في حديث ضمن برنامج "الحدث" على قناة "الجديد"، أن "بريتال قدّمت 17 شهيداً في معركة الدفاع المقدس في سوريا وعدد ليس بقليل من الجرحى، فكيف يمكن أن يقال انها غير محسوبة علينا؟"، مؤكداً أن "كل بريتال خيارها مقاومة وخيارها الشهداء ومقاتلة التكفيريين وليس خيارها ما قيل على التلفزيونات".

وعن ما يُحكى عن فك الارتباط مع حركة أمل في بريتال، أوضح الحاج حسن أنه "لم يكن هناك تفاهم على ادارة المعركة الانتخابية في بلدتي العين وبريتال مع حركة أمل أساساً"، وعلى الرغم من ذلك فإن موقفنا من الحركة واضح هو "الشراكة بيننا".