ليبانون ديبايت - فادي عيد

أثمرت الجهود التي قام بها الوزير والنائب السابق عبد الله فرحات منذ حوالى 7 أشهر، اتفاقاً مع رئيس إقليم بعبدا الكتائبي رمزي أبو خالد، وهو من عائلة آل أبي يونس، ومع عائلة النائب السابق الدكتور جان غانم، مع العلم أن اللائحة تضم خليطاً من كافة الأحزاب تحت غطاء عائلاتهم. وتم إنتاج لائحة جامعة لكل أطياف بلدة حمانا، البلدة المسيحية الأكبر في جبل لبنان الجنوبي، والتي تُعتبر المركز الإداري والأمني لكل قضاء بعبدا الأعلى.

وقد تجمّعت فيها كل الإدارات الرسمية من مركز الضمان الإجتماعي إلى المستشفيات إلى مركز الأمن العام وأمن الدولة والدفاع المدني، والصليب الاحمر ومأوى المسنّين وفرع مستشفى الجامعة الأميركية، وباتت عاصمة الجبل الجنوبي. يضاف إلى هذه العناصر الإدارية الأساسية، العنصر الديموغرافي المسيحي الأكبر، لا سيما وأن عدد الناخبين فيها يوازي ويفوق أعداد المسيحيين في قرى قضاء بعبدا الأعلى، وهنا تكمن أهميتها الإنتخابية في كل الإستحقاقات إن كانت بلدية أو نيابية.

ولعلّ هذه الأهمية تكمن في وحدة عائلاتها وتضامنها بشكل يشبه الأحزاب السياسية والعشائر في أقصى الشمال أو البقاع. لذا فإن لهذه الإنتخابات وقعاً كبيراً على مجمل جبل لبنان المختلط. هذه الأهمية جعلت القوى السياسية الأساسية في الجبل أكانت درزية متمثّلة بالنائبين وليد جنبلاط وطلال إرسلان، أو مسيحية متمثّلة ب"القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" والكتائب اللبنانية، منكبّة على متابعة الإنتخابات البلدية في حمانا لاكتسابها أهمية مذكورة آنفاً. ولا شك أن الوزير السابق عبد الله فرحات يلعب دوراً محرّكاً في البلدة لأسباب عدة أهمها انتمائه للعشيرة الأكبر عدداً المعروفة بتضامنها التاريخي مع بعضها البعض، وتأثّرها بالقرار المركزي لناحية التصويت بلوائح مكتملة، وليس لأفراد أو مرشحين.

من هنا، فإن اللائحة المدعومة من فرحات أصبحت بعد أشهر من التجاذبات اللائحة الوحيدة، إذ لم يستطع أي من الفرقاء الآخرين تأليف لائحة أخرى. أضف إلى ذلك، أن نواب المنطقة الذين يفترض بهم تمثيل الجبل، غائبون عن الساحة غياباً مطلقاً، ولا أثر لحركتهم على الوضع الإنتخابي البلدي.

فالوضع الإنتخابي في حمانا الذي أكتسب شكلاً عائلياً انسحب على قرى المنطقة بجملها، فتشكلت في القرى المسيحية المحيطة بحمانا والمرتبطة بها لوائح ذات طابع عائلي، وترشّحت على الرئاسة ونيابة الرئاسة شخصيات مستقلة كبشير فرحات وفادي صليبي في حمانا والذين سيتقاسمان رئاسة البلدية. وتضم لائحتهما كلاً من: مسعود جوزف البيري، آلان جورج رزق، باسكال جورج أبي يونس، فؤاد شفيق أبي يونس، عبدالله الياس فضّول، سليم أنطوان بو كنج، سنتيا فارس مهنا، كاتيا فارس أبو رجيلي، جهاد الياس نصر، غسان جرجس حداد، جوزف لويس حاتم، نبيل اديب شعبان وعيد خليل الجبيلي.

لم تتشكّل في حمانا حتى الساعة أية لائحة مناهضة للائحة المذكورة والمدعومة تحديداً من فرحات والكتائب وسائر العائلات، رغم سعي العميد المتقاعد طوني أبو سمرا تأليف لائحة.

وينتظر إعلان اللائحة الوحيدة في حمانا نهار الأحد المقبل بشبه إجماع حماني كامل.