Beirut
16°
|
Homepage
العار ان تكون حزيناً
نبيه البرجي | المصدر: الديار | الجمعة 06 أيار 2016 - 7:17

بالفرنسية قال الرئيس تقي الدين الصلح للرئيس سليمان فرنجية" Les musulmans ont honte d'etre heureux" وبالعربية "المسلمون يخجلون ان يكونوا سعداء" بسبب فلسطين التي كانوا يتحدثون عنها في تلك اللحظة. لنكن اكثر شفافية في الترجمة» المسلمون يشعرون بالعار». الان، العار ان تكون حزينا من اجل فلسطين.

غريب ان نستغرب ما كشفته الصحف الاسرائيلية حول العلاقات بين دول عربية. وتل ابيب. اين المشكلة، وقد قال احدهم" ان ايران هبطت علينا عدوا من السماء"؟ استطرادا، "اسرائيل هبطت علينا حليفا من السماء".

الان، بات باستطاعتنا ان نرى كاتبا، او مفكرا، يتحدث عن التوأمة بين الكعبة وهيكل سليمان، وعن التداخل الالهي، وبالتالي العضوي وربما الاستراتيجي ايضا، بين التوراة والقرآن، ليذكرنا بأن اسماعيل الذي نتحدر منه(شخصيا لا اتحدر منه) هو شقيق اسحق. لم يقل ان هابيل، القتيل،كان شقيق قايين، القاتل.


حتى قبل انقضاء اسبوع، نستعيد ما قاله برنارد لويس "اذ يَسعى العالم للتنقيب عما وراء المستقبل ينشغلون هم في التنقيب عما وراء الماضي". اذا، ثمة حجج ايديولوجية، وميتولوجية، جاهزة لنكون مع اسرائيل في خندق واحد. مثلما تهددنا ايران، بامكاناتها الاسطورية، تهدد اليهود. هذه لحظة تاريخية، بل انها اللحظة الالهية، لتتشابك الايدي...
غدا قد نرى يوشع بن نون يدق علينا الباب وقد ارتدى الكوفية والعقال ربما على ظهر ناقة...

مضحك جدا الحديث عن «قضية فلسطينية» ومبك جدا ان نضع الفلسطينيين في معسكرات الاعتقال خشية التوطين. سبعون عاما تكفي لنغسل ايدينا، وذاكرتنا، من فلسطين، ونمد ايدينا، وذاكرتنا، الى اسرائيل التي ابلغت من ابلغت ان ترسانتها النووية تحت تصرف اي دولة عربية ترى ان الايرانيين يهددون وجودها...
الغريب ايضا، وكل عيوننا الى الوراء، وكل ادمغتنا الى الوراء، ان نجد من ينصحنا بأن نقتفي اثر الفرنسيين والالمان، وننظر الى الامام.ذكّرنا بأن ادولف هتلر احتل باريس، وكيف ان فرنسوا ميتران دعا الطائرات الالمانية لتشارك في العيد الوطني الفرنسي وتحلق حتى فوق قوس النصر...

فات صاحبنا ان باريس عادت فرنسية، وان احذية الجنود النازيين لم تعد تشاهد على شاطىء النورماندي. ماذا عن القدس وحيفا ويافا وعكا والناصرة؟
اذا تسنى لكم ان تعيدوا قراءة نص المبادرة الديبلوماسية التي طرحت على القمة العربية في بيروت عام 2002.
كانت دعوة الى رفع الرايات البيضاء، وكان يمكن ان تشق طريقها الى نيويورك، لولا ذلك الرجل المجنون الذي احرج قادة العرب واصر على اضاف كلمة "العودة" الى النص...
وقبل ان تخفض اعلام العرب امام فندق فينيسيا في بيروت، كانت دبابات ارييل شارون تقتحم مخيم جنين. بني بيغن، نجل مناحيم بيغن، سأل ساخرا "هل يطلبون مني ان اعيد رفات ابي الى ضفاف البلطيق؟".

لماذا نستهول ان يمد البعض يدهم الى الاسرائيليين؟ قبل نحو اربعين عاما، حط انور السادات في الكنيست، ليذهب بعد ذلك الى كمب ديفيد ويقول جيمي كارتر «انها اجمل هدية نقدمها الى الله»، منذ ان اصدر مذكرته الشهيرة بانزال آدم الى الارض. حقا، حتى الان لاندري لماذ عوقب آدم...
الله وهبنا نعمة النسيان. هل وهبنا نعمة الغباء؟ الاردن عقد اتفاق وادي عربة مع اسرائيل، حتى ان ياسر عرفات الذي حطم الانتفاضة تلو الانتفاضة،وقع اتفاق اوسلو( وحيث ووريت القضية الثرى تحت الورود)، وكان مستعدا ان يبيع لبنان وسوريا والعراق والسعودية من اجل ان يقال له «فخامة الرئيس»، ولو كانت مساحة فلسطين مساحة الكرسي التي يجلس عليها...
ايها اللبنانيون الاعزاء، لا تفاخروا بأنكم دحرتم ارييل شارون، وبعضنا استقبله بكأس الشامبانيا قبل كأس الشاي بوقت طويل. كل من يناوىء اسرائيل او يقاتلها يناوىء الله ويقاتل الله. الفتوى جاهزة، لا بل قالها احدهم في كلام عن ابناء ابراهيم...
لا نفعل شيئا سوى اننا نعود الى عباءة جدنا سام، والى خيمة جدنا ابراهيم. الصراع ملهاة.
العار ان تكون حزينا من اجل فلسطين والفلسطينيين!
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
منصوري يكشف سبب تأخر المصارف بتطبيق القانون 166 9 بعد الإعتداء على محامية وتحرُّك القضاء... إليكم ما فعله الزوج! (فيديو) 5 بعد تغريدة أشعلت المملكة السعودية... وهاب "مُحاصر" بالشائعات! 1
كمينٌ مُركّب لحزب الله... إسرائيل تستخدم ساتر دخاني لسحب الخسائر! 10 إنخفاضٌ في أسعار المحروقات! 6 بلبلة في صفوف قوة الـرضوان والسيّد يتدخل شخصيًا... يا ويلكن ويا سواد ليلكن! 2
إهتمام قطري بآل الحريري 11 "إلغاء تعميم الـ 20 مليون ليرة"... بيان من "الضمان" 7 الساعات القادمة حاسمة... تحرّكات "مفاجئة" تلوح في الأفق! 3
جلسة التمديد تفضح علاقة باسيل بأعضاء كتلته… نائب يتحول إلى ساعي بريد 12 الحلبي يعدّل عطلة عيد الفصح الأرثوذكسي 8 إلى القوات وحلفائها… حان وقت الإستقالة 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر