"ليبانون ديبايت":

بعد نحو 6 أشهر من حلّ المجلس البلدي الاول لبلدة عين سعادة ازاء الخلافات والانقسامات الحاصلة بين رئيسة البلدية آنذاك من جهة وكافة اعضاء المجلس البلدي من جهة اخرى، ها هي تجليات معركة البلدة المتنية التي تضم قُرابة الـ 1100 ناخب يقترع منهم نحو 700 لاختيار مجلس بلدي ثانٍ بُعيد انفصال الأول عن بيت مري، تبدأ بالظهور تباعاً مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي.

المشهد الانتخابي حتى الساعة يقتصر على لائحتين: الأولى "عين سعادة بلدتي بيتي"‬ ارخى فيها التحالف القواتي- العوني بظلاله، اذ انها مدعومة من العائلات ومن "التيار "و"القوات" معاً برئاسة يوسف بو عون، وعضوية كل من صهر الجنرال ميشال عون رئيس مجلس ادارة تلفزيون الـ OTV روي الهاشم، دجوني بو غصن، الياس روحانا، انطوان ميشال داود، طوني شخطورة، صلاح بو عون، داني ابراهيم ورولان الزغبي، اما الثانية "الانماء والعمل" برئاسة انطون بو عون، عضو سابق في البلدية الأولى، وعضوية كل من الياس اميل منصف، عبود جرج ابي هيلا، زياد انطوان بو غصن، ندى يوسف فرح، انطوان جرجس بو عون، انطوان بشارة داود، جورج الياس بيطار، داني فارس غسطين وجوزف اسعد عبدو قبلان ماضي .

في حين تشير أوساط بارزة في مجالسها إلى أن حزب الكتائب لم يدعم اي من اللائحتين المتقابلتين بل فضل ان يبقى بمنأى عن تحالفات البلدة والوقوف على الحياد بعد فشل المفاوضات والمساعي لتحقيق التوافق، اما السبب فهو كما تؤكد الأوساط رفض "بلدتي بيتي" تشكيل لائحة تضم اعضاء من البلدية الاولى نتيجة التجربة الفاشلة في السابق والنكسات التي تعرضت لها البلدية واسفرت عن استقالة المجلس نفسه مرتين، وعليه ترك الحزب الحرية للأهالي والمناصرين والحزبيين لاختيار من يرونه الانسب.

اذاً، الشيء المؤكد في معركة عين سعادة انها لن تكون منعزلة عن تمثيل كافة العائلات في البلدة، ويؤكد في هذا الاطار يوسف بو عون ان "لائحة "بلدتي بيتي" مبنية على تحالفات عائلية منسجمة مع بعضها البعض، تضم اصحاب اختصاص وخبرة ويدعمها في الوقت عينه كل من التيار والقوات".

بو عون وفي حديث لموقع "ليبانون ديبايت"، اعتبر أنه "بحسب الاحصاءات بلدتي بيتي تجد اقبالاً عند الناس نظراً لبرنامجها وهوية اعضائها الذين يملكون خبرات في كافة المجالات الانمائية والثقافية والاجتماعية وفي النهاية نتائج الصناديق ستحسم الأمور"، داعياً ابناء عين سعادة الى وضع ثقتهم باللائحة وتسليمها زمام امور البلدة لخدمتها بشفافية ونزاهة وتطويرها قدر المستطاع.

بدوره، رفض الهاشم تسمية "بلدتي بيتي" بلائحة الاحزاب، قائلاً:" الاحزاب اجتمعت واتفقت تجنباً لادخال السياسة بانماء البلدة وبالتالي قوة اللائحة بهذا التحالف الذي يقتصر دوره على دعم البلدية وتسيير شوؤنها عوضاً عن التدخل فيها"، مؤكداً ان "اختيار الاعضاء لم يرتكز على الالتزام الحزبي فحسب بل على الكفاءة والخبرة والثقافة واعطاء قيمة مضافة للمجلس وخدمة البلدية لا الاستفادة منها وتحقيق مكاسب شخصية، والدليل على ذلك ان الملتزمين حزبياً هم الاقلية اي 3 من اصل 9".

وتمنى الهاشم في سياق حديثه ان تكون عين سعادة البلدة المنكوبة حالياً على حد قوله قد تعلمت من تجارب الماضي وقلة الخبرة في العمل البلدي فضلاً عن عدم التجانس والتفاهم آنذاك ضمن الفريق الواحد، كاشفاً النقاب عن مشروع لموقع الكتروني في حال ربحت لائحته تتمكن من خلاله عائلات عين سعادة من التواصل مع البلدية والاضطلاع على كافة المشاريع والميزانيات الموضوعة فهذه الامور لا يجب ان تكون مغلقة او مخفية على احد لانه من حق ابناء البلدة معرفة اين تصرف البلدية اموالها وكيف".

بالمقابل، تحدث المُرشّحان لعضويّة المجلس البلدي الياس روحانا ودجوني بو غصن عن البرنامج الثقافي والإجتماعي والإقتصادي للائحة وأبرز مشاريع خطّتهم في هذا السّياق والتي تتمحور حول النقاط التالية على حد قولهما: إنشاء مكتبة عامة وتجهيزها بنظام ممكنن، تفعيل المرافق ذات الطابع الثقافي والرياضي في عين سعادة بالتعاون مع الجهات المختصة وأبرزها النادي الثقافي الرياضي في عين سعادة لنعيد الى النادي نشاطه كي يستقطب الشبان كما كان ذلك سابقا، إنشاء مركز بلدي ثقافي يضم مسرحاً وقاعة محاضرات مجهّزة بالتجهيزات الملائمة والتقنيات الحديثة، تنويع النشاطات الثقافية لتشمل مشاركة كافة الفئات، عبر إحياء مهرجانات سنوية وتنظيم ورش عمل، محاضرات توجيهية، مشاغل،تقديم الخدمات الصحيّة لكافة أبناء البلدة عبر انشاء مستوصف بلدي لتقديم الخدمات الصحية الجلّة في الطبابة وتأمين الدواء وأخيراً إعتماد سياسة إقتصادية واضحة وفعّالة للإنماء تؤدّي إلى تأمين فرص العمل لشباب البلدة وشابّاتها.

اذا قبل ايام على موعد الانتخابات البلدية، يبدو ان مواجهة شرسة على ارض الواقع بانتظار عين سعادة، فلصالح من سيحسم ابناء البلدة خيارهم؟