تحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في احتفال هيئة دعم "المقاومة الإسلامية" متوجهاً بالشكر الى كل المساهمين في دعم "المقاومة", قائلا: "اقول للمساهمين والداعمين نحن نعتز بدعمكم وسنظل المقاومة التي تصنع الانتصارات". واعتبر نصرالله ان "الإحتضان من أهم النقاط المستهدفة عند المقاومة اليوم".

في بداية الحديث عن الوضع السياسي, لفت الى أننا " يجب أن نذكر العالم إلى ما يتعرض له قطاع غزة في هذه الأيام من عدوان واستهداف عدد من مواقع المقاومة في قطاع غزة وإستهداف المدنيين في القطاع ومع الأسف حتى في الحرب الطويلة على القطاع كان العالم العربي والإسلامي غائب", مشيراً الى ان "المقاومة في كل مكان هي في دائرة الاستهداف طالما هناك إحتلال ومشروع صهيوني وطالما هناك أحياء في هذه الأمة يرفضون التسلط والهيمنة ومصررون على الدفاع والمقاومة ومواجهة المشروع الصهيوني وهذه هي قصة حزب الله منذ البداية حتى اليوم."

ورأى نصرالله ان " ما يجري الآن أنه خلال كل السنوات الماضية وكل الإستهدافات التي حصلت لحركات المقاومة، خصوصاً العسكرية والأمنية،", وقال: " السؤال كان ما هي عناصر القوى التي تجعل حركات المقاومة ومنها "حزب الله" على تحمل الاغتيالات حتى على مستوى القادة والحروب حتى على مستوى حرب تموز، وكان الأساس ضرب قاعدة المقاومة في سوريا، لكن وجدوا أيضا أن من أهم عناصر المقاومة هي البيئة الشعبية أي الناس الذين يدعمون المقاومة ويقدمون ابنائهم ويصبرون على كل التداعيات".

واوضح ان" البيئة الحاضنة هي أهم عنصر قوة بعد الله تتمتع بها أي حركة مقاومة وهي شرط الوجود والكامل والإنتصار لهذه المقاومة", مشيراً الى ان " أصبح هناك وعي بضرورة إستهداف هذه البيئة لدى الأميركي والإسرائيلي من أجل ضرب عزمها وإبعادها عن هؤلاء المقاومين من أجل عزلهم وتسهيل ضربهم أمنيا وعسكريا".

وتابع: " هذا ما يعملون عليه منذ وقت طويل ويعطوه اليوم جهد أكبر وطبعا وجدوا في العالم العربي من كان يخدمهم في السر يقوم بذلك بشكل علني واليوم تسقط الأقنعة وستسقط أكثر في المستقبل", لافتاً الى ان " السعودية التي تريد تقديم المزيد من الخدمات تحمل هذا اللواء اليوم، لأن الولايات المتحدة تصنف الحزب إرهابيا منذ سنوات، والسعودي مكمل في هذه المعركة حتى الأخير".

وكشف نصرالله ان " الكثير من الدول العربية والإسلامية ليسوا مقتنعين بما يقومون به لأن في نهاية المطاف هذه الدول لديها ظروفها وأوضاعها والسعودية كانت هددت الكويت بقطع العلاقات الدبلوماسية معها بسبب تصريحات نائب في مجلس الأمة", مؤكداُ اننا " قادرون على مواجهة التحدي الجديد ويجب ان نواجهه بالعزم."

وشدد على اننا" واثقون ممن يدعمنا من ناسنا وقد صنعنا معهم الانتصارات وسنصنع المزيد معهم, وموقف إيران من "المقاومة" حاسم ولا يخضع لأي ضغوط."

وفي حديثه عن المشهد السياسي على مستوى المنطقة، قال نصرالله:" هناك مشهد سياسي وعسكري وإعلامي تلعب فيه السعودية دورا أساسيا، من جهة نرى التصاعد في الإتصالات السعودية والإسرائيلية، واليوم أمير تركي الفيصل اجتمع مع اسرائيليين بشكل علني، وهذه الإتصالات خرجت إلى العلن ما يعني أن هناك أقنعة سقطت وهناك أجواء لتطوير العلاقات بين الجانبين في الفترة المقبلة، والجزيرتين ستكونان باب للتنسيق المعلن ولا نتوقع منها موقف مما يحصل في غزة إلا لرفع العتب"

وأضاق:" نجد أن كل الجهود تصب لتكريس العداء مع إيران وكل قوى المقاومة، والسعودي مستمر في معركته، وهناك ضغوط دولية من أجل حلف ملف اليمن وملف سوريا، السعودية ممكن بسبب الظروف والضغوط الدولية أن تذهب إلى المفاوضات لكنها تعمل أيضا على التصعيد في اليمن وسوريا".

في ملف الرئاسة, قال نصرالله: " لا جديد ولا نزال نسمع المواقف والتصاريح نفسها, ومن يريد يريد إنتخابات رئاسية فالحل في السعودية ولبنان حصراً". ولفت الى ان "المطلوب التواصل مع المعنيين الحقيقيين والتفاوض معهم للوصول الى نتيجة وحل يخرج الاستحقاق الرئاسي في غيبوبته".

وعلى صعيد الانتخابات البلدية والاختيارية, أوضح الى "اهمية الانتخابات البلدية فالناس ستختار من سيمثلها في المجالس, مؤكدا انه يجب علينا أن نهتم بالإنتخابات البلدية والإختيارية والتعاطي بجدية معها", داعيا الى مشاركة فعالة في الإنتخابات البلدية في لبنان المقررة الأحد في بيروت".

واعتبر ان " الإنتخابات البلدية جزء من وظيفة الأحزاب ومهامها، ودخول الأحزاب في إدارة الإنتخابات في ظل الظروف الحالية يقلل من الخسائر".

واوضح ان " خيار التحالف بين أمل وحزب الله وباقي الحلفاء هو الخيار الصحيح، وأنا أدعو الجميع إلى الإلتزام بهذا اللوائح والتصويت لها، ومن لديه أي ملاحظة نقول له أن هذا هو الممكن ولا أحد يطلب منه أكثر من المستطاع، وأنا أدعو من موقع الإلتزام والإنسجام والوحدة والحرص على تأمين التحالف", قائلا: " علينا أن نعمل في ثقافة الإنتخابات البلدية، ولو بالحد الأدنى بالنسبة إلى الرئيس ونائب الرئيس، هناك عرف بأن يكون الرئيس من العائلة الأكبر أو احد العائلات الكبيرة، وفي بعض الأحيان لا يكون هناك شخص من ضمن هذه العائلة، وهذا خطأ في هذا الموضوع، وهذه المسألة بحاجة ‘لى معالجة ولو على مستوى رئيس البلدية على الأقل.

وختم نصرالله متمنياً ان يمر الإستحقاق الانتخابي بأمن وسلام وحد أدنى من الحساسيات.