تجنب مجلس الوزراء في جلسته امس الاول البحث في موضوع سد جنة بعدما كان ترك الى نهاية الجلسة امر النقاش فيه، لكن الاجواء المحتدمة في شأنه دفعت رئيس الحكومة تمام سلام الى تأجيله الى جلسة لاحقة تفاديا لانقسام حاد بين الوزراء.

وفي حين يقود وزراء تكتل التغيير والاصلاح حملة داخل المجلس وخارجه من اجل تنفيذ المشروع، تقول مصادر وزارية في قوى الثامن من اذار ان التيار الوطني الحر يعوّل بالغ الاهمية على تنفيذ سد جنة لما له من منافع حيوية واقتصادية على المنطقة المسيحية وقراها في قضاء جبيل ومنها وصولا الى بيروت التي ستستفيد بدورها من مياه هذا السد.

وتعزو المصادر الهجمة الشرسة على المشروع ومعارضة اقامته وتنفيذه الى حسابات تنطلق في غالبيتها وتصب وياللاسف في خانة الطائفية والزواريب الضيقة وان يكن تحت عناوين بيئية تارة وشعارات لا تمت الى الحقيقة بصلة طورا. وتأسف لكون بعض الفرقاء المسيحيين يمارسون عن غير علم وقصد هذه الحملة المعترضة لا لشيء الا لتسجيل موقف سياسي.

وتسأل المصادر الغيارى على البيئة والاشجار التي تم قطعها في الوادي حيث يقام السد، هل من الممكن اقامة مثل هذه المشاريع المائية والحيوية من دون ازالة العوائق وجرف التربة. وهل في فرنسا واوروبا واميركا وغيرها من الدول التي سبقتنا في اقامة السدود الهائلة والكبيرة لم يتم قطع الاشجار وحتى طمر اثار واستملاك مناطق سكنية واخلاء قرى ومدن بكاملها، ام ان تلك السدود اقيمت في الهواء وفي مناطق قاحلة تفتقر الى المياه؟

وتضيف مصادر 8 اذار: اليوم وبعد ما تم قطع الاشجار في وادي جنة وجرف غالبية المساحة المخصصة لاقامة السد، ما الفائدة من وقف تنفيذ هذا المشروع؟ وهل المطلوب حرمان المناطق المسيحية من المشاريع الانمائية وتنفيذها في حين ان سائر المشاريع المماثلة في المناطق الاخرى تنفذ من دون اعتراض او ضجة اعلامية كالتي نشهد؟ ففي الجنوب نفذت قناة "ري 800" حيث تمت الاستعانة بمياه بحيرة القرعون وبكلفة تزيد على 320 مليون دولار كما ان العمل جار اليوم لتنفيذ القسم الاخر من المشروع من اجل ايصال مياه الري والشفة الى غالبية قرى محافظتي الجنوب والنبطية وهذا حق ايدناه وباركناه. وكذلك بالنسبة الى سد بسري الذي ستجر مياهه الى الضاحية وبيروت وعلى رغم وجوده في جزين المنطقة المسيحية لم نعترض على المشروع وايدنا تنفيذه.