Beirut
16°
|
Homepage
هذا انا جورج نادر.. حادثة الكويخات : الفخّ المنصوب
المصدر: ليبانون ديبايت | الجمعة 27 أيار 2016 - 15:07

ليبانون ديبايت - الحلقة السابعة والثلاثون من مذكرات العميد الركن المتقاعد جورج نادر

الجو السياسي المشحون بالتحريض الطائفي والمذهبي والإنقسام السياسي العمودي بين فريقي 8 و 14 آذار، إنسحب أيضاً على وسائل الإعلام، فعند وقوع حادثة الكويخات، تم نقل نتائجها مباشرة بسبب قرب الوجود المسبق لمراسلي التلفزيونات في حلبا القريبة تحضيراً للإحتفالين المقرّرين، وكانت المحطات تتبارى في نقل صور سيارة الشيخ التي أطلق عليها النار وآثار الرصاص عليها، ثم التركيز على صورة عمامة على المقعد الخلفي للسيارة وبقع الدماء من حولها بشكل يثير الغرائز المذهبية، فالسؤال كان: لماذا وُضعت عمامة الشيخ على المقعد الخلفي وهو الذي كان جالساً على المقعد الأمامي خلف المقود؟ ومن وضعها، ولماذا كان التركيز الدائم على هذه الصورة المسيئة المثيرة؟. ثم ان المحطات المتبارية في السبق الإعلامي، نقلت إفادة السائق محمد العبّود وهو يحمل بأحد كفّيه بضع رصاصات فارغة قال أن الجيش أطلقها على الشيخ، وتبيّن لاحقاً أنها رصاصات من عيار62، 7ملم شرقي تُستخدم في بندقية كلاشنكوف، وعناصر الجيش سلاحهم الموحّد البندقية م-4 عيار 6 5،5 ملم.. وعند التحقيق معه ( محمد العبّود ) في الشرطة العسكرية سُئل من قبل المحقّقين:
" مين قوّص هالرصاصات اللي بإيدك ؟ "
" المجوقل..."
" بس هودي خرطوش كلاشنكوف والمجوقل ما معو كلاشنكوف.."

" شو بيعرّفني ؟، أنا لقيتن هونيك.. بعدين ليك سيدنا، أنا شو بدّي بهالشغلي كلّا، كنت قبل بليلي سهران بالقبيات عم بسكر مع أصحابي، وأخدني معو غصبا عنّي..، شو كان بدي تا روح معو، ومأتمو كلفتي 30 الف دولار."

فور وقوع الحادث، كلّفت قيادة الجيش لجنة تحقيق برئاسة العميد الركن لبيب بو عرم مساعد قائد الشرطة العسكرية وإشراف مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، حيث بدأت عملها بمعاينة مكان الحادث وسيارة الشيخ وأخذ إفادات الشهود، ثم إنتقلت إلى ثكنة جورج النغيوي في عندقت لأخذ إفادات العسكريين.

عصر ذلك اليوم إتصل العماد قائد الجيش مستفسراً عن كيفيّة وقوع الحادث، فرويت له ما حدث، ثم في اليوم التالي إستدعاني إلى مكتبه:
" خبّرني بالتفاصيل شو صار.."

فعمدت إلى سرد الوقائع بأمانة وتفصيل، وكنت كلّما ذكرت حديثاً أو ردّة فعل كان يقاطعني ويسأل متعجّبا ً: "هيك ؟؟" حتّى سألته :
"سيدنا، ليش مخبّرينك غير هيك ؟؟ هيدي الحادثي بالفصيل متل ما خبرتك ياها، وإزا بتتركلي محاسبة المسؤول بقلّك أني بعمل عقوبي لآمر السريي لأنو أساء إدارة النيران" اي أنه لم يضبط النار بالشكل الكافي.

أعطيت الأمر فور مقتل الشيخ للسرية بالإنسحاب الفوري إلى مراكزها تحسّباً لردّات الفعل، وحدّدت مسلك الإنسحاب:
بالنسبة لمجموعة "رحبة" بإمرة الملازم وسام محفوظ، طريق الكويخات – شربيلا – بينو – رحبة. تفادياً للمرور بحلبا مكان الحشد، وبالنسبة لمجموعة "عندقت" بإمرة النقيب محمد على أحمد مسلك الكويخات الكواشرة منجز شدرا عندقت، تفادياّ المرور بالبيرة مسقط راس الشيخ عبد لواحد. وقد تعرّضت مجموعة عندقت لإطلاق النار عند بلدة "عمار البيكات" ولم يصب أحد بأذى.

صدر أمر من قيادة الجيش بالتخفيف إلى الحدّ الأقصى من تجوال العسكريين في منطقة عكّار لأن المسلّحين المناصرين للمعارضة السورية قد إنتشروا على الطرقات ومفارق القرى والبلدات وكانوا بأعدا كبيرة، وقسم منهم أتى من سوريا عابراً للحدود المفتوحة.

توتّر الجو السياسي مجدّداً وراح بعض النواب المناصرين المعارضة السورية يكيلون الإتهامات للفوج وللجيش، ثم لي شخصياً :
"آمر السرية إتصل بالمخابرات السورية التي أعطته الأمر بقتل الشيخ."
"قائد الفوج تلقّى إتصالاً من ضباط سوريين طلبوا إليه إصدار الأمر بقتل الشيخ."
"قُتل الشيخ عمداً بدم بارد على حاجز الجيش."
"المجوقل ينصب كميناً للشيخ عبد الواحد ويغتاله."
" الجيش يقتل المشايخ."

إلى ما إبتدعت مخيّلة هؤلاء من إتهامات تحريضية على خلفيّات مذهبية وسياسية لا تمتّ إلى الحقيقة بصلة، إنما الحقيقة واحدة، وهي التي سردتها جهاراً وفي العلن، وأخبرتها لقائد الجيش ولكل من سألني عن كيفية حصول الحادث، كما أنني رويتها على شاشة التلفزيون بعد تقاعدي من الجيش، وذلك يتاريخ 10/ 10 / 2015، وهي أن عناصر الفوج قد تعاملوا بمنتهى اللياقة مع الشيخ عبد الواحد، والذي حصل هو بالضبط ما ذكرته دونما زيادة أو نقصان.

ويمكن الرجوع إلى داتا الإتصالات على أرقام الهاتف الرباعي ( الشبكة الهاتفية الخليوية المقفلة التي يستخدمها الجيش ) الخاص بقائد الفوج المجوقل آمر سرية الدعم بتاريخ وقوع الحادث.

(في الحلقة المقبلة حادثة الكويخات.. وحيداً واجهت وبقيت وحيداً)
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
بأقل من 3 اشهر... فازت بـ"اليانصيب" مرّتين! 9 جريمة "مروّعة"... اغتصبها حتى الموت في مستودع فندق بالروشة! 5 "الجيش" ينعى عميدًا متقاعدًا 1
الأجهزة الأمنية تتحرك... تطورٌ جديد في قضية عصابة "التحرّش" عبر تيك توك! 10 عن التحول الاماراتي في لبنان 6 تعويض سعودي لجعجع 2
"لا مؤامرة لإبقاء السوريين في لبنان"... مفوضية اللاجئين تكشف! 11 بعد 36 ساعة من فقدانه... العثور على جعجع في بعلبك! 7 جعجع مفقود... هل من يَعرف عنه شيئًا؟ 3
الحريري باق في فرنسا 12 "سنحجب نور الشمس عن إسرائيل"... مسؤول عسكري يُهدد! 8 فتنة سنّية - شيعية 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر